اسعار واسواق

الأمن المائي في زمن الذكاء الاصطناعي.. تحديات أكبر من الطاقة


ينطلق خلال ساعات المؤتمر السنوي الخامس الذي يعقده مركز تريندز للبحوث والاستشارات وذلك حول الأمن المائي المستدام.

وتركز المناقشات التي تستمر ليومين 2 و3 سبتمبر/أيلول 2025 في فندق ريتز كارلتون – القناة الكبرى – أبوظبي، على التحديات المتزايدة المرتبطة بالأمن المائي، ويستعرض الحلول والسياسات المبتكرة لضمان استدامة الموارد المائية، في ظل ما يشهده العالم من تغيرات مناخية وضغوط اقتصادية واجتماعية.

ما هو الأمن المائي؟

عرفت الأمم المتحدة الأمن المائي بأنه “قدرة السكان على تأمين وصول مستدام إلى كميات كافية من المياه ذات الجودة المقبولة لدعم سبل العيش، والرفاه البشري، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية؛ ولضمان الحماية من التلوث المنقول عبر المياه والكوارث المرتبطة بها؛ وللحفاظ على النظم البيئية في مناخ يسوده السلام والاستقرار السياسي”.

وفي سياق متصل، قال تقرير نشره موقع “سستنابيليتي” إن توافر المياه لتبريد مراكز البيانات سيشكل تحديًا في أوروبا خلال السنوات المقبلة، في ظل موجات الحر الشديدة وتزايد موجات الجفاف وحرائق الغابات، وفقًا لتقرير صادر عن شركة GlobalData.

وحتى الآن، تركزت معظم النقاشات حول جدوى مراكز البيانات على متطلبات الطاقة، إلا أن شح المياه يُتوقع أن يشكل “خطرًا عاجلًا لا يقل أهمية” على استدامة ومرونة البنية التحتية الرقمية التي تتوسع بسرعة”، حسبما أضاف التقرير وقد نقل عن روبرت بريتشارد، المحلل الرئيسي في التقنيات والخدمات المؤسسية لدى GlobalData قوله  “تغير المناخ أدى إلى أنماط طقس أكثر تطرفًا حول العالم، من حرائق الغابات إلى الفيضانات المفاجئة. فالأرض المحترقة بشدة تمتص كميات أقل من الأمطار، ما يؤدي إلى جريان المياه فوق التربة الجافة، غالبًا مع تدمير الأرواح وسبل العيش.”

وأضاف “كما أن تغير المناخ يعني أن الحاجة إلى المياه لتبريد العدد المتزايد من مراكز البيانات ستصبح مشكلة يجب معالجتها”.

متطلبات البنية التحتية

ورغم تزايد أزمة المياه، من المرجح أن تظل متطلبات الطاقة في صلب تركيز مشاريع مراكز البيانات، مع طرح تقنيات جديدة وحتى الحلول النووية كخيارات ممكنة. وقد أوقفت بعض المدن، مثل دبلن في إيرلندا، بناء مراكز بيانات جديدة لحماية إمدادات الطاقة لسكانها.

وأشار بريتشارد إلى أن: “كما هو الحال مع معظم الأمور في عالم التكنولوجيا، سيتم التوصل إلى حلول للتحديات الناشئة. ولكن المشكلة أن أي حل يجب أن يُوضع في سياق تغير المناخ وتأثيره الفوري على حياة المواطنين. فهذه ليست مجرد قضية تكنولوجية، بل قضية سياسية واجتماعية أيضًا”.

استهلاك المياه في مراكز البيانات

فيما يخص استهلاك المياه، تقدر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) أن أدوات الذكاء الاصطناعي وحدها ستستهلك بين 4.2 و6.6 مليار متر مكعب من المياه سنويا بحلول عام 2027، ومعظمها لأغراض التبريد. وهذا يعادل تقريبًا الاستهلاك السنوي الكامل للمياه في الدنمارك، أو ما يقارب نصف استهلاك المملكة المتحدة.

واختتم بريتشارد بقوله: “لا يوجد ما يعادل اعتمادات الكربون فيما يخص المياه يمكن الاحتماء وراءه – وهي حيلة غالبًا ما استخدمها من يمارسون الغسل الأخضر لتجنب المساءلة. الأهم من ذلك، أنه في حين يمكن توفير مولدات احتياطية للطاقة في حال انقطاع الشبكة، لا يوجد بديل مماثل للمياه (رغم ما يسمى بـ”بحيرات البيانات”). أضف إلى ذلك خطر الهجمات الإرهابية المحتملة على البنية التحتية الحيوية للمياه، وهو تهديد يبدو أكثر أهمية من أي وقت مضى.”

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى