قبل قمة الأسكا.. الأوروبيون يعولون على ترامب وقلق من سيناريوهات صعبة

يحاول القادة الأوروبيون الوصول إلى أذن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتأثير عليه قبل قمة ألاسكا المقررة يوم الجمعة المقبل.
من المقرر أن يلتقي الرئيس دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة في ألاسكا، لمناقشة مسار إنهاء حرب أوكرانيا.
وقبل أن يفعل ذلك، يرغب حلفاؤه الأوروبيون في التحدث إليه، على أمل استمالته ومنع سيناريوهات صعبة، أبرزها تبني الملياردير اتفاق سلام لا يروق لأوكرانيا.
ومن المقرر أن يعقد المستشار الألماني فريدريش ميرتس مكالمة فيديو حول أوكرانيا اليوم الأربعاء، يشارك فيها ترامب ونائبه جي دي فانس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والعديد من القادة الأوروبيين المفضلين لدى ساكن البيت الأبيض، مثل رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجي ميلوني.
وتشير مجموعة واسعة من التصريحات العلنية الصادرة عن ميرتس وآخرين إلى أن القادة سوف يناشدون ترامب عدم إبرام اتفاق سلام مع بوتين من وراء ظهر زيلينسكي أو حلفائه الأوروبيين.
فحوى المناقشات
ووفق صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، من المرجح أن يشدد القادة الأوروبيون على أن أي مناقشات حول شروط إنهاء الحرب يجب أن تبدأ بوقف كامل لإطلاق النار. كما يعتقدون أن موافقة أوروبا ضرورية لأي خطط لفرض هدنة مع القوات الأوروبية.
وستكون هذه أحدث محاولة من جانب ميرتس ونظرائه الأوروبيين لصد اندفاعات ترامب الأحادية الجانب ومنعه من الوقوع تحت تأثير بوتين، وفق صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
ووفق الصحيفة؛ فإن المستشار الألماني وزملاءه من القادة، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، يصورون أنفسهم بانتظام على أنهم منحازون بشكل وثيق إلى ترامب بشأن أوكرانيا، حتى وهم يشجعونه علنًا وسريًا على بذل المزيد من الجهود لدعم كييف.
وقال ميرتس في مقابلة تلفزيونية يوم الأحد: ”لا يمكننا أن نقبل أن تتم مناقشة القضايا الإقليمية بين روسيا وأمريكا أو حتى البت فيها فوق رؤوس الأوروبيين، وفوق رؤوس الأوكرانيين“.
وتابع: “أفترض أن الحكومة الأمريكية ترى الأمر بنفس الطريقة. وهذا هو السبب في وجود هذا التنسيق الوثيق”.
وراهن ميرتس في معظم فترة ولايته المبكرة على إعادة بناء الجيش الألماني واستعادة مكانته القيادية لأوروبا والعالم، مع نظرة حازمة تجاه روسيا. وتودد إلى ترامب بقوة منذ توليه منصبه في أوائل مايو/أيار، من خلال الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية والقمم الدولية وزيارة المكتب البيضاوي.
خطوط حمراء
وبصفة عامة، يخشى ميرتس وحلفاؤه مما يمكن أن يجلبه النقاش بين بوتين وترامب. لذلك قاموا بتنظيم مكالمة الفيديو التي تجمع كبار الأوروبيين الذين يتمتعون بعلاقات جيدة مع ترامب، بما في ذلك قادة بولندا وفنلندا والأمين العام لحلف الناتو، مارك روته.
ويرفض القادة الأوروبيون أي حديث عن إعادة ترسيم الحدود قبل أن يوافق بوتين على وقف إطلاق النار. فهم لا يريدون التفاوض على التخلي عن الأراضي الأوكرانية التي لا تسيطر عليها القوات الروسية حاليًا. أما المسؤولون الألمان فقد كانوا أكثر حيادًا في العلن حول ما إذا كان بإمكانهم دعم هدنة تتنازل فيها كييف عن بعض أجزاء من أراضيها؛ رغم أنهم بدوا في السر مستسلمين لهذا الاحتمال.
كما أن الألمان يشعرون بالقلق من أن السلام بشروط سيئة قد يشجع بوتين على مواصلة اندفاعه نحو أوروبا الغربية، وربما إرسال قواته إلى جارة مثل ليتوانيا، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي.
سيناريوهات صعبة
وقالت آنا ساوربري، محررة الشؤون الخارجية في صحيفة ”دي تسايت“ الألمانية: ”إن ميرتس حقًا قلق من أن يشعر بوتين بالجرأة، ليس للتوجه إلى برلين، بالطبع، ولكن للتسبب في بعض الاضطرابات في دول البلطيق الأخرى، والدول الأوروبية الأخرى“.
والأهم من ذلك كله، يخشى الأوروبيون من أن يستغل بوتين اجتماع ألاسكا لإقناع ترامب باتفاق سلام لن يقبله زيلينسكي أبدًا، مما يدفع ترامب إلى تحويل غضبه على الزعيم الأوكراني.
وفي حال حدث ذلك؛ يمكن أن يهدد ترامب بسحب الدعم الاستخباراتي الأمريكي الحاسم لأوكرانيا في ساحة المعركة، كما فعلت إدارته لفترة وجيزة هذا الربيع.
ووفق مراقبين، فإن قادة أوروبا يعملون على تفادي هذه السيناريوهات، عبر الوصول إلى أذن ترامب والتأثير عليه قبل قمته مع بوتين.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز