اسعار واسواق

وسط حالة الاحتجاجات.. مرصد الأزهر يدين وضع رؤوس الخنازير أمام مساجد باريس


أعرب مرصد الأزهر لمكافحة التطرف عن إدانته الشديدة لسلسلة الاعتداءات العنصرية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس وضواحيها، والمتمثلة في وضع رؤوس خنازير أمام تسعة مساجد، واصفًا إياها بأنها جرائم خطيرة تهدد السلم المجتمعي وتستهدف بشكل مباشر الجالية المسلمة.

وقد عُثر على هذه الرؤوس أمام مساجد في الدوائر العشرين والخامسة عشرة والثامنة عشرة بالعاصمة، إلى جانب مساجد في ضواحي مونتروج، مونتروي، ومالاكوف. وأثار الحادث استنكارًا واسعًا داخل الأوساط السياسية والدينية، حيث أكدت السلطات الفرنسية فتح تحقيق عاجل في القضية وإحالة الملف إلى القضاء، بينما وصف لوران نونيز، محافظ شرطة باريس، هذه الأفعال بأنها “بشعة ومرفوضة”، مشددًا على أن الجهود مستمرة لكشف هوية الجناة.

ووفقًا للصحف الفرنسية، التقطت كاميرات المراقبة شخصًا يُعتقد أنه من أصول أوروبية، وهو يقوم بإلقاء الرؤوس أمام أحد المساجد، دون أن تُرصد آثار دماء في المكان، ما يرجّح أن مصدرها مسالخ أو مجازر. وقد عبّر وزير الداخلية برونو ريتايو عن “استيائه الشديد” واصفًا هذه الأفعال بـ”الجبانة”، فيما أكدت آن هيدالغو، عمدة باريس، أن الملف أُحيل إلى القضاء للتحقيق تحت بند التحريض على الكراهية والتمييز الديني.

كما أدان شمس الدين حفيظ، عميد مسجد باريس الكبير، هذه الاعتداءات معتبرًا إياها “مرحلة جديدة وحزينة في تصاعد الكراهية ضد المسلمين”، محذرًا من أنها تهدف إلى تقسيم المجتمع الفرنسي وزرع الفتنة بين مكوناته.

وتأتي هذه الحوادث في وقت يزداد فيه معدل الإسلاموفوبيا في فرنسا بشكل مقلق، إذ وثّق “التحالف الأوروبي ضد الإسلاموفوبيا” نحو 1037 حادثة خلال عام 2024، بزيادة قدرها 25% عن العام الذي سبقه. كما سبق أن وُضعت أجزاء خنزير أمام مسجد بمدينة سانت أومر في مارس 2024.

وفي بيانه، شدد مرصد الأزهر على أن مثل هذه الجرائم لا يمكن اعتبارها مجرد تصرفات فردية، بل هي محاولات منظمة لتقويض التماسك الاجتماعي وزرع الشك والكراهية، مطالبًا السلطات الفرنسية باتخاذ إجراءات رادعة لمواجهة هذه الممارسات التي تُعد من أخطر التحديات على استقرار المجتمعات.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى