إماراتيات يصنعن التغيير بالجامعة الكندية في دبي ‹ جريدة الوطن

تزامناً مع احتفال الدولة بيوم المرأة الإماراتية، تتصدر عضوات الهيئة التدريسية والطالبات في الجامعة الكندية دبي المشهد في تعزيز الابتكار والشمولية، وتمكين الجيل القادم من النساء لصياغة مستقبل الإمارات.
من بين النساء الإماراتيات الرائدات في الحرم الجامعي، تبرز شيماء الحاي، التي صنعت التاريخ في الجامعة بتوليها منصب أول رئيسة لمجلس الطلبة، والدكتورة خلود شبيب خانصاحب، التي تدعم ريادة الأعمال الطلابية بصفتها أستاذة مساعدة ومديرة حاضنة الأعمال في الجامعة.
تتابع شيماء الحاي دراستها حالياً في تخصص العلاقات العامة، وقد انتُخبت رئيسة لمجلس الطلبة لسنتين متتاليتين، وهو دور ترى أنه يتخطى كونه مجرد لقب قيادي ليجسد حس المسؤولية والخدمة.
وتوضح: “نشأت إماراتية على قيم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان- طيب الله ثراه، وخصوصاً التركيز على أهمية تمكين المرأة، وكان هدفي الدائم تعزيز روح الوحدة وخلق مساحات يشعر فيها كل طالب بأنه في وطنه، وأن صوته مسموع وملهِم.”
وفي دورها كرئيسة لمجلس الطلبة، سخّرت شيماء الحاي تدريبها في العلاقات العامة لصناعة تجارب طلابية مؤثرة، من احتفالات اليوم الوطني إلى غيرها من المبادرات الجامعية الكبرى. وتحرص على أن تحمل كل فعالية قيمة إستراتيجية ووقعاً عاطفياً، مستخدمة أدوات وتقنيات تحليل الجمهور واستراتيجيات التفاعل والرسائل المؤثرة لجعل جميع الطلبة يشعرون بالانتماء والإلهام. وتقول: “لا نستهدف النشر لمجرد التواجد على وسائل التواصل، بل نصنع لحظات تبقى في أذهان الطلبة حتى بعد تخرجهم.”
وكانت إحدى اللحظات الفارقة خلال رئاستها لاحتفال يوم العلم الإماراتي عندما ألقت كلمة مرتجلة عن رحلتها كأول امرأة إماراتية تتولى المنصب، وتضيف: “رأيت أعين الطلبة تتوهج، وتذكرت حينها أن التأثير لا يُقاس بعلو الصوت بل بعمق الأثر في القلوب. لم يعد لقب الرئيس مجرد لقب، بل أصبح إرثاً.”
وترى شيماء في يوم المرأة الإماراتية انعكاساً لما وصلت إليه المرأة الإماراتية وما يمكنها الوصول إليه. ورسالتها للفتيات الإماراتيات: “لستِ مطالبة بإثبات نفسك لأحد سوى نفسك. اثبتي على قيمك وكوني على يقين أنكِ تحملين قوة عظيمة بداخلك. قودي بلطف وعدل، واعملي بهدف واضح، ودعي أفعالك تتحدث عنك. أمي تذكرني دوماً: ‘قفي دائماً مع الحق، فالقائد الحقيقي يبدأ من تحقيقه للعدل والأمانة.’ وهذه هي فلسفتي في الحياة.”
دعوة للعمل
تقول الدكتورة خلود خانصاحب، فيمثل يوم المرأة الإماراتية احتفالاً ودعوة للعمل في آنٍ معاً.
وتوضح: “هو مناسبة وطنية تذكرنا بدور المرأة في تقدم الإمارات ونعمل بكل اعتزاز ومسؤولية لنواصل مسيرة الإنجاز ونساهم بإيجابية في نهضة الوطن.”
وبصفتها مديرة حاضنة الأعمال في الجامعة، تدعم الدكتورة خلود خانصاحب مبادرات الابتكار التي يقودها الشباب، وأن تكون حلقة الوصل بين القاعة الدراسية والعالم الحقيقي لتوفير الفرص أمام الطلبة لتأسيس مشاريعهم الريادية. وتقول: “نتعاون مع جميع الكليات والأقسام لنمنح الطلبة، خصوصاً النساء، منصات لتحويل الأفكار إلى واقع.”
وتشدد الدكتورة خلود خانصاحب على أهمية تضمين الشمولية كعنصر أساسي في جميع مستويات البرامج الجامعة، وتقول: “تشمل استراتيجيتنا إشراك عضوات الهيئة التدريسية وسيدات رياديات من مجتمع الجامعة الواسع ليكن مرشدات ونماذج يحتذى بهن لدعم الطالبات وتوجيههن. وأضافت: “لقد شهدنا زيادة ملحوظة في عدد النساء اللواتي يشغلن مناصب قيادية عبر قطاعات متنوعة في دولة الإمارات، ويشاركن اليوم بفاعلية أكبر في أنشطة الجامعة.”
قدرة المرأة على القيادة
على المستوى الشخصي، تستمد الدكتورة خلود دافعها القيادي من أسرتها، وتشارك: “كان والدي -رحمه الله- يناديني دوماً بـ”الدكتورة” حتى قبل أن أنال اللقب، وكان يؤمن كلياً بقوة التعليم وقدرة المرأة على القيادة.
وبعد وفاته، أكملت والدتي المسيرة بعزم ورقي، وحافظت على الرؤية ذاتها.” كما تستلهم من القائدات الوطنيات مثل سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، والشيخة بدور القاسمي رئيسة الجامعة الأمريكية في الشارقة، كرموز لقيادة التطوير الوطني في مجالات التعليم والثقافة والابتكار.
وفي استشرافها للمستقبل، تلخص رسالتها للإماراتيات بروح التضامن: “موضوع هذا العام هو التكاتف. أشجع جميع النساء حول العالم على دعم بعضهن البعض. وعلينا أن نثمّن دور النصف الآخر للمجتمع – الرجال الذين يدعموننا لتحقيق النجاح المشترك. فالتقدم الحقيقي حصيلة العمل الجماعي، وهناك مكان للجميع على طريق النجاح.”