اسعار واسواق

بالأرقام.. كيف نجح «أبوظبي للصيد والفروسية» في استقطاب 379,572 زائرا؟


اختتمت العاصمة أبوظبي فعاليات النسخة الثانية والعشرين من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2025 بعد تسعة أيام حافلة بالفعاليات المتنوعة التي جمعت بين التراث الإماراتي الأصيل، الابتكار، المعرفة، والفروسية.

واستقطب المعرض أكثر من 379,572 زائراً من داخل الإمارات وخارجها، بزيادة بلغت 9.2% مقارنة بدورة 2024. حيث يُعد أكبر منصة من نوعها في الشرق الأوسط وأفريقيا، ومركز جذب عالمي لعشاق الصيد والفروسية والرياضات التراثية والطبيعة، ويعكس التزام دولة الإمارات بالحفاظ على التراث الثقافي وتعزيزه مع تبني أحدث أساليب الابتكار والتكنولوجيا.

نُظم المعرض تحت رعاية الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة ورئيس نادي صقاري الإمارات، وبإشراف مجموعة أدنيك، إحدى شركات «مدن»، بالتعاون مع نادي صقاري الإمارات، ليصبح المعرض مناسبة ثقافية وتراثية غنية تعكس الهوية الوطنية، وفي الوقت نفسه منصة عالمية للابتكار والتبادل التجاري والمعرفي في مجالات الصيد والفروسية.

2,068 شركة وعلامة تجارية من 68 دولة

شهدت نسخة هذا العام توسعاً غير مسبوق، حيث استقطب المعرض 2,068 شركة وعلامة تجارية من 68 دولة، بينها 11 دولة تشارك للمرة الأولى، محققاً نمواً بنسبة 21% مقارنة بالعام الماضي، مع مساحة إجمالية للحدث بلغت 92 ألف متر مربع، بزيادة 7% عن الدورة السابقة.

على مدار 22 عاماً، تحول المعرض من انطلاقة متواضعة عام 2003 بمشاركة 40 شركة من 14 دولة، إلى حدث عالمي شامل يجذب أكثر من مليوني زائر من 125 جنسية، ليصبح ملتقى سنوياً لعشاق الصيد والفروسية والرياضات التراثية والطبيعة، ويبرز التطور الكبير الذي حققه في الفنون التراثية والفعاليات التعليمية والتفاعلية.

وأكد ماجد علي المنصوري، الأمين العام لنادي صقاري الإمارات، أن الدورة الثانية والعشرين أكدت المكانة المرموقة التي تحتلها أبوظبي كمركز عالمي لصون تراث الصيد والفروسية، وشهدت هذه النسخة تفاعلاً غير مسبوق من المشاركين والعارضين والزوار، في دلالة واضحة على تنامي الاهتمام العالمي بالتقاليد الإماراتية الأصيلة، إلى جانب الانفتاح على الابتكار والتطور المستقبلي في هذا المجال.

معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية

82.199 مليون درهم في 8 مزادات للصقور

شكلت المزادات الحصرية للصقور واحدة من أبرز فعاليات المعرض، حيث تم تنظيم ثمانية مزادات، نصفها قبل بدء فعاليات المعرض والنصف الآخر خلال أيامه، بمشاركة 46 مزرعة صقور محلية ودولية. أسفرت هذه المزادات عن بيع أكثر من 57 صقراً بقيم مالية إجمالية بلغت 82.199 مليون درهم، فيما تجاوز عدد المشاركين حضورياً وعبر الإنترنت 21,795 شخصاً.

أما مزاد الهجن، فقد شهد توسعاً ملحوظاً، محققاً مبيعات بقيمة 1.7 مليون درهم، مع تعزيز عمليات التحقق من الأنساب لضمان جودة السلالات. كما سجل مزاد الخيول العربية مبيعات تجاوزت 500 ألف درهم، مؤكداً مكانة المعرض كمنصة متكاملة تجمع بين التراث والتميز التجاري.

وأكد هادي المنصوري، مالك KH Falcons، أن الصقارة ليست مجرد هواية، بل رسالة ثقافية متوارثة تعكس جوهر الهوية الوطنية، فيما استعرضت شركة جي واي آر فالكون سلالات نادرة تتراوح أسعارها بين 5,000 درهم وأكثر من مليون درهم، ونجحت في بيع 25 طائراً خلال المعرض، لتظهر كيف تحولت الصقارة من تقليد بدوي إلى صناعة عالمية متكاملة تعتمد أحدث أساليب التربية والتدريب.

معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية

300 شاعر و 350 عملاً فنياً

شهدت فعاليات المعرض حضوراً قوياً للفنون والثقافة، حيث شارك أكثر من 300 شاعر من الإمارات والدول العربية، قدّموا قصائد تناولت قيم الفروسية والشجاعة وعراقة التراث الإماراتي، في أمسيات شعرية حظيت بإقبال جماهيري كبير من مختلف الفئات العمرية.

كما أُقيمت أكثر من 20 عرضاً فنياً تراثياً شملت العيالة، الرزفة، الفنون الشعبية والعروض الموسيقية التي جسدت روح الهوية الوطنية الإماراتية، بما أتاح للزوار فرصة الاستمتاع بتجربة ثقافية غنية ومتكاملة.

لم يقتصر المعرض على عرض الأنشطة التراثية فقط، بل أتاح للزوار الانغماس في أجواء فنية تفاعلية، حيث تم تنظيم ورش عمل تفاعلية لتعليم الأطفال والشباب أساسيات الفنون التقليدية، مثل صناعة الأدوات التراثية، التعرف على الموسيقى الشعبية، وتقنيات الأداء الفني التقليدي، مما ساهم في نقل المعرفة الثقافية للأجيال الجديدة.

كما استضاف المعرض معارض فنية تضم 350 عملاً فنياً من 50 فناناً وفنانة، قدموا من خلالها أعمالاً تمثل مختلف المدارس الفنية المحلية والإقليمية، وعكست التنوع الثقافي الإماراتي والقدرة على المزج بين التراث والابتكار.

وعبر هذه الأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة، تمكن المعرض من تعزيز تجربة الزوار بشكل شامل، مؤكداً أن الهوية الإماراتية لا تنحصر في الرياضات التراثية والفروسية فقط، بل تشمل الأدب والفنون، وتساهم في ترسيخ الانتماء الوطني ونقل الثقافة والتراث للأجيال الجديدة، في منصة تجمع بين المتعة والمعرفة، وترسخ مكانة أبوظبي مركزاً ثقافياً عالمياً.

معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية

50 فعالية بيطرية للسلامة الحيوانية

خصص المعرض مساحة واسعة للجانب البيطري والصحي، حيث تم تنظيم أكثر من 50 فعالية ما بين ورش توعوية، محاضرات، وجلسات تدريبية تناولت سبل رعاية الصقور، الخيول، والإبل، إضافة إلى أحدث طرق الكشف المبكر عن الأمراض والوقاية منها. وقدمت الهيئات البيطرية المشاركة أحدث الابتكارات في مجالات الأدوية والتجهيزات الطبية، مما أسهم في رفع مستوى الوعي وتعزيز مفهوم الرفق بالحيوان.

برز حضور المؤسسات والشركات المتخصصة في الطب البيطري والصحة الحيوانية، وأبرزها المجموعة العلمية المتقدمة، التي تأسست عام 1990 وتعتبر مركزاً بحثياً متقدماً في الخليج، حيث تتعامل مع نحو 1,200 حالة حمل سنوياً باستخدام أحدث تقنيات نقل الأجنة، الاستنساخ، والفحص الجيني للهجن.

كما تقدم المجموعة خدمات تحليل العقم والاستشارات الغذائية، أبحاث الخلايا الجذعية، وبنك جينات لحفظ السلالات، لتأمين استدامة الأنواع المحلية والحفاظ على الصفات الوراثية الفريدة للهجن والخيول العربية. وشهد المعرض حضور شركات أخرى متخصصة في العناية البيطرية للخيول والصقور، حيث عرضت معدات حديثة للفحص الصحي والطفيليات، وورش عمل تعليمية لأطباء البيطرة حول أفضل الممارسات في صيانة صحة الحيوانات وإدارة الأعلاف بطرق مستدامة وفعالة.

معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية

 100 مدرب و 70 عرضا للفروسية

حظي قطاع الخيول والفروسية في المعرض باهتمام بالغ، حيث شارك أكثر من 100 مدرب خيول من مختلف الإمارات والدول العربية والعالمية، قدموا خبراتهم في تدريب وترويض الخيول العربية الأصيلة والفريزيان الأوروبية، بما يعكس الاحترافية العالية والاهتمام بالتقاليد الإماراتية الأصيلة في مجال الفروسية.

وامتدت عروض الفروسية لتشمل 70 عرضاً حيّاً تميزت بالدقة والمهارة، من استعراضات القدرة والتحكم، عروض الطلق الحر، عروض جماعية للفروسية التقليدية، وجلسات تفاعلية مع الزوار للتعرف على لغة الخيول وإشاراتها السلوكية.

كما نظمت مسابقة مدربي الخيول الإماراتيين بمشاركة 64 مدرباً، حيث تم تقييمهم وفق معايير دقيقة تشمل السيطرة على الخيول، اللياقة البدنية، المهارات الفنية، والزي التقليدي، مع تكريم الفائزين الذين جسدوا الأصالة والإبداع في هذا المجال. وقد شكلت هذه الفعالية منصة للتبادل المعرفي بين المدربين، وتشجيع تبني أحدث أساليب التدريب مع الحفاظ على القيم التراثية، فضلاً عن تسليط الضوء على التطورات الحديثة في مجال التربية والعناية بالخيول.

معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية

 21,795 مشاركا في 200 مبادرة وورشة

استمر المعرض في تقديم برامج تعليمية وتثقيفية غير مسبوقة عبر حوالي 200 مبادرة وورشة عمل ضمن منصة المعرفة، بمشاركة 21,795 زائراً حضورياً وعبر المنصات الرقمية، شملت الأطفال، الشباب، العائلات، والهواة من مختلف أنحاء الإمارات والعالم. وقد ركّزت هذه الورش على الدمج بين التعلم التفاعلي والترفيه، مع تقديم محتوى عملي عن الصقارة، الفروسية، والبيئة الإماراتية.

وشملت الورش برامج تفاعلية للأطفال مثل “رحلتي في الصحراء: كتاب تفاعلي” و”الوجوه البرية: صمّم قناع حيوانك”، إضافة إلى جلسات قصصية مثل “فرسان الأرض” وفعالية “مغامرات منصور” المستوحاة من البيئة الإماراتية، لتعريف الأطفال بالتراث البيئي والثقافي بطريقة ممتعة.

كما تم تنظيم زيارات تعليمية لآلاف الطلاب لتعريفهم بأساليب الحفاظ على التراث الإماراتي، وتقديم تجربة مباشرة مع الصقور، الإبل، والخيول، ما عزز من فهمهم للبيئة والقيم الثقافية.

وأضيفت 11 ميزة جديدة هذا العام لتعزيز التجربة، مثل قرية الصقار الصغير لتعليم تقنيات التعامل مع الصقور، ومنطقة تعليم سنع المجلس الإماراتي التي عرّفت الأطفال على آداب الضيافة وصناعة أدوات الصقارة التقليدية. كما أتاح المعرض للزوار التعرف على الضيافة الإماراتية، التربية الإيجابية، والذكاء الاجتماعي من خلال ورش تفاعلية وجلسات عملية، ما جعل منصة المعرفة قلب التجربة التعليمية والثقافية للمعرض، مع تحقيق توازن بين التراث، البيئة، والابتكار المعرفي.

معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية

3 تجارب مبتكرة في السياحة البيئية

أولى المعرض اهتماماً كبيراً بمجال السياحة البيئية وحماية البيئة، حيث حرص على تقديم تجارب مبتكرة للزوار تجمع بين التراث والاستدامة. شاركت شركات من ثلاث دول «الإمارات، جنوب أفريقيا، وبوتسوانا»، مقدمة رحلات سفاري وأنشطة صيد مستدامة، بالإضافة إلى أحدث معدات التخييم والرحلات، ما منح الزوار تجربة متكاملة تجمع بين الترفيه والمعرفة البيئية.

قدمت شركات مثل كاراكال أسلحة وتصاميم إماراتية مبتكرة، إلى جانب أدوات صيد ورماية حديثة، مما أتاح للزوار التعرف على التوازن بين الحفاظ على التراث وتبني التكنولوجيا الحديثة. كما اشتملت الفعاليات على أنشطة تفاعلية للأطفال والعائلات، مثل مراقبة الطيور، صيد الأسماك بطريقة مستدامة، ورصد الحياة البرية، مع التركيز على أساليب التعامل مع الطبيعة بحرفية وأمان.

وشهد المعرض أيضاً جلسات حوارية وورش عمل تعليمية حول أهمية الصيد المستدام، حماية المواطن الطبيعية للكائنات البرية والبحرية، واستخدام المعدات الحديثة بأمان. وقد ساهمت هذه المبادرات في رفع مستوى الوعي البيئي لدى جميع الزوار من مختلف الأعمار، وجعلت المعرض منصة تعليمية وترفيهية متكاملة تجمع بين التراث، البيئة، والابتكار، مؤكدة دور أبوظبي الرائد في تطوير السياحة البيئية وتعزيز مفهوم الاستدامة على مستوى المنطقة.

معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية

«9.2 %» نسبة النمو في عدد الزائرين

الإقبال الجماهيري الضخم كان أحد أبرز ملامح النجاح لهذه الدورة، حيث سجّل المعرض حضور 379,572 زائراً، أي بزيادة نسبتها 9.2% مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يعكس المكانة المرموقة للمعرض كحدث استثنائي يجذب العائلات والشباب والمهتمين بالتراث والفنون والثقافة من مختلف أنحاء العالم.

وتنوعت أنشطة الزوار بين حضور العروض الحية للخيول الأصيلة، المشاركة في ورش الصقارة العملية، التعرف على أساليب تربية الطيور وطرق صيد الصقور التقليدية، وفهم العلاقة بين الإنسان والطير عبر ورش تفاعلية للأطفال والكبار على حد سواء. كما حرص المعرض على إبراز الفنون والحرف اليدوية، عبر أجنحة تعرض أعمالاً فنية أصيلة، وورش تعليمية للتعرف على تقنيات الخط العربي، الحياكة التقليدية، وصناعة الأدوات التراثية، ما أتاح تجربة تعليمية غنية ومتنوعة.

إلى جانب ذلك، استمتع الزوار بمشاهدة مزادات الصقور والإبل، والتي جذبت اهتمام جمهور واسع من الهواة والمزايدين المحترفين، فضلاً عن مشاركات من خارج الدولة، ما يشير إلى النجاح العالمي للمعرض كمنصة للترويج السياحي والاقتصادي للثقافة الإماراتية. وقد شكل حضور العائلات بشكل كبير مؤشراً على نجاح المعرض في توفير بيئة تعليمية وترفيهية متكاملة للأطفال، حيث دمج بين التعلم واللعب، وعزز تقدير الأجيال الجديدة للتراث الإماراتي الأصيل.

معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية

2026..تطلعات المستقبل

تعود النسخة القادمة من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية في 29 أغسطس 2026 إلى مركز أدنيك أبوظبي، حاملة معها تطلعات أكبر لاستعراض التراث العريق للمنطقة، وتقديم أحدث الابتكارات في مجالات الصيد والفروسية، وتعزيز التعاون الدولي وتوسيع نطاق الشراكات العالمية.

من المتوقع أن تتضمن النسخة المقبلة برامج أكثر تنوعاً، مع مشاركة أوسع من العارضين الدوليين، بالإضافة إلى تجارب غنية ومُلهمة تلبي تطلعات جميع الفئات العمرية، مع التركيز على تعزيز السياحة البيئية، الفنون والثقافة، التدريب العملي للأطفال، والحفاظ على التراث الإماراتي من خلال تجارب تعليمية تفاعلية، بالإضافة إلى تنظيم مزادات متقدمة للصقور والخيول والهجن، تعكس ارتفاع مستوى الاحترافية في هذه القطاعات.

وأكدت مجموعة أدنيك التزامها المستمر بتطوير هذا الحدث الدولي من خلال توسيع نطاقه، تنويع برامجه، وتعزيز مشاركة المجتمع المحلي والدولي، مما يعكس روح الشراكة والتكامل بين القطاعين العام والخاص، ويعزز مكانة المعرض بوصفه منصة عالمية رائدة في مجال التراث والثقافة والاستدامة، وسفيراً يعكس عمق التراث الإماراتي ورؤيته المستقبلية الطموحة.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى