اسعار واسواق

من الإنكار إلى «الصراخ».. كواليس المكالمة الأعنف بين ترامب ونتنياهو


حين تتحول مكالمة سياسية إلى مواجهة صاخبة، تتكشف ملامح التوتر بين حليفين تقليديين على وقع أزمة إنسانية تزداد اشتعالا حول العالم.

فقد أفادت قناة “إن بي سي” الأمريكية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس دونالد ترامب أجريا في أواخر يوليو/تموز مكالمة هاتفية “حادة” بشأن الوضع الإنساني في غزة، انتهت برفع الصوت وتبادل الاتهامات حول حقيقة ما يجري هناك.

ونقلت القناة عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين ومصدر غربي مطلع على المحادثة، أن نتنياهو أبلغ ترامب عبر الهاتف أن “المجاعة المنتشرة في غزة ليست حقيقية، وأنها من تدبير حماس”.

وأضافوا أن “ترامب قاطع نتنياهو وبدأ بالصراخ”، قائلا إنه “لا يريد أن يسمع أن المجاعة مزيفة”، وأن “مساعديه أطلعوه على أدلة على أن الأطفال هناك يتضورون جوعا”.

رفض مسؤولو البيت الأبيض التعليق على المكالمة الهاتفية. كما رفض المسؤولون الإسرائيليون التعليق قبل نشر القناة الأمريكية التقرير. لكنهم أصدروا بيانا لاحقا ينفون فيه أي مشادة كلامية.

ووصف أحد المسؤولين الأمريكيين السابقين المطلعين على المكالمة بأنها “محادثة مباشرة، في الغالب من طرف واحد، حول وضع المساعدات الإنسانية”، حيث “كان ترامب هو من يتولى معظم الحديث”.

ما بعد المكالمة.. ويتكوف في غزة

ووفق ما طالعته “العين الإخبارية” في القناة، دفعت المكالمة الهاتفية ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، إلى زيارة المنطقة الأسبوع الماضي، في محاولة لتقريب وجهات النظر بشأن الخطوات المقبلة في الحرب.

وخلال زيارته، رافقه السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي في جولة على مركز توزيع تابع لـ”مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من واشنطن وتل أبيب، وترفض وكالات الأمم المتحدة التعامل معها.

وناقش ويتكوف مع المسؤولين الإسرائيليين ما إذا كانت جهود الإغاثة الحالية كافية أو تحتاج إلى توسع. ورد الجانب الإسرائيلي بالإشارة إلى تحديات تشغيلية، ملوحا بوجود أطراف دولية تسعى لإفشال المؤسسة. بحسب المطلع على المناقشات.

وضغط ويتكوف على المسؤولين بشأن ما إذا كانت جهود الإغاثة الحالية قادرة على تلبية الاحتياجات المستمرة أو ينبغي توسيعها، وفقا للمصدر المطلع على المناقشات الإسرائيلية.

وتؤكد منظمات الإغاثة الدولية أن غزة تعاني من أزمة جوع، حيث يواجه الفلسطينيون هناك المجاعة.

كما صرّح برنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم المتحدة، بأن الأزمة في غزة قد وصلت إلى “مستويات جديدة وعالية من اليأس، حيث لا يأكل ثلث السكان لأيام متتالية”.

ومنذ أن بدأت مؤسسة غزة الإنسانية توزيع الطعام في القطاع الذي مزقته الحرب في أواخر مايو/أيار، قُتل مئات الفلسطينيين بالقرب من مواقعها، وفقا لمسؤولين محليين وعاملين في مجال الصحة في غزة.

وصرح الجيش الإسرائيلي الذي يتمركز جنوده بالقرب من تلك المراكز، بأن قواته أطلقت “طلقات تحذيرية” باتجاه الحشود اليائسة، وأنه يحقق في هذه الحوادث.

ما بعد زيارة ويتكوف

عاد ويتكوف منذ ذلك الحين. وأطلع ترامب على زيارته على العشاء، مساء الإثنين، بحسب مسؤول في البيت الأبيض.

وشملت مناقشاتهما المساعدات الإنسانية في غزة واجتماع ويتكوف مع المسؤولين الإسرائيليين وعائلات الرهائن.

وعندما سأله الصحفيون يوم الثلاثاء عما إذا كان سيدعم احتلال إسرائيل لغزة، قال ترامب إنه يركز على إيصال الطعام إلى سكانها.

أما بالنسبة للاحتلال العسكري، فأجاب “لا أستطيع الجزم بذلك. الأمر متروك لإسرائيل إلى حد كبير”.

من جهتها، صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، لشبكة إن بي سي نيوز: “لا نعلق على محادثات الرئيس الخاصة. الرئيس ترامب يركز على إعادة جميع الرهائن وتوفير الطعام لسكان غزة”.

عقب الزيارة، أعلنت واشنطن خططا لتوسيع نقاط توزيع الغذاء في غزة من أربع نقاط إلى ست عشرة نقطة.

طريق مسدود

أصبح التوصل إلى وقف إطلاق نار جديد في غزة بعيد المنال. ولا تعتقد إسرائيل أن حماس لديها دوافع للتفاوض على إطلاق سراح الرهائن المتبقين، وفقا لما ذكره المصدر المطلع على المناقشات الإسرائيلية والمسؤول الغربي.

وتعتقد إسرائيل أن الهجوم العسكري هو الخيار الأكثر ترجيحا.

يأتي ذلك فيما تزداد الضغوط الدولية على إسرائيل، حيث أعلنت بريطانيا وفرنسا وكندا ودول أخرى أنها قد تتجه للاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل.

وقال المصدر المطلع على المناقشات الإسرائيلية: “يبدو أننا نواجه طريقا مسدودا، حيث تقول الدول إنها تعترف بفلسطين. الآن استنفدت جميع الأفكار”.

أما المسؤول الغربي، فلفت إلى أن الهجوم لا يزال احتمالا خطيرا للغاية بالنسبة للجيش الإسرائيلي لأن حماس متمسكة بموقفها بشدة، و”لا توجد فرصة لقتل كل مقاتل”.

وأضاف المسؤول الغربي أن “هناك قلقا من أن حماس ستقتل الرهائن أو تضعهم في طريق القتال إذا تعرضت للتهديد”.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى