اسعار واسواق

رغم وفرة مواردها.. ألاسكا على أعتاب أزمة طاقة


رغم ثرواتها الطبيعية الهائلة، تواجه ولاية ألاسكا الأمريكية أزمة طاقة متصاعدة، تهدد حياة سكانها.

وتحتدم الأزمة خاصة في مدينة أنكوراج، التي تعتمد على الغاز الطبيعي من حوض “كوك إنلت” منذ عقود لتوليد الكهرباء وتدفئة المنازل. لكن مع اقتراب نضوب هذا المصدر، ومع تراجع الاستثمارات في التنقيب، باتت الإمدادات تتقلص بوتيرة مقلقة.

ونقل تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن تقديرات رسمية، إن أنكوراج، التي يقطنها نحو 300 ألف نسمة، قد تواجه عجزًا فعليًا في الغاز خلال سنوات قليلة، مما قد يؤدي إلى انقطاعات كهربائية في ذروة الشتاء، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.

وفي حال حدوث العجز، سيتعين على السكان تقليل استهلاك الطاقة، فيما قد تضطر شركات المرافق إلى تنفيذ انقطاعات دورية، وربما توقف بعض الشركات استخدام الغاز تمامًا.

ورغم أن ألاسكا لا تزال تنتج الغاز من منطقة “نورث سلوب” في الشمال، إلا أنها تبعد 800 ميل عن الجنوب، وتفتقر الولاية إلى البنية التحتية اللازمة لنقل الغاز إلى مناطق الاستهلاك.

تحذيرات سابقة 

وبحسب التقرير، فإن المأزق الحالي ليس مفاجئًا، إذ صدرت تحذيرات منذ أكثر من 15 عامًا بشأن نضوب كوك إنلت. وفي عام 2021، أبلغت شركة “هيلكورب” -المنتج الأكبر للغاز في المنطقة- شركات المرافق بأنها لن تضمن الإمدادات بعد 2028، وهو ما دفع بعض الشركات إلى البحث عن بدائل، بما في ذلك الاستيراد أو حتى العودة لاستخدام الفحم.

أما أحد الحلول طويلة الأجل المطروحة فكان بناء خط أنابيب بطول 800 ميل لنقل الغاز من نورث سلوب إلى الجنوب، في مشروع يُعرف باسم “ألاسكا LNG” تقوده شركة “غلينفارن”. ويهدف المشروع لبدء التشغيل في 2029، لكن تقديرات مستقلة تتوقع التأخير حتى 2031، مما يعني وجود فجوة حرجة بعد نهاية عقود التوريد الحالية. ويقول بريندان دوفال، الرئيس التنفيذي لـ”غلينفارن”: “لدينا دعم فيدرالي ونأمل الانطلاق خلال 4 سنوات”.

خيار لا مفر منه

ومع ضيق الوقت، يبدو أن استيراد الغاز من الخارج هو الخيار الواقعي على المدى القريب، رغم كلفته العالية. ومن المتوقع أن ترتفع فواتير التدفئة والكهرباء بين 10 إلى 40%. وبعض شركات المرافق تدعم الاستيراد بينما تفضل أخرى حلولًا بديلة، من بينها العودة إلى الديزل، رغم تأثيره البيئي وتكلفته المرتفعة.

وهناك مبادرات للحد من الاعتماد على الغاز، مثل الطاقة الشمسية والمائية، وبدأت بعض الأسر بتركيب الألواح الشمسية أو الاشتراك في برامج طاقة مجتمعية. لكن هذه الحلول، حسب الخبراء، لن تكون كافية لمواجهة أزمة وشيكة، خاصة في ظل معوقات جغرافية وقانونية مثل قانون “جونز آكت”، الذي يمنع ألاسكا من استيراد الغاز من ولايات أميركية أخرى عبر البحر.

ويقر مسؤولون بأن تأخر التحرك وتجاهل التحذيرات السابقة فاقم الوضع. ويقول توني إيزو، المدير التنفيذي لشركة “ماتانوسكا إلكتريك”: “نحن في ولاية غنية بالطاقة، لكننا نواجه أزمة صنعناها بأيدينا”.

ورغم أن الفحم قد يسهم جزئيًا في توليد الكهرباء، إلا أنه لا يصلح لتدفئة المنازل، ما يجعل البحث عن حل شامل أمرًا لا مفر منه.

في ظل التحديات البيئية والاقتصادية والتقنية، لا يوجد حل سهل أو سريع. ومع اقتراب شتاء قاسٍ، سيجد سكان ألاسكا أنفسهم يدفعون الثمن، سواء بفواتير أعلى أو خيارات أقل، في أزمة لا تتعلق بندرة الموارد بقدر ما تعكس سوء التخطيط وضعف الاستعداد.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى