نيران الحرائق تجتاح اليونان وإسبانيا والبرتغال.. ومخاوف في بريطانيا

تكافح اليونان، منذ فجر الأربعاء، أكثر من 20 حريقا اندلعت في مناطق متفرقة، إذ اقتربت ألسنة اللهب من ثالث أكبر مدنها، باتراس، وأجبرت الآلاف على النزوح وسط موجة حر خانقة تضرب القارة الأوروبية.
في جزر زاكينثوس وكيفالونيا السياحية، اضطر السكان والزوار إلى مغادرة منازلهم وفنادقهم بعدما اجتاحت النيران المزارع والمناطق السكنية.
وعلى بعد أربعة أميال فقط من موقع فوديني الأثري الميسيني، هددت الحرائق مناطق غابية وأحياء سكنية، بينما تم إجلاء نحو 7700 شخص من بلدة مجاورة.
منذ ساعات الصباح الأولى، حشدت السلطات 4850 رجل إطفاء و33 طائرة، في يوم وصفته هيئة الإطفاء بـ”الصعب للغاية”.
غير أن الرياح العاتية أعاقت عمل الطائرات المائية في سحب المياه من البحر، وفق ما أكده رئيس اتحاد ضباط الإطفاء كوستاس تسيجكاس.
في إقليم أخايا بالبلوبونيز، الذي يضم مدينة باتراس الساحلية، أُخليت عشرون قرية، فيما ظلت جبهات أخرى مشتعلة في جزيرة زانتي السياحية وجزيرة خيوس في بحر إيجه، التي لا تزال آثار حريق يونيو/حزيران الماضي واضحة عليها بعدما دمّر أكثر من أربعة آلاف هكتار. خفر السواحل أعلن إجلاء ما يقارب 80 شخصا من خيوس وبالقرب من باتراس.
وسجلت الخدمات الطبية 52 حالة إصابة من أخايا وخيوس ومدينة بريفيزا غربي البلاد، بينها إصابات بين رجال الإطفاء، معظمها اختناقات وحروق طفيفة.
وأشارت التوقعات الجوية إلى اقتراب الحرارة من 40 درجة مئوية في غرب البلاد، ما يزيد من صعوبة السيطرة على الوضع.
ولم تكن اليونان وحدها في مواجهة النيران؛ فإسبانيا تعيش بدورها أيامًا عصيبة. وفي إقليم قشتالة وليون شمال غرب البلاد، جرى إجلاء نحو ستة آلاف شخص من 26 منطقة بعدما اقتربت الحرائق من موقع تعدين روماني مدرج على قائمة التراث العالمي. الحرارة المرتفعة والجفاف المستمر منذ أسبوعين وفّرا بيئة مثالية لامتداد النيران.
وشهدت مدريد ليلة استثنائية حين أضاءت كرات نارية سماء ضواحيها، وأجبرت الحرائق التي غذتها الرياح الشديدة سكان تريس كانتوس على النزوح.
ولقي مزارع حتفه متأثرًا بحروق طالت 98% من جسده أثناء محاولته إنقاذ 27 حصانًا نفقت جميعها، كما توفي متطوع إطفاء في الخامسة والثلاثين أثناء مكافحته أحد الحرائق.
حتى مدرسة “كينغز كوليدج” الخاصة ومأوى للحمير تعرضا لأضرار، فيما وصلت النيران إلى مختبرات أدوية على أطراف العاصمة وسط تقارير عن سماع انفجارات.
وبفضل تحسن الظروف الجوية ليلاً، تمكنت فرق الإطفاء من تطويق الحرائق قرب مدريد، لكن حصيلة هذا العام في إسبانيا بلغت حتى الآن 199 حريقًا أتت على نحو 98,784 هكتار، أي أكثر من ضعف مساحة الأراضي المحترقة خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
ونشرت البرتغال أكثر من 1800 رجل إطفاء وعشرين طائرة لمواجهة خمسة حرائق كبرى، أخطرها في بلدية ترانكوسو وسط البلاد والمستمر منذ السبت.
وأعادت الرياح اشتعال جبهات عدة وهددت قرى مجاورة، حيث شارك السكان في جهود الإطفاء تحت سحابة دخان كثيفة.
وفي إيطاليا، أخمدت فرق الإطفاء حريقًا استمر خمسة أيام على جبل فيزوف الشهير، بينما ترزح بريطانيا تحت رابع موجة حر صيفية هذا العام، مع توقع وصول الحرارة إلى 34 درجة مئوية وتحذيرات من تأثيرات كبيرة على الخدمات الصحية والاجتماعية.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز