تقنية

سعر غرام الفضة في مصر.. «ذهب الفقراء» يتألق خلال الأزمات


تشهد أسعار الفضة، مع بداية عام 2025، حالة من التذبذب اللافت في كل من الأسواق العالمية والمحلية، بالتزامن مع ارتفاعات متتالية في أسعار الذهب وزيادة التوترات الاقتصادية والسياسية عالميا.

ويُعد هذا التغير في أسعار الفضة انعكاسًا مباشرًا للتقلبات الجيوسياسية وتأثيرات العرض والطلب، مما جعل من متابعة هذا المعدن النفيس ضرورة لكل من المستثمرين والمستهلكين.

أسعار الفضة اليوم في مصر

في مصر، سجل سعر غرام الفضة من عيار 925 بدون مصنعية نحو 48.91 جنيه مصري، في حين ارتفع السعر بعد إضافة المصنعية ليصل إلى ما يقارب 68.90 جنيه، مع تفاوت بسيط بحسب نوع المشغولات الفضية ومكان البيع.

أما على المستوى العالمي، فقد بلغ سعر أونصة الفضة نحو 30.15 دولار أمريكي، وسط توقعات بارتفاعات محتملة قد تصل إلى 35 دولارا خلال الربع الأول من هذا العام، مع إمكانية تجاوزها حاجز الـ40 دولارًا في النصف الثاني من 2025.

لماذا ترتفع أسعار الفضة؟

ويأتي هذا الارتفاع في ظل تزايد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، لا سيما بعد إعلان الإدارة الأمريكية نيتها إعادة النظر في فرض رسوم جمركية إضافية على واردات المعادن الأساسية.

هذا التصعيد التجاري ساهم في تعزيز الطلب على الفضة والذهب كملاذات آمنة للمستثمرين، بالتزامن مع تراجع أسهم شركات التكنولوجيا، مما أعطى المعادن النفيسة دفعة قوية.

العوامل المحددة لتحركات الفضة

العوامل المؤثرة في تحديد سعر الفضة تتنوع بين العرض المحدود والطلب المتنامي. فبحسب الخبير في صناعة المجوهرات في مصر، أمير رزق فإن ما لا يتجاوز 27% من الإنتاج العالمي للفضة يأتي من مناجم مخصصة، بينما يتم استخراج النسبة الأكبر كمادة ثانوية خلال تعدين معادن أخرى كالنحاس والذهب والرصاص. هذا الاعتماد يجعل إنتاج الفضة حساسًا لأي تقلبات في الصناعات المعدنية الأخرى.

أوقية من الفضة - رويترز

يضيف رزق أنه من ناحية الطلب، يُشكّل الاستخدام الصناعي ما يقرب من نصف الاستهلاك العالمي للفضة، بفضل استخدامها الواسع في صناعات الإلكترونيات، والطاقة الشمسية، والسلع الفاخرة، إلى جانب الطلب الاستثماري والطلب على الفضة في المجوهرات.

كما تلعب الظروف الاقتصادية الكبرى وأسعار الفائدة دورًا محوريًا في التأثير على حركة الأسعار. ففي فترات ارتفاع الفائدة، تقل جاذبية الاستثمار في الفضة لصالح أدوات الاستثمار ذات العوائد الثابتة، كالسندات والودائع. أما في حالات الركود أو تباطؤ النمو الاقتصادي، فيميل المستثمرون إلى البحث عن الأمان، وهو ما توفره المعادن الثمينة مثل الفضة.

أوقية من الفضة - رويترز

توقعات تحركات الفضة في مصر

وفي ضوء هذه التطورات، توقع عدد من المحللين بينهم الدكتور محمد عبدالرحيم الخبير المالي أن تواصل أسعار الفضة صعودها خلال العام الجاري، مع إمكانية وصول سعر الأونصة إلى 40 دولارًا قبل نهاية 2025.

كما تشير التوقعات إلى احتمالية وصول السعر إلى 50 دولارا خلال العامين المقبلين، في حال استمرار النقص في المعروض وارتفاع الطلب الصناعي والاستثماري، مع الأخذ في الاعتبار المخاطر المحتملة الناتجة عن الحروب التجارية أو التغيرات في السياسات النقدية حول العالم.

في هذا السياق، ينصح خبراء الاستثمار بضرورة مراقبة المتغيرات الاقتصادية والسياسية عن كثب، والحرص على تنويع المحافظ الاستثمارية، وعدم الاعتماد الكامل على الفضة كمصدر وحيد لتحقيق العائد. كما يشددون على أهمية اختيار التوقيت المناسب للدخول والخروج من السوق، والاستفادة من التحليلات والتقارير المتخصصة لفهم ديناميكيات السوق واتخاذ قرارات مدروسة.

أوقية من الفضة - رويترز

aXA6IDUuMTgyLjIwOS4xMTUg

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى