اسعار واسواق

الإخوان والرهان الخاسر.. دعوات احتجاج بلا صدى في الشارع التونسي


تستعد حركة النهضة الإخوانية، عبر واجهتها السياسية المتمثلة في جبهة الخلاص، لإطلاق سلسلة من التحركات الاحتجاجية في الشارع التونسي.

وتحاول الحركة الضغط على الحكومة من أجل الإفراج عن قياداتها وأعضائها القابعين في السجون، وعلى رأسهم زعيمها راشد الغنوشي.

دعوات جبهة الخلاص

وقال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الإخوانية، خلال وقفة احتجاجية، مساء السبت، في العاصمة تونس: «الوقفات التضامنية والاحتجاجات التي ستنطلق قريباً ليست مجرد رمزية، بل إعلان عن دخول مرحلة جديدة من الضغط الشعبي والسياسي».

وأضاف أن «استئناف السنة السياسية الجديدة يأتي في وقت يقبع فيه عشرات السياسيين خلف القضبان»، مؤكداً أن «سراحهم دون استثناء واجب لا يمكن التنازل عنه».

تحركات «مكشوفة»

ويرى مراقبون للمشهد التونسي أن هذه الدعوات ليست سوى محاولة جديدة من تنظيم الإخوان للعودة إلى الواجهة السياسية عبر استثمار ملف الحقوق والحريات، ومحاولة اللعب على وتر التعاطف الشعبي.

ويؤكد هؤلاء أن الحركة، التي لفظها الشارع التونسي بعد عقد من الحكم بين عامي 2011 و2021، تسعى لإعادة إنتاج نفسها بوسائل جديدة، رغم الرفض الشعبي المتزايد لها.

الناشط والمحلل السياسي عبد الكريم المحمودي شدّد في حديث لـ«العين الإخبارية» على أن «تنظيم الإخوان لم يتوقف عن محاولة العودة إلى المشهد من خلال الاستثمار فيما يصفه بمعاناة المساجين السياسيين والادعاء بوجود تضييق على الحريات».

وأضاف: «الشعب التونسي لفظ حركة النهضة بعد أن تفطن إلى الحجم الهائل من الجرائم التي ارتكبتها خلال فترة حكمها، وهو ما جعلها تخسر قاعدتها الجماهيرية بشكل كامل».

وأشار المحمودي إلى أن «الحرب ضد الإخوان في تونس لا تزال متواصلة، وهو ما يتطلب يقظة دائمة من السلطات، خاصة أن التنظيم يسعى إلى توتير الأوضاع وضرب الاستقرار أملاً في العودة إلى المشهد السياسي».

أما المحلل السياسي عبد المجيد العدواني، فقد أكد أن «حركة النهضة خسرت شعبيتها التي حصدتها في 2011 بعد أن لعبت على وتر المظلومية والدين، وأصبحت الآن حزباً منبوذاً شعبياً وسياسياً».

وأضاف في حديثه لـ«العين الإخبارية»: «رغم حظر نشاط الحركة قانونياً، فإن عناصرها لا زالوا ينشطون تحت غطاء جبهة الخلاص التي يقودها أحمد نجيب الشابي».

أهداف خفية واستراتيجيات الإخوان

وأوضح العدواني أن «الشابي يسعى لتجييش الشارع من خلال تكثيف التحركات الاحتجاجية، لكنه يتجاهل حقيقة أن الشعب التونسي لفظ تنظيم الإخوان ورفضه بشكل قاطع».

وأكد أن «النهضة خلال فترة حكمها تجاوزت كل الخطوط، إذ غرقت في الفساد، واستغلت البلاد لخدمة أجندات التنظيم الدولي للإخوان، وجعلت من تونس منصة لدعم الإرهاب».

كما لفت إلى أن الحركة «ارتكبت جرائم بحق التونسيين، وفشلت في تحقيق أي من وعودها الانتخابية، بل تسببت في إدخال البلاد في دوامة الاغتيالات السياسية والانقسامات المجتمعية والصراعات الداخلية».

نبذ شعبي متواصل

وبحسب المحللين، فإن أي تحركات احتجاجية يقودها تنظيم الإخوان ستظل محدودة التأثير، إذ لا تجد صدى لدى الشارع التونسي الذي لا يزال يحمل للحركة إرثاً ثقيلاً من الفشل السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

ويؤكد مراقبون أن هذه التحركات قد تزيد من عزلة الحركة، وتكشف أكثر فأكثر محاولاتها المستميتة لإعادة التغلغل في الساحة السياسية رغم رفض الشارع لها.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى