اقتناء طائرة خاصة.. حلم ليس متاحاً لكل الأثرياء
امتلاك طائرة خاصة ليس مجرد شراء لمركبة فاخرة، بل هو مشروع متكامل يتطلب إنفاقاً مستمراً بالملايين.
هذا ما كشفه تقرير نشره موقع “بيزنس انسايدر”. وقال التقرير إنه قبل أكثر من 15 عاماً، أثارت الإعلامية الشهيرة أوبرا وينفري الجدل عندما تحدثت عن امتلاكها لطائرة خاصة. وخلال خطابها في حفل تخرج جامعة ديوك عام 2009، قالت “من الرائع امتلاك طائرة خاصة. وأي شخص يقول لك عكس ذلك فهو يكذب.” لكن ما لم تذكره حينها هو حجم التكلفة الهائل الذي يرافق هذه الرفاهية.
ونقل التقرير عن خبراء في شركات إدارة الطائرات الخاصة وشركات الطيران مزيداً من التفاصيل حول النفقات الباهظة التي يتكبدها أصحاب الطائرات الخاصة.
ووفقًا لجيمي ووكر، رئيس مجلس إدارة شركة Jet Linx المتخصصة بإدارة الطائرات، فإن أسعار الطائرات الخاصة الجديدة تتراوح بين 9.5 و33 مليون دولار. وحتى الطائرات المستعملة لا تقل عن ثمانية أرقام.
وضرب أمثلة مثل طرازات Bombardier Challenger 350، Embraer Phenom 300، Cessna Citation XLS+، وGulfstream G550 .
تعديلات خاصة
لكن هذا الرقم لا يشمل التعديلات والمزايا الفاخرة التي قد يطلبها المالك، والتي قد تضيف “متعة” باهظة الثمن. على سبيل المثال، أنفقت باريس هيلتون مبالغ طائلة لتحويل طائرتها Gulfstream G450 إلى ما يشبه دمية باربي، باللون الوردي وشعار “That’s Hot” على الجناح.
وشبه ووكر عملية التخصيص ببناء قصر فاخر. وقال إن “بعض العملاء يدفعون بضع مئات الآلاف، بينما يتجاوز البعض الآخر عدة ملايين.” وتتراوح التعديلات من شعارات محفورة على المقاعد وخزائن فاخرة (حوالي 65000 دولار)، وتصل إلى مقاعد مصنوعة من جلد Hermès وأعمال خشبية فنية قد تتخطى حاجز المليون دولار. وبالإضافة إلى ذلك، فإن تركيب خدمات الإنترنت مثل Starlink قد يكلف ما بين 120000 إلى 450000 دولار.
نفقات تشغيل سنوية
وتقول ليونا تشي، رئيسة فرع الولايات المتحدة لشركة الطيران العارض VistaJet، إن تشغيل طائرة خاصة واحدة يكلف عادة أكثر من مليون دولار سنويًا. وتشمل أوجه الإنفاق الطاقم، الوقود، الصيانة، ورسوم الإيواء.
ويتألف طاقم الطائرة غالباً من طيارين وربما مضيف جوي، جميعهم موظفون دائمون. والرواتب تتراوح بين 150000 و400000 دولار سنوياً للفرد، بالإضافة إلى تكاليف التأهيل والتأمين التي يتحملها المالك.
أما الصيانة، فهي أمر أخر. فإلى جانب عمليات الفحص المجدولة، يمكن أن تظهر مشاكل مفاجئة تكلف ملايين الدولارات. ووفقًا لووكر، قد تصل تكلفة إصلاح محرك واحد إلى 1.5 مليون دولار -ومعظم الطائرات تحتوي على محركين.
حتى مكان ركن الطائرة له تكلفته، خاصة في المدن الكبرى. حيث ان استئجار حظيرة في نيويورك أو ميامي قد يكلف 450,000 دولار سنوياً، مقارنةً بمبالغ أقل في مدن مثل أوماها أو سانت لويس. أما الوقود، فهو يمثل نحو ثلث تكلفة التشغيل الإجمالية.
وغالباً ما يستعين المالك بشركات إدارة مثل Jet Linx، التي تتقاضى رسوماً شهرية تتراوح بين 7000 و12000 دولار مقابل الإشراف على جميع الجوانب التشغيلية.
التأجير بدلاً من الشراء
ودفعت كل هذه التكاليف العديد من الأثرياء إلى التفكير مرتين قبل شراء طائرة.
وتقول تشي إن امتلاك طائرة لا يكون مجدياً مادياً إلا إذا كان الشخص يسافر أكثر من 350 ساعة سنوياً، أو يحتاج لطائرة جاهزة في أي لحظة ومخصصة بالكامل لحاجاته، حتى في أدق التفاصيل مثل وجود فرشاة أسنان وملابس احتياطية على متنها.
ولهذا السبب، تلجأ بعض الشخصيات الثرية إلى خدمات التأجير من شركات مثل VistaJet، حيث يدفع الأعضاء مقابل عدد معين من ساعات الطيران سنوياً. كما تقدم شركات مثل NetJets نظام “الملكية الجزئية”، حيث يشتري العميل حصة من طائرة معينة.
والعديد من الشخصيات المعروفة تختار التأجير لأسباب تتعلق بالخصوصية. فالطائرات الخاصة المسجلة باسم مالك معين يمكن تتبع رحلاتها عبر الإنترنت بسهولة. لكن الطائرات المؤجرة، والتي لا تُظهر بيانات الركاب علناً، توفر سرية أكبر.
وهناك من يمتلك طائرة لكنه لا يستخدمها كثيراً، فيختار تأجيرها للغير لتغطية جزء من التكاليف –وهو أمر شائع أيضاً مع اليخوت الفاخرة.
حلم مغري
وقال التقرير إنه حتى أشهر المستثمرين المعروفين بحرصهم المالي، مثل وارن بافيت، لم يستطعوا مقاومة إغراء امتلاك طائرة. ورغم رفضه للفكرة لسنوات، اشترى في نهاية المطاف طائرة أسماها مازحًا “التي لا يمكن الدفاع عنها” (The Indefensible)، ثم غيّر اسمها لاحقاً إلى “التي لا غنى عنها” (The Indispensable) بعد أن أدرك فائدتها.
وفي إحدى رسائله السنوية للمستثمرين عام 1990، كتب بافيت مازحاً: “لو مت غدًا، يمكنكم أن تتأكدوا أن أرباح بيركشاير سترتفع بمليون دولار سنوياً، لأن تشارلي سيبيع طائرتنا فوراً، متجاهلاً رغبتي بأن تُدفن معي”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز
