اسعار واسواق

خلافات داخلية وإرهاب وانتخابات.. الصومال يواجه التحديات قبل عام حاسم


يشهد الصومال لحظة مفصلية تتقاطع فيها التوترات الميدانية مع التحديات السياسية، فيما تواجه البلاد خطر الإرهاب المتمثل بحركة “الشباب”.

ومن اشتباكات دموية بين قوات حكومية وأخرى محلية، في منطقة جيدو جنوبي البلاد، إلى حراك دبلوماسي وأمني لمواجهة التهديدات، بالتوازي مع مساعٍ لترسيخ المسار الانتخابي المباشر، يعاني الصومال من وضعية معقدة.

وفي قلب هذا المشهد المتغير، دعا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، إلى وقف فوري للأعمال العدائية عقب تجدد القتال بين القوات الفيدرالية وقوات موالية لإدارة غوبالاند، وهو صراع أسفر عن مقتل عدد من الجنود، بينهم قائد شرطة الإقليم، ونزوح مئات العائلات.

اشتباكات جيدو

وتجددت الاشتباكات بين القوات الفيدرالية وقوات غوبالاند، عقب سيطرة قوات الحكومة الفيدرالية على مدينة بلد حاوه الواقعة بمنطقة جيدو بالولاية، ما أسفر عن مقتل عدد من الجنود ونزوح مئات المدنيين إلى كينيا المجاورة، وفق مصادر صومالية محلية.

وشهدت المنطقة في السابق صدامات مماثلة على خلفية خلافات سياسية وإدارية مزمنة، انتهت بسيطرة القوات الفيدرالية على المدينة. 

في المقابل، وجه النائب البرلماني الصومالي السابق عبدي باري يوسف جبريل، انتقادات سياسية حادة للرئيس حسن شيخ محمود، متهما إياه بإدارة النزاع مع غوبالاند بطريقة “غير قانونية” أسهمت في تعميق الانقسام وإطالة أمد العنف. 

فيما اعتبر مسؤولون في غوبالاند، سيطرة الحكومة مؤخرا على بلدة بلد حاو، وفرض “إدارة موازية” بدعم خارجي، نقلت الأزمة من نطاقها المحلي إلى مستوى إقليمي يهدد علاقات الصومال بجيرانه.

مكافحة الإرهاب

في موازاة ذلك، احتضنت وزارة الدفاع في مقديشو اجتماعا رفيع المستوى بين الوزير أحمد معلم فقي وقيادات بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الاستقرار، لبحث تعزيز التنسيق ضد حركة “الشباب” وتسريع تنفيذ خطة نقل المسؤوليات الأمنية إلى القوات الصومالية. 

وتوافق الجانبان على ضرورة تكثيف العمليات المشتركة وتأمين المناطق المحررة، فيما أشاد الصومال بدور البعثة في تحرير بلدة بريري الاستراتيجية بشبيلي السفلى.

ويشن الصومال بدعم البعثة، حملات أمنية مستمرة في مناطق سيطرة حركة “الشباب” الإرهابية المرتبطة بالقاعدة، بهدف إضعافها بعد أن شنت هجمات دموية في الفترة الماضية.

خطوة قوية

سياسيا، وجه الرئيس حسن شيخ محمود رسالة دعم قوي لمسار الانتخابات المباشرة بتسجيل نفسه كناخب في مديرية ورطي نبده، معتبرا أن مبدأ “شخص واحد – صوت واحد” يمثل خطوة حاسمة نحو ترسيخ الديمقراطية وتجديد شرعية المؤسسات.

إلا أن هذه الخطوة جاءت وسط استمرار تحفظات ولايتي بونتلاند وغوبالاند على النظام الانتخابي، واعتراضات من قوى سياسية تشكك في حياد اللجنة الوطنية للانتخابات.

وكان الرئيس حسن شيخ محمود قد عقد الأحد الجولة الرابعة من المحادثات الحاسمة في قصر “فيلا الصومال” مع قادة المعارضة، ممثلين بمنتدى الإنقاذ الصومالي بقيادة الرئيس السابق شريف شيخ أحمد، دون تحقيق اختراق. 

المحادثات انتهت دون اتفاق رسمي حول حزمة التعديلات الدستورية التي أقرها البرلمان مطلع العام، والتي تنص على الانتقال من نظام برلماني إلى نظام رئاسي كامل، ومنح الرئيس صلاحية تعيين رئيس الوزراء وإقالته دون موافقة البرلمان، إضافة إلى تحديد فترة رئاسية بخمس سنوات، واعتماد الاقتراع العام بدلاً من نظام التصويت غير المباشر القائم على المحاصصة العشائرية.

ووفق مصادر صومالية مطلعة، من المتوقع استئناف الحوار بعقد جولة جديدة يفترض أن تكون اليوم الأربعاء.

ومن المنتظر أن يجري الصومال الانتخابات الرئاسية المقبلة في مايو/أيار 2026، وفقا للجدول الزمني الذي أقرته الحكومة الفيدرالية.

وتُجرى الانتخابات بنظام الاقتراع العام المباشر (شخص واحد، صوت واحد)، بعد أكثر من 50 عاما من آخر انتخابات مباشرة في البلاد. 

وتُعتبر هذه الانتخابات اختبارا حاسما لقدرة الصومال على إجراء عملية انتخابية شفافة، مما قد يؤثر بشكل كبير على مستقبل الاستقرار السياسي في البلاد، وفق مراقبين.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى