اسعار واسواق

«صدمة النظام».. هكذا اخترق الطيران الإسرائيلي قلب طهران


لم تكن مجرد اختراق جوي في سماء طهران، بل بدت كرسالة استراتيجية أعادت خلط الأوراق في معادلة الردع بين إسرائيل وإيران.

فعملية «الأسد الصاعد» التي شنتها إسرائيل ضد إيران، الشهر الماضي، وشملت ضربة جوية «جريئة» فوق طهران، مثلت «جزءًا من خطة سرية لزعزعة استقرار دفاعات إيران ونظام قيادتها»، بحسب صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية.

تلك العملية كان من عناصرها الأساسية «خطة استخباراتية وعملياتية وتكنولوجية، تضمنت استخدام طيارين مقاتلين لأسلحة متطورة من مسافات قريبة للغاية، مما فاجأ شبكة الدفاع الجوي الإيرانية»، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

عقيدة صدمة النظام

وأشارت إلى أن المفهوم المنهجي للعملية رُسم في الجيش الإسرائيلي على شكل مثلث يرتكز على ثلاثة ركائز: الدفاعات الجوية الإسرائيلية والجبهة الداخلية المدنية. وضربة استراتيجية مفاجئة على مسافة 2000 كيلومتر، والتي تطورت إلى عملية نارنيا وشملت تصفية 14 عالما نوويا. وعملية الزفاف الأحمر التي شملت اغتيال كبار مسؤولي الأمن الإيرانيين.

كانت خطة “اختراق طهران” من بنات أفكار أمير بارام، نائب رئيس الأركان آنذاك والمدير العام الحالي لوزارة الدفاع الإسرائيلية.

وذكرت مصادر مطلعة على الخطة أن بارام شدد على مفهوم «صدمة النظام»، وهو مبدأ طُوّر بين الحربين العالميتين الأولى والثانية.

ويشير هذا المبدأ إلى الانهيار النفسي والتنظيمي للخصم بعد ضربة مفاجئة ودقيقة تُعطّل القيادة والسيطرة والاتصالات والروح المعنوية.

وبالنظر إلى الماضي، كان هذا هو تأثير الضربة الأولية التي شنها الجيش الإسرائيلي في إيران والهجمات اللاحقة على الحرس الثوري والمنشآت العسكرية.

وبحسب «جيروزاليم بوست»، فإنه في العام الذي سبق العملية، درس الجيش الإسرائيلي كيفية الاستعداد لحملة محتملة ضد المشروع النووي الإيراني.

وأشارت تقارير الاستخبارات بشكل متزايد إلى تحول في السلوك الإيراني، مع «ازدياد العدوانية والتطرف». وخلص بارام إلى أن الضربة الأولى يجب أن تُفاجئ النظام وتُزعزع استقراره.

وفي 15 سبتمبر/أيلول 2024، عقد ورشة عمل لهيئة الأركان العامة مع ممثلين عن مديرية التخطيط، والمخابرات العسكرية، والموساد، والقوات الجوية، والدفاع السيبراني، ووزارة الدفاع.

وأخبر المشاركين أنه على الرغم من أن شن هجوم على طهران قد يبدو غير واقعي بسبب المسافة والمخاطر، إلا أنه ضروري لتحقيق نتيجة تاريخية ضد إيران.

من المفهوم إلى الخطة التشغيلية

وشكّك بعض الضباط، لكن بارام أصرّ على جدوى الفكرة، و كُلّف كل فرع بالمساهمة في بناء العملية، التي صُنّفت «سرية للغاية» منذ البداية.

وبحلول 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، تطورت الفكرة إلى خطوات عملية. واختير البريغادير جنرال أومير تيشلر، رئيس أركان القوات الجوية، لدوره في تحديد إمكانات الخطة. وبعد ذلك بوقت قصير، صيغت خطة “اختراق طهران” كمهمة رسمية.

وبخلاف مفهوم «المواجهة» المتمثل في إطلاق الذخائر من على بُعد مئات الكيلومترات، كان المقصود من خطة “اختراق طهران” هو «التوغل في عمق أراضي العدو. وكان اقتراب الطائرات يُسرّع ويوسّع نطاق تدمير الهدف».

وقال طيار إسرائيلي، لم تكشف الصحيفة هويته: «كل كيلومتر من الطيران من إسرائيل محسوب. إضافة الأحداث غير المتوقعة وحمولات الأسلحة تجعلها عملية مكلفة للغاية. لكنها تعتمد على عقود من القدرات وجودة الطواقم الجوية والبرية. وأي شخص يفحص إنجازات القوات الجوية يدرك ذلك».

وفي 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أصبحت خطة “اختراق طهران” برنامجا رسميا، وبدأ سلاح الجو التدريب عليه قبل عرضه على هيئة الأركان العامة والقيادة السياسية.

إزالة التهديد؟

وبعد أيام، صرّح وزير الدفاع يسرائيل كاتس لكبار القادة: «إيران اليوم أكثر عرضة من أي وقت مضى لهجمات على منشآتها النووية. هناك فرصة لتحقيق الهدف الأهم: إزالة التهديد الوجودي لدولة إسرائيل».

وبحلول 20 نوفمبر/تشرين الثاني، أعلن بارام أن المفهوم عبارة عن خطة قابلة للتنفيذ، وخصص 2.6 مليار شيكل مباشرة من ميزانية الجيش الإسرائيلي لتسريع البرنامج.

وقال مصدر مطلع على العملية: «كان تحديًا هائلًا لأنه جاء على حساب مشاريع أخرى. لكن الإلحاح كان جليًا، وقد أثبت لاحقًا جدواه التشغيلية».

وتضمن المراجعات الأسبوعية أن عملية البناء تسير وفقًا للخطة حتى أعلن سلاح الجو أنه جاهز للأوامر النهائية.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى