كيف تفتح الخلايا المسنة آفاقا لعلاج السرطان؟ باحث مصري يجيب لـ«العين الإخبارية»

في عصر تتسارع فيه الاكتشافات العلمية، يبرز الدكتور هيثم شعبان كأحد الباحثين المهمين في دراسة الشيخوخة وعلاجات السرطان.
- وداعا للنسيان.. دراسة تكشف إمكانية توليد خلايا عصبية في الأدمغة المسنة
يشغل الدكتور شعبان، منصب مدير أبحاث وقائد مجموعة بحثية بكلية الطب جامعة جينيف، ومركز أجورا لأبحاث السرطان في سويسرا.
بخبرته الواسعة، يقود الباحث المصري فريقه لاستكشاف أسرار الخلايا المسنة واستراتيجيات مبتكرة لإطالة العمر الصحي وتحسين فعالية علاج السرطان.
وفي هذا الحوار، يجيب الدكتور شعبان عن أهم الأسئلة المتعلقة بالخلايا المسنة، علاجات الشيخوخة، وتطبيقاتها الواعدة في مكافحة الأمراض المزمنة والسرطان.
بداية: ما هي الشيخوخة وكيف تؤثر على صحة الإنسان؟
الشيخوخة هي عملية طبيعية تحدث مع مرور الوقت، حيث يؤدي تراكم الخلايا المسنة في الجسم إلى الالتهابات المزمنة وأمراض مرتبطة بالعمر مثل أمراض القلب والتنكس العصبي والسرطان.
ولكن هناك دراسات تتحدث عن دور للخلايا المسنة في مواجهة السرطان؟
هذه الخلايا لها دور مزدوج، في البداية تعمل كدرع وقائي لمنع انتشار الخلايا التالفة أو السرطانية، لكنها تصبح ضارة عند تراكمها لفترات طويلة، حيث تسبب الالتهابات وتضر الأنسجة، مما يزيد خطر الأمراض المزمنة.
كيف تعمل كدرع وقائي؟
عندما تتعرض الخلية لتلف في الحمض النووي أو لإشارات قد تسبب السرطان، تتوقف هذه الخلية عن الانقسام وتدخل في حالة “الشيخوخة”، وهذا يمنع الخلايا المهددة بالتحول إلى خلايا سرطانية من التكاثر.
كيف يمكن التعامل مع هذه الخلايا؟
هناك نوعان من العلاجات:
أولا: الأدوية المضادة للشيخوخة (سينوليتيك): تستهدف الخلايا المسنّة لإزالتها، وتحسين وظائف الأنسجة وتقليل الالتهابات.
العلاجات المؤيدة للشيخوخة: تدفع الخلايا السرطانية إلى الشيخوخة لتوقف نموها، مما يجعلها استراتيجية واعدة في علاج بعض السرطانات.
كيف تعمل أدوية السينوليتيك؟
تستهدف مسارات معينة تحمي الخلايا المسنة من الموت، فتقتلها وتعيد صحة الأنسجة. مثال على ذلك عقار داساتينيب مع كيرسيتين، الذي أظهر في التجارب الحيوانية تحسين وظائف العضلات والقلب والدماغ.
وماذا عن العلاجات المؤيدة للشيخوخة؟
هذه العلاجات تحفز الشيخوخة في الخلايا السرطانية عن طريق العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، أو تعديل التمثيل الغذائي للخلية، فتتوقف عن الانقسام، مثل بالبوسيكليب وراباميسين، و الهدف هو الحد من نمو السرطان وزيادة فعالية العلاجات التقليدية.
هل هناك فوائد مثبتة لهذه العلاجات؟
نعم، التجارب الحيوانية أظهرت أنها تحسن وظائف العضلات والقلب والدماغ، تؤخر ظهور الأمراض المرتبطة بالعمر، وتزيد فعالية علاج السرطان، خاصة عند الجمع مع العلاج الكيميائي.
وما أبرز التحديات؟
أهم التحديات تشمل:
أولا: استهداف الخلايا المسنّة فقط دون التأثير على الخلايا السليمة.
ثانيا: ضمان السلامة والفعالية طويلة الأمد.
ثالثا: فهم تأثير العلاج على أنسجة وأمراض مختلفة لتصميم استراتيجيات دقيقة.
ما الأفق المستقبلي لهذه العلاجات؟
استهداف الخلايا المسنّة يعد طريقًا واعدًا لإبطاء الشيخوخة وتعزيز علاج السرطان. مع تقدم الأبحاث في الأدوية المضادة للشيخوخة، وتنشيط الجهاز المناعي، وتقنيات تحرير الجينات، يمكن أن نشهد علاجات مستقبلية تحسن العمر الصحي وتقلل الأمراض المزمنة بشكل كبير.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز