غضب بقاعدة ترامب.. مطالبات بالثأر والانتقام من الديمقراطيين

دفع التأخر في تنفيذ وعود الانتقام السياسي من الديمقراطيين، إلى استياء متنام داخل قاعدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحسب تقرير لـ«فرانس برس».
وهي وعود ظل يكررها الرئيس الأمريكي منذ حملته الانتخابية وحتى بعد عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2025.
- المترجمة تنهار.. وميلوني تتدخل وتنقذ الموقف أمام ترامب
- «50501».. «رقم صعب» قد يُربك حسابات ترامب
ورغم أن ترامب أصدر عفوًا شاملًا عن المدانين في قضية اقتحام الكونغرس يوم 6 يناير/كانون الثاني 2021 فور توليه السلطة، فإن ذلك لم يشفِ غليل الآلاف من أنصاره المتشددين الذين يعتبرون أن النظام القضائي لم يُعاقب بعد «الأعداء الداخليين» الذين تصدّى لهم ترامب بالاسم خلال سنواته السياسية.
مطالبات بمحاسبة الديمقراطيين
وتتهم القاعدة الجمهورية المتشددة إدارة ترامب الثانية بالتباطؤ في تنفيذ وعودها المتعلقة بـ«تصفية الحسابات» مع الديمقراطيين.
وهو مطلب لم يعد مقتصرًا على النشطاء، بل أصبح واضحًا على لسان برلمانيين، وصحفيين، ومحامين مقربين من الرئيس.
وفي وقت أصدر ترامب أوامر بملاحقة اثنين من كبار المسؤولين ممن تحدّوه خلال ولايته الأولى، وفرض ضغوطًا على مكاتب محاماة معارضة لإجبارها على تقديم خدمات مجانية للدولة الفيدرالية، يرى أنصاره أن هذه الإجراءات رمزية، ولا ترقى لحجم التطلعات.
استرضاء القاعدة بات ضرورة
وجاءت إقالة مدير وكالة الأمن القومي، تيموثي هوغ، في مطلع أبريل/نيسان الجاري جاءت نتيجة ضغط مباشر من مؤثرة يمينية بارزة هي لورا لومر، ما يبرهن على قدرة الجناح المتشدد على فرض أجندته داخل البيت الأبيض.
ومع ذلك، تتجه الأنظار الآن نحو أسماء محسوبة على إدارة ترامب، مثل وزيرة العدل بام بوندي، ومدير الـ«إف بي آي» كاش باتيل، ومساعده دان بونغينو، الذين تتعرض تحركاتهم للتدقيق من قبل أوساط تطالب بإجراءات أكثر جرأة.
الغضب يتفجر على «إكس»
الغضب بلغ مداه لدى وجوه بارزة من أحداث الكابيتول، مثل ريتشارد «بيغو» بارنيت، الذي انتشرت صوره داخل مكتب نانسي بيلوسي خلال اقتحام 2021، حيث كتب على منصة «إكس» أنه وأمثاله «انتفضوا بناءً على نداء الرئيس» دون أن تُنفذ الوعود المقطوعة لهم.
ورغم محاولات بعض الشخصيات المؤيدة لترامب تهدئة القاعدة، مثل بونغينو الذي وعد بـ«عدم تكرار أخطاء الماضي»، إلا أن هذه التصريحات لم تُقنع كثيرين، خاصة في ظل غياب أي ملاحقات ملموسة ضد قيادات ديمقراطية بارزة.
المقارنة مع إدارة بايدن
مؤسسة «مشروع العفو ج6» المحافظة نشرت مقارنة عددية تسلط الضوء على ما تعتبره تقاعسًا من إدارة ترامب الثانية، حيث اعتقلت إدارة بايدن 406 من مقتحمي الكابيتول خلال أول ثلاثة أشهر من ولايته، وأدانت 99.7% منهم، بينما لم تنفذ إدارة ترامب الجديدة أي اعتقالات بحق المسؤولين الديمقراطيين حتى الآن، على حد تعبير المؤسسة.
ملف الترحيل.. خيبة جديدة
وكانت واحدة من أكثر القضايا التي ألهبت حماسة القاعدة خلال الحملة الانتخابية كانت وعود الترحيل الجماعي للمهاجرين غير النظاميين.
إلا أن جهود الإدارة في هذا الملف تلقّت صفعة قضائية جديدة. فبعد أن رحّلت واشنطن أكثر من 200 مهاجر معظمهم فنزويليون إلى السلفادور في مارس/آذار الماضي، تدخلت المحكمة العليا وأمرت بتعليق القرار، واعتبرته يفتقد للأساس القانوني.
وفي هذا السياق، دعا توم فيتون، رئيس «جوديشال ووتش»، إلى مواقف أكثر تشددًا من مسؤولي العدالة في إدارة ترامب، مشددًا خلال ظهوره في بودكاست ستيف بانون على أن وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي يفتقران إلى «الجرأة»، رغم وجود «أشخاص جيدين» داخل المؤسستين.
ويواجه ترامب الآن تحديًا داخليًا لا يقل تعقيدًا عن المواجهات التي خاضها مع الديمقراطيين؛ فقاعدته تطالبه بنتائج ملموسة في ملفات الانتقام السياسي والترحيل والمحاسبة القضائية، وهي قضايا تمثل صلب وعوده الانتخابية.
aXA6IDUuMTgyLjIwOS4xMTUg جزيرة ام اند امز