قبل قمة ألاسكا.. غالبية الأوكرانيين يفضلون إنهاء الحرب

بعد أكثر من 3 سنوات من الحرب، يبدو أن الأوكرانيين قد أصابهم الإحباط من استمرار القتال، وأصبحوا يميلون إلى خيار السلام.
مع اقتراب القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، المقرّر عقدها بعد غدٍ الجمعة في ألاسكا، أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “غالوب” ونشرته مجلة “نيوزويك” الأمريكية أن غالبية الأوكرانيين باتوا يفضّلون إنهاء الحرب مع روسيا عبر المفاوضات.
وكشف الاستطلاع تراجعًا حادًا في تأييد مواصلة القتال حتى النصر، مقارنة ببدايات الصراع عام 2022، عندما كانت الغالبية تؤيد الاستمرار في القتال، في حين كان خُمس السكان فقط يؤيدون إنهاء الحرب عبر التفاوض في أسرع وقت.
ووفقًا للنتائج، قال 69% من الأوكرانيين إنهم يؤيدون إنهاء الحرب بالتفاوض في أسرع وقت ممكن، بزيادة قدرها 17% عن عام 2024، حين بلغت النسبة 52%. أما في عام 2022، فكانت النسبة 22% فقط، مقابل 73% أيدوا حينها القتال حتى النصر.
وشمل التراجع في دعم استمرار القتال مختلف الفئات العمرية والمناطق، رغم أن أغلب المشاركين لا يتوقعون نهاية قريبة للحرب، فقد أعرب ربع المستطلَعين عن اعتقادهم بأن العمليات القتالية قد تتوقف خلال عام، بينما يرى 5% فقط أن ذلك “مرجّح جدًا”، في حين قال 68% إنه أمر غير محتمل.
وفيما يتعلق بشعبية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فقد ارتفعت نسبة تأييده 7% عن العام الماضي لتصل إلى 67%، لكنها تظل أقل بكثير من ذروة التأييد التي حظي بها في بداية الحرب، والتي بلغت 84%.
وفي تصريحات لـ”نيوزويك”، قال بنديكت فيغيرز، كبير كُتّاب الأخبار العالمية في “غالوب”، إنه “منذ عام 2023، شهدنا تحولات جوهرية في شعور الأوكرانيين تجاه الحرب مع روسيا”.
وتعكس هذه النتائج أهمية قمة ألاسكا بين بوتين وترامب، والتي سيغيب عنها زيلينسكي، في وقت تتصاعد فيه الدعوات داخل أوكرانيا للبحث عن حل تفاوضي.
وتتمثل إحدى العقبات الرئيسية في المفاوضات في مسألة تبادل الأراضي مقابل وقف إطلاق النار، وهو ما اعتبره زيلينسكي مخالفًا للدستور الأوكراني لأنه يمنح روسيا مناطق لا تسيطر عليها بالكامل.
لكن المحلل الجيوسياسي الأوكراني فيكتور كوفالينكو يرى أن ترك بعض المناطق الشرقية تحت السيطرة الروسية دون اعتراف رسمي لا يتعارض مع الدستور أو مع موقف زيلينسكي، ما قد يساعده على تجنّب احتجاجات داخلية.
كما أشار إلى أن ترامب لعب دورًا في حل النزاع بين أذربيجان وأرمينيا عبر استبعاد إقليم ناغورنو كاراباخ من الاتفاق، وربما تُطبَّق صيغة مشابهة على أوكرانيا.
من جانبه، قال يوري بوييتشكو، الرئيس التنفيذي لمنظمة “الأمل من أجل أوكرانيا”، إن موافقة ترامب على لقاء بوتين دون شروط مسبقة تصب في مصلحة موسكو، لأنها تمنح بوتين فرصة لإنهاء عزلته الدبلوماسية، مضيفًا أنه لا يتوقع أن تسفر القمة عن وقف لإطلاق النار، حتى ولو مؤقتًا.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز