قمة الاستخبارات الأفريقية في ليبيا.. استراتيجية موحدة ضد الإرهاب

في قمة تعكس حجم التحديات الأمنية التي تواجه القارة الأفريقية، شدّد رئيس جهاز المخابرات الليبية حسين العايب على أن مواجهة الإرهاب لم تعد قضية محلية تخص كل دولة على حدة، بل باتت معركة مشتركة تتطلب تنسيقًا شاملًا وتبادلًا للمعلومات والخبرات.
جاء ذلك على هامش القمة الـ20 للجنة لجنة الأمن والمخابرات الأفريقية «سيسا» التي انطلقت أعمالها في مدينة بنغازي بمشاركة ممثلين عن أكثر من 50 دولة أفريقية وعدد من الشركاء الدوليين.
وتصدرت أجندتها ملفات مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الأمنية، والهجرة غير النظامية وتأثيراتها الأمنية والاقتصادية، إضافة إلى الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وتهريب الأسلحة والمخدرات والاتجار بالبشر.
وأكد رئيس جهاز المخابرات الليبية، الفريق أول حسن العايب، أن ليبيا «تجاوزت مراحل صعبة في مواجهة الإرهاب، وتستعيد عافيتها الأمنية لتعود لاعبًا فاعلًا في محيطها الأفريقي»، مشددًا على أن انعقاد قمة لجنة أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية «سيسا» في مدينة بنغازي «يمثل حدثًا تاريخيًا ورسالة قوية للعالم بأن ليبيا قادرة على تجاوز التحديات الأمنية والسياسية».
وقال العايب في مؤتمر صحفي عقده على هامش القمة مساء الإثنين: «الوضع الأمني في البلاد مستقر، وما تشهده ليبيا من خلافات هو صراع سياسي سينتهي، فالليبيون لديهم تقاليد راسخة في التوافق، وليبيا ستبقى واحدة».
استراتيجية موحدة لمواجهة الإرهاب
وأضاف رئيس المخابرات الليبية أن القارة الأفريقية تواجه تحديات متزايدة من الإرهاب والجريمة المنظمة، موضحًا أن هناك «استراتيجية لتوحيد الجهود الاستخباراتية بين الدول الأعضاء». وأكد أن بعض الدول، من بينها ليبيا، تقدمت بمقترحات عملية لتطوير آليات العمل المخابراتي داخل القارة، في إطار تعزيز التنسيق وتبادل المعلومات.
وأشار العايب إلى أن القمة شهدت مشاركة واسعة من دول أفريقية وأخرى أوروبية وآسيوية، معتبرًا أن ذلك يعكس إدراكًا دوليًا متزايدًا لأهمية الأمن في القارة. وتابع: «سيسا ستعمل على تنسيق الجهود مع دول الساحل لمعالجة الأوضاع الأمنية، والهدف المشترك هو راحة المواطن الأفريقي واستقرار القارة ومنع الشباب من الانخراط في أنشطة هدامة، إضافة إلى تعزيز الأمن الغذائي والأمن الاقتصادي كركائز للاستقرار».
الأمن مسؤولية جماعية
من جانبه، أوضح الأمين التنفيذي للجنة الأمن والمخابرات الأفريقية، جاكسون فيكتور هاماتا، أن «سيسا» تضطلع بمهمة تقديم وجهات النظر، وجمع وتحليل المعلومات لصالح الاتحاد الأفريقي من أجل اتخاذ القرارات المناسبة بشأن الأزمات والقضايا الكبرى.
وقال هاماتا: «الأمن مسؤولية جماعية، والبطالة وغياب العدالة الاجتماعية من أبرز دوافع الهجرة غير النظامية للشباب الأفريقي»، مضيفًا: «من الضروري أن تستفيد أفريقيا من مواردها وإمكاناتها لمواجهة هذه التحديات».
ليبيا في قلب المعادلة
وباستضافتها قمة «سيسا»، تسعى ليبيا إلى ترسيخ موقعها مجددًا كفاعل أساسي في معادلة الأمن الإقليمي، وإبراز قدرتها على قيادة استراتيجية موحدة ضد الإرهاب والجريمة المنظمة.
ويُنظر إلى هذا الانخراط باعتباره خطوة لإعادة إدماج ليبيا في فضائها الأفريقي وتعزيز مكانتها كشريك رئيسي في جهود حفظ الأمن والاستقرار بالقارة.شهدت مدينة بنغازي الليبية انطلاق أعمال القمة الـ20 للجنة أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية «سيسا»، بمشاركة ممثلين عن أكثر من 50 دولة أفريقية، إضافة إلى عدد من الشركاء الدوليين من أوروبا وآسيا.
وتركزت أعمال القمة على ملفات مكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات الأمنية، ومواجهة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، إلى جانب قضايا تهريب الأسلحة والمخدرات والاتجار بالبشر والهجرة غير النظامية.
وتأسست لجنة الأمن والمخابرات الأفريقية «سيسا» عام 2005 كمنصة تعاون تضم أجهزة الاستخبارات في القارة، بهدف توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير النظامية وتهريب البشر. وتلعب اللجنة دورًا محوريًا في بناء القدرات الاستخباراتية للدول الأعضاء، وتنسيق العمل الأمني عبر الحدود لمواجهة التحديات المشتركة.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز