اسعار واسواق

«فارابوغو» المالية.. نموذج لاستراتيجية «القاعدة» الجديدة في أفريقيا


غيرت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، ذراع تنظيم “القاعدة” الإرهابي في غرب أفريقيا، استراتيجيتها لتتحول إلى “التمترس السياسي”،

 إذ تموضعت بشكل متزايد كجهة حاكمة ساعية إلى السيطرة على الأراضي وإقامة أشكال الحكم الأولية.

تلك نتيجة خلص إليها تقرير مقدم إلى مجلس الأمن الدولي من فريق الدعم التحليلي ورصد الجزاءات بشأن تنظيمي “داعش” و”القاعدة” وما يرتبط بهما من أفراد وكيانات.

التقرير الذي عُرض على مجلس الأمن في يوليو/تموز الماضي، وأطلعت “العين الإخبارية” على نسخة منه، يقدم تفسيرات مهمة لفهم التطور الدراماتيكي الذي شهدته مالي قبل أيام، حين سيطر مسلحو “نصرة الإسلام والمسلمين” المرتبطة بتنظيم القاعدة، على بلدة فارابوغو، الواقعة على بعد 400 كيلومتر شمال العاصمة باماكو.

سيطرة “القاعدة” على البلدة التي تمثل عقدة إمداد استراتيجية تتقاطع فيها طرق الشمال والجنوب، مثلت “اختبارًا حاسمًا في ميزان النفوذ بين الدولة والجماعات المتطرفة”.

تقرير فريق الخبراء الأممي، أشار إلى أن الجماعة أبرمت وفقا لاستراتيجيتها الجديدة اتفاقات محلية لتأمين التعاون وجذب مجتمعات جديدة، وذلك غالبا تحت الإكراه.

وبالفعل افادت الأنباء الواردة من البلدة المالية بأن تنظيم “القاعدة” الإرهابي فرض باتفاق مكتوب مع شيخ القرية، أحكامه على أهلها، ومنها جمع الجبايات.

إمارة إسلامية

مكمن الخطورة في أن التقرير الأممي أوضح أن الطموح الأساسي لـ”القاعدة” هو “إقامة إمارة يمكنها الطعن في شرعية الأنظمة العسكرية، وإجبارها على التنازل عن السلطة وتطبيق الشريعة الإسلامية”.

وأشار إلى أن “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بلغت درجة جديدة من القـدرة العملياتية التي تمكنها من شن هجمات معقـدة على ثكنات جيدة التحصين باستخدام طائرات مسيرة وأجهزة متفجرة يدوية الصنع”.

وأضاف “غلب على رسائلها الموجهة الطابع السياسي والمباشر، حيث خاطبت السكان المحليين وسلّطت الضوء على توسيع قاعدتها، وخاصة في وسط وغرب مالي”.

هدنة ضمنية

وأوضح أن الوضع في مالي كان أكثر تنوعًا في جوانبه وعلى قدر أكبر من التعقيد ولكنه في تدهور. ففي الشمال حيث كانت الجماعة تنشط بحرية نسبية استؤنفت الهجمات، وبدت مؤشرات على احتمال أن تحاول استعادة السيطرة على مدينة كيدال، شهدت أقاليم أخرى ارتفاعا ملحوظا في الهجمات”.

وأشار التقرير إلى أن “الاتجاه العام هو توسع منطقة عمليات جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، لافتا إلى “هدنة ضمنية” بين الجماعة وفرع “داعش” كونهما يسعيان إلى “هدفه مشترك”، وهو استهداف قوات الأمن في منطقة الساحل.

وقال التقرير “أبلغت عدة دول أعضاء عن قيام تنظيمي القاعدة وداعش باستخدام الطائرات المسيرة في أفريقيا، فالطائرات المسيرة الصغيرة متوفرة على نطاق واسع وبأسعار معقولة”.

المسيرات

وكشف عن أن “التنظيمين تبادلا الخبرات التقنية على نطاق الشبكات المنتسبة لهما للتمكين من استخدام الطائرات المسيرة على الصعيد العالمي”.

وأوضح أنه “في عام 2024، حصلت “حركة تحرير ماسينا” التابعة لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين في غرب أفريقيا على طائرات مسيرة للمراقبة والقيادة والتحكم، بما في ذلك إلقاء القنابل اليدوية. وفي فبراير/شباط 2025، استخدمت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في بيوركينا فاسو، طائرات مسيرة مزودة بكاميرات تتبع لإسقاط أجهزة متفجرة يدوية الصنع على مواقع عسكرية”.

وتابع “حسنت الطائرات المسيرة من طراز (DJI) من قدرات الاستطلاع الاستخباراتية لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، ولا سيما المراقبة والهجمات على القواعد العسكرية”، لافتا إلى أنه “خلافا لحركة الشباب المجاهدين وتنظيم داعش في الصومال، تستخدم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين طائرات مسيرة مزودة بخدمة النظام العالمي لتحديد المواقع وكاميرات تثبيت الصور”.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى