اسعار واسواق

رهانات على «كامبريكون».. الصين على مسار التحرر من التكنولوجيا الأجنبية


تسير شركة كامبريكون بخطى سريعة لتصبح لاعبًا رئيسيًا في جهود الصين لتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية.

يأتي ذلك في ظل التوجه نحو الاكتفاء الذاتي في قطاع أشباه الموصلات. وتأسست الشركة عام 2016، وخلال 6 سنوات تحولت من شركة ناشئة إلى منافس فعلي لشركة هواوي في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي.

ووفقا لتقرير نشرته “فايننشال تايمز”، يمثل صعود كامبريكون مثالاً على التحول السريع الذي تشهده التكنولوجيا الصينية في مواجهة القيود والعقوبات الغربية. 

في البداية، كانت هواوي أول وأكبر عملاء كامبريكون، لكن في عام 2019 قررت هواوي الاعتماد على رقائقها الخاصة، مما شكل ضربة قاسية لكامبريكون. واستجابت الشركة سريعًا بتحويل تركيزها من رقائق الهواتف إلى رقائق الحوسبة السحابية ووحدات الحوسبة القريبة من الأطراف (Edge Computing)، لتدخل مباشرة في منافسة مع هواوي.

التحول نحو الحوسبة السحابية

وبدأت كامبريكون بتركيزها على رقائق الأداء العالي لمراكز البيانات، مدعومة من الأكاديمية الصينية للعلوم (CAS). وتوسعت لتوفير حلول للذكاء الاصطناعي في بيئات الحوسبة السحابية والحوسبة الطرفية، وهو مجال متنامٍ في السوق الصيني. وتتميز رقائقها بالقدرة على معالجة المهام بالقرب من الأجهزة بدلاً من الاعتماد فقط على مراكز البيانات.

وفي عام 2022، أدرجت الحكومة الأمريكية كامبريكون في “قائمة الكيانات” بتهمة دعمها المحتمل للجيش الصيني، مما منعها من التعامل مع شركات أمريكية أو استخدام بعض التقنيات الحيوية. وكنتيجة لذلك، فقدت الشركة إمكانية الوصول إلى شركة TSMC التايوانية، الرائدة عالميًا في تصنيع الرقائق.

واضطرت كامبريكون للبحث عن شركاء تصنيع محليين، فاتجهت إلى SMIC، أكبر مصنع رقائق في الصين، وبدأت بتطوير رقائقها محليًا. ورغم التحديات، استثمرت الشركة أكثر من 5.6 مليار يوان (770 مليون دولار) في البحث والتطوير بين 2020 و2024، مع التركيز على جعل رقائقها متوافقة مع بيئة نيفيديا، مما يسهل على المطورين استخدامها كبديل محلي.

شراكات استراتيجية

ووفقا للتقرير، كان أحد أهم إنجازات كامبريكون شراكتها مع بايت دانس (المالكة لتطبيق تيك توك)، حيث دمجت رقائقها مع خوارزميات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة. وحسّنت هذه الخطوة من سهولة استخدام منتجات كامبريكون، مقارنة برقائق هواوي المعروفة بصعوبتها.

ومن المتوقع أن ترتفع حصة كامبريكون في سوق رقائق الذكاء الاصطناعي في الصين من 3% في 2025 إلى 11% بحلول عام 2028. كما يُتوقع أن تقفز إيراداتها من 6.5 مليار يوان (نحو مليار دولار) في 2024 إلى أكثر من الضعف في 2026.

ورغم النمو، لا تزال كامبريكون تعتمد على قدرة SMIC على تصنيع رقائق متقدمة بحجم 7 نانومتر، وهي ضرورية لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الحديثة. وبالرغم من التوجيهات الحكومية لزيادة الإنتاج، تواجه SMIC تحديات في تلبية الطلب المرتفع.

في المقابل، تبقى هواوي لاعبًا مهيمنًا في السوق بفضل استثماراتها الضخمة في البنية التحتية والخوارزميات، رغم أن بعض الشركات الصينية الكبرى مثل علي بابا، تينسنت، وبايدو، تميل إلى دعم منافسين لهواوي في بعض القطاعات، مما يعزز فرص كامبريكون.

وبدعم من الحكومة، ونمو الطلب المحلي، والتحالفات الاستراتيجية، تسير كامبريكون في طريقها لتكون ركيزة أساسية في منظومة الذكاء الاصطناعي في الصين، وربما منافسًا جديًا لهواوي وإنيفيديا على المدى المتوسط.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى