اسعار واسواق

غوغل تخسر قضية مكافحة الاحتكار.. هل تتخلص من Chrome؟


صدر حكم قضائي يتهم شركة غوغل باحتكار سوق البحث بشكل غير قانوني، وهو ما يعيد الأمل لكل الأنظار المسلطة على متصفح الإنترنت الرائد كروم.

حكم قاضي فيدرالي بأن غوغل تورطت في ممارسات غير قانونية للحفاظ على احتكارها لمحرك البحث “كروم”، مما حقق نصرًا كبيرًا لوزارة العدل الأمريكية في مجال مكافحة الاحتكار ضمن جهودها لكبح جماح عمالقة التكنولوجيا في وادي السيليكون.

الاتهامات تحاصر غوغل، التي تستقبل العديد من العروض لشراء المتصفح أبرزها من منصة الذكاء الاصطناعي بيربلكستي بقيمة 34.5 مليار دولار، أي ضعف التقييم الحالي للشركة الناشئة.

وقال قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية أميت ب. ميهتا في واشنطن العاصمة في حكمه الذي طال انتظاره، إن غوغل، التي تُجري حوالي 90% من عمليات البحث على الإنترنت في العالم، استغلت هيمنتها على السوق لسحق المنافسين.

ووفق “وول ستريت غورنال”، كتب ميهتا في قراره المكون من 276 صفحة والصادر اليوم الإثنين، والذي انتقد فيه الشركة أيضًا لإتلافها رسائل داخلية كان من الممكن أن تكون مفيدة في القضية، “غوغل شركة احتكارية، وقد تصرفت على هذا الأساس للحفاظ على احتكارها”.

واتفق ميهتا مع الحجة الرئيسية التي قدمتها وزارة العدل و38 ولاية وإقليمًا بأن غوغل قمعت المنافسة بدفع مليارات الدولارات لمشغلي متصفحات الويب ومصنعي الهواتف ليكون محرك البحث الافتراضي لديهم.

وقال ميهتا إن ذلك سمح للشركة بالحفاظ على مكانتها المهيمنة في الإعلانات النصية المدعومة التي تصاحب نتائج البحث.

تاريخ قضية الاحتكار

يستحوذ محرك غوغل على 90% من عمليات البحث عبر الإنترنت عالميا، ويعد محرك البحث الافتراضي لمعظم الأجهزة المحمولة وأجهزة الكمبيوتر. وقد طالبت دعوى قضائية رفعتها وزارة العدل الأمريكية عام 2020 عملاق التكنولوجيا بوضع حد لممارساته المناهضة للمنافسة، وأصدر القاضي حكمه عام 2024 بأن غوغل قد شاركت بالفعل في ممارسات غير قانونية للحفاظ على الاحتكار، وهو ما مثل انتصارا كبيرا لمنافسيها. أما الحل الذي اقترحه القاضي فكان إجبار غوغل على التخلي عن كروم.

بالإضافة إلى كروم، تواجه غوغل أيضا معارضة لكونها محرك البحث الافتراضي على متصفح سفاري من أبل وأجهزة أندرويد. وبعد الكشف عن أن غوغل كانت تدفع أموالا لتفضيل محركها، طالب القاضي غوغل بالتوقف عن الدفع لجعل محركها هو الباحث الافتراضي على أي متصفح ويب. كما أن امتلاك غوغل لكميات هائلة من بيانات المستخدمين وعمليات البحث يمثل نقطة خلاف كبيرة مع المنافسين، مما دفع القاضي إلى مطالبتها بمشاركة تلك البيانات.

ما تعليق غوغل؟

بينما تنفي الشركة مزاعم الاحتكار، فقد اقترحت بعض الحلول لاستيعاب منافسيها في السوق. ومع ذلك، يبدو أن غوغل تعارض بيع كروم تماما، وترفض فك الارتباط بين الشركتين بعد 17 عاما من التعاون، نظرا للأموال الضخمة التي استثمرتها في المشروع، حسبما ينقل تقرير لفورتشن عن المديرة العامة لكروم باريسا تابريز.

وصرح كينت ووكر، رئيس الشؤون العالمية في شركة ألفابت، الشركة الأم لغوغل، بأن الشركة تعتزم استئناف الحكم.

وقال في بيان مكتوب اقتبس فيه مقتطفات من قرار ميهتا، “يُقرّ هذا القرار بأن غوغل تُقدّم أفضل محرك بحث، لكنه يخلص إلى أنه لا ينبغي السماح لنا بإتاحته بسهولة”.

وأضاف، “مع استمرار هذه العملية، سنواصل تركيزنا على تقديم منتجات يجدها الناس مفيدة وسهلة الاستخدام”.

وقال جوناثان كانتر، رئيس قسم مكافحة الاحتكار في وزارة العدل الأمريكية، إن القرار “يمهد الطريق للابتكار للأجيال القادمة، ويحمي حق الوصول إلى المعلومات لجميع الأمريكيين”.

وأشرف ميهتا على محاكمة بدون هيئة محلفين استمرت عشرة أسابيع في هذه القضية منذ خريف العام الماضي، وشهدت شهادتي الرئيس التنفيذي لشركة ألفابت، سوندار بيتشاي، والرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا.

ومن المتوقع أن ينظر ميهتا الآن في التدابير التي سيُفرضها على غوغل لاستعادة المنافسة، وقد تتضمن هذه العملية جلسات استماع إضافية على مدى عدة أشهر.

كما انتقد ميهتا غوغل لحذفها رسائل الدردشة تلقائيًا بعد 24 ساعة، قائلاً إنه “صُدم بمدى سعي غوغل لتجنب ترك أي أثر ورقي للجهات التنظيمية والمتقاضين”.

ومع ذلك، قال القاضي إنه لم يفرض عقوبات على هذا السلوك الذي طلبته الحكومة لأن “العقوبات التي يطلبها المدعون لا تُغير تقييم المحكمة لمسؤولية غوغل”.

وجادلت غوغل بأن سياسة الحذف التلقائي الخاصة بها قد أُبلغت صراحةً للمدعين قبل سنوات، مما يُضعف الحجة القائلة بأنها كانت تنوي إتلاف الأدلة.

وقد يعني استئناف غوغل أن الأمر سيستغرق سنوات قبل أن تُحل القضية نهائيًا، إما من خلال تسوية أو حكم نهائي من المحاكم.

ومع ذلك، قد يُجبر حكم ميهتا غوغل على تغيير أسلوب عملها، إذ تخضع الشركة لتدقيق مُشدد محليًا ودوليًا.

بيع كروم ومشاكل الخصوصية

وأعلنت هيئات تنظيم المنافسة في الاتحاد الأوروبي مؤخرًا عن تجديد التحقيق في ممارسات غوغل المتعلقة بمتجر التطبيقات، وتواجه الشركة محاكمة في سبتمبر/أيلول في قضية أخرى تتعلق بمكافحة الاحتكار، حيث تزعم وزارة العدل أن غوغل تحتكر بشكل غير قانوني سوق التكنولوجيا المُستخدمة في الوساطة في الإعلانات الرقمية.

وقالت ريبيكا هاو ألينسوورث، أستاذة مكافحة الاحتكار في كلية الحقوق بجامعة فاندربيلت، والتي كتبت نقدًا لغوغل وشركات التكنولوجيا الأخرى، “هذه لحظة حاسمة حقًا لتلك الحركة للسيطرة على شركات التكنولوجيا الكبرى”.

وأضافت ألينسوورث أن ميهتا سيُصدر على الأرجح أمرًا قضائيًا ضد صفقات البحث مع غوغل، أو سيُلزم المستخدمين باختيار مُحرك البحث الذي يستخدمونه في المتصفحات، بدلاً من استخدام مُحرك بحث يدفع ثمن وضعه كافتراضي تلقائيًا.

أكد عملاق البحث أن مثل هذه الخطوة لن تفيد سوى المنافسين على حساب المستخدمين الحاليين. وسلطت الشركة التابعة لألفابت الضوء على خطر انتهاكات الخصوصية والأمن على نطاق واسع في حال وفائها بمطالبات مشاركة البيانات، مع الأخذ في الاعتبار أن عدد مستخدمي المتصفح يبلغ 3.5 مليار شخص على مستوى العالم. وتؤكد رئيسة الأمن السيبراني في غوغل هيذر أدكنز، أن فصل كروم عن الشركة الأم سيعرض مليارات الأشخاص للهجمات الإلكترونية.

عروض منافسة لبيربلكستي

قدمت منصة الدردشة بالذكاء الاصطناعي سيرش دوت كوم التابعة لمؤسسة الصالح العام أد دوت كوم عرضا مماثلا بقيمة 35 مليار دولار، مع خطط لمنح المستخدمين وصولا مجانيا إلى محرك بحث الذكاء الاصطناعي الخاص بها، وفق بيزنس إنسايدر. وفي حين لم تقدم شركة أوبن أيه أي عرضا رسميا حتى الآن، أبدى رئيسها التنفيذي سام ألتمان اهتماما بالاستحواذ على كروم، وكذلك فعلت منافستها المباشرة ياهو.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى