تقنية

دفاع نتنياهو عن «صهيونية» ابنه بوجه ماكرون ينقلب ضده.. غضب بإسرائيل


في مشهد يعكس عمق الانقسام بين إسرائيل وأوروبا، اشتعلت معركة رمزية بين تل أبيب وباريس، لا على جبهات السياسة فقط، بل على أرضية منصة إكس.

المعركة اشتعلت، حين فجّر يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي، عاصفة دبلوماسية بكلمات «مسيئة» للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دفاعًا عن رفض إسرائيل القاطع لفكرة الدولة الفلسطينية.

ورغم اعتراض بنيامين نتنياهو شكليًا على أسلوب ابنه، إلا أنه تبنى المضمون، مهاجمًا فرنسا ومشيدًا بـ«صهيونية» يائير، وهو ما حوّل دفاع الأب عن ابنه إلى بيان سياسي صريح ضد توجهات أوروبا.

فماذا قال نتنياهو؟

عارض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شكلا «شتم» ابنه يائير للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكنه أيده مضمونا.

وأشعل نتنياهو مواقع التواصل الاجتماعي إثر دفاعه عن ابنه الذي يعيش في ميامي بالولايات المتحدة الأمريكية.

فرغم أنه اعترض على استخدام ابنه تعبير “تبا لك” ردا على دعم ماكرون لقيام دولة فلسطينية، فإن نتنياهو كرر ذات المبررات التي استخدمها ابنه لرفض الدولة بل وكرر الانتقادات لفرنسا.

وقال نتنياهو على منصة “إكس”: “أنا أحب ابني يائير، فهو صهيوني حقيقي يهتم بمستقبل البلاد. ومثل أي مواطن، له الحق في رأيه الشخصي، على الرغم من أن أسلوب رده على تغريدة الرئيس ماكرون التي دعا فيها إلى إقامة دولة فلسطينية غير مقبول بالنسبة لي”.

وأضاف: “الرئيس ماكرون يرتكب خطأً فادحاً عندما يواصل الترويج لفكرة الدولة الفلسطينية في قلب بلادنا، التي طموحها الوحيد هو تدمير دولة إسرائيل، وحتى هذه اللحظة لم يقم أي مسؤول من حماس أو السلطة الفلسطينية بإدانة فظائع أسوأ مذبحة ارتكبت ضد اليهود منذ الهولوكوست (هجوم 7 أكتوبر)، وهو ما يشير إلى موقفهم الحقيقي تجاه الدولة اليهودية”.

وتابع نتنياهو موجها انتقادات إلى الرئيس الفرنسي وفرنسا: “نحن لن نجازف بوجودنا بسبب أوهام منفصلة عن الواقع، ولن نقبل المواعظ الأخلاقية لإقامة دولة فلسطينية من شأنها أن تعرض وجود إسرائيل للخطر، من أولئك الذين يعارضون منح الاستقلال لكورسيكا وكاليدونيا الجديدة وغينيا الفرنسية وأراض أخرى، والتي لن يعرض استقلالها فرنسا للخطر بأي شكل من الأشكال”.

اشتعال مواقع التواصل

وأشعل دفاع نتنياهو عن ابنه يائير مواقع التواصل الاجتماعي وفق ما رصدته “العين الإخبارية”، وجدد يائير موجة من الانتقادات ضده في إسرائيل.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” على موقعها الإلكتروني: ” نتنياهو يدعم ابنه بعد شتم ماكرون: “يائير صهيوني حقيقي”.

وأضافت: “رغم أن رئيس الوزراء كتب أن أسلوب الرد غير مقبول بالنسبة لي”، إلا أنه أعرب عن دعمه لابنه”.

وكتب الصحفي الإسرائيلي باراك سيري على منصة “إكس”: “إن اللعنة التي كتبها يائير نتنياهو عن الرئيس الفرنسي ماكرون، “تبا لك”، هي عار على كل إسرائيلي. ابن رئيس الوزراء، يتهرب من الخدمة الاحتياطية حتى في زمن الحرب، لا يعمل، لا يعيش في البلاد، يتم تأمينه بأموال الضرائب لدينا، ينشر مؤامرات رهيبة والآن يلعن بشكل صارخ رئيس دولة مهمة، رغم كل الانتقادات التي يتلقاها. يا لها من كلمة”.

وكتب الصحفي الشهير في صحيفة “معاريف” بن كسبيت على منصة “إكس”: “الصهيوني الحقيقي” يعيش في إسرائيل، على نفقته الخاصة. ابنك يائير نزل إلى ميامي على حسابنا”.

أما الصحفي في القناة 13 الإسرائيلي يوسيف يسرائيل فكتب على منصة “إكس”: “بالنسبة لأولئك الذين لم يفهموا، فقد قرر نتنياهو بالفعل أنه يربط مصيرنا بالترامبية واليمين المتطرف الأوروبي، ويأخذنا جميعًا معه إلى الهاوية. وهو أيضا، وابنه يائير بالتأكيد، لا يحملان ذرة من الصهيونية في أنفسهم”.

من جهتها كتبت إيريس ليئيل من صحيفة “هآرتس” على منصة “إكس”: “بعد أن قال ابنه للرئيس الفرنسي “اذهب إلى الجحيم”، نشر نتنياهو بيانًا يتضمن، بين إغداق المودة والثناء على ابنه، وتوبيخًا شديدًا لماكرون، وتكرارًا لخطاب كورسيكا وكاليدونيا، نصف سطر مقتضب حول أسلوب يائير في التغريد. لقد أفسد هذا الرجل الأمر حقًا”.

وردت عضو الكنيست نعامه لازيمي من حزب “الديمقراطيون” المعارض على نتنياهو: “أنتم خراب المشروع الصهيوني وابنكم الطفيلي ما هو إلا انعكاس باهت لإدراككم”.

من جهتها، قالت حركة “السلام الآن” ردا على نتنياهو: “ليس أنك وابنك الطفيلي بحاجة إلى معرفة ذلك، لكن إذا كنت ضد ذلك، فمن المؤكد أن الدولة الفلسطينية بدون حماس تشكل مصلحة حيوية لأمن إسرائيل”.

ورد لي غرين، مدير حراك “نقف معا” الإسرائيلي، على منصة “إكس”: “نتنياهو – في كورسيكا، وكاليدونيا الجديدة، وغينيا الفرنسية، والأقاليم الأخرى في فرنسا – الناس الذين يعيشون هناك يحملون الجنسية الفرنسية، ويمكنهم التصويت للبرلمان والترشح له. وفي الأراضي المحتلة – الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة – يعيش الناس تحت السيطرة الإسرائيلية، لكنهم ليسوا مواطنين إسرائيليين. هذا احتلال”.

كما ردت عليه الصحفية إيلانا كورئيل على منصة “إكس”: “أستطيع أن أقول بكل تأكيد أن ابنك يائير هو أشياء كثيرة. ولكنه ليس صهيونيا”.

ورد عليه الصحفي غاي اليستر على منصة “إكس”: “بشكل عام فإن المقارنة بالأراضي الفرنسية ليست سخيفة فحسب، بل خاطئة (بالطبع). كان من الممكن أن تحصل هذه الأراضي على استقلالها، لكن سكانها اختاروا عدم ذلك في الاستفتاءات والانتخابات المختلفة التي عقدت هناك. وسكانها مواطنون فرنسيون بالكامل”.

وأضاف معلقا على أقوال نتنياهو: “كالعادة ديماغوجية”.

وكتب الصحفي يائير نافوت ردا على نتنياهو: “هههههههه .. إنه صهيوني إلى درجة أنه ظل يكذب في ميامي طوال الحرب على حساب الآخرين، ويفتري على رؤساء مؤسسة الدفاع ورئيس الأركان. إنه طفل نرجسي. إذا كنت قد أزعجت نفسك بالرد على تعليقاته الصريحة وغير اللائقة، وكان ذلك أيضًا بدافع الخجل والشفقة، كان يجب عليك التوقف عند هذا الحد، وعدم الاستمرار في إثبات سبب اعتقادك أنه على حق بالفعل. ولكنك لا تستطيع”.

ماذا قال ماكرون؟

وكان ماكرون قال، الجمعة، على منصة “إكس”: “إليكم موقف فرنسا، وهو واضح: نعم للسلام. نعم لأمن إسرائيل. نعم لدولة فلسطينية بدون حماس (..) هذا يتطلب الإفراج عن جميع الرهائن، وقفاً دائماً لإطلاق النار، استئنافاً فورياً للمساعدات الإنسانية، والبحث عن حل سياسي على أساس دولتين. الطريق الوحيد الممكن هو الطريق السياسي”.

وتابع: “أدافع عن الحق المشروع للفلسطينيين في دولة وفي السلام، كما أدافع عن حق الإسرائيليين في العيش بسلام وأمان، مع اعتراف كل طرف من جيرانه”.

وأردف ماكرون: “يجب أن يكون مؤتمر الدولتين في يونيو/حزيران المقبل نقطة تحول. أبذل قصارى جهدي مع شركائنا لتحقيق هذا الهدف من أجل السلام. نحن في أمسّ الحاجة إليه”.

يائير نتنياهو يرد

ورد عليه يائير نتنياهو على منصة “إكس”: “تباً لكم! نعم لاستقلال كاليدونيا الجديدة! نعم لاستقلال بولينيزيا الفرنسية! نعم لاستقلال كورسيكا! نعم لاستقلال إقليم الباسك! نعم لاستقلال غينيا الفرنسية! أوقفوا الإمبريالية الفرنسية الجديدة في غرب أفريقيا!”.

وبعد يوم كامل من هذا المنشور فقد دخل نتنياهو على خط الخلاف ليميل أكثر إلى موقف ابنه.

ويائير نتنياهو هو شخص مثير للجدل في إسرائيل يقيم منذ أكثر من عامين في ميامي بالولايات المتحدة الأمريكية. وهو مدافع قوي عن سياسات والده وسبق له أن انتقد قادة في العالم بينهم الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن.

وتخشى إسرائيل من أنه إذا اعترفت فرنسا بالدولة الفلسطينية فإن العديد من الدول الأوروبية ستنضم إليها في هذا الاعتراف.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”: “إذا اعترفت فرنسا بدولة فلسطينية، فستنضم إلى دول أخرى أعلنت الاعتراف بالدولة خلال الحرب ، بما في ذلك النرويج وأيرلندا وإسبانيا وسلوفينيا”.

aXA6IDUuMTgyLjIwOS4xMTUg جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى