آخر أخبار غزة.. الأبراج تنهار والعملية البرية «على الأبواب»

حين تسقط الأبراج في مدينة غزة، لا ينهار الحجر وحده، بل تسقط معه ذكريات تتناثر تفاصيلها بين نزوح ودمار.
ومع استمرار هذا المشهد، يستعد الجيش الإسرائيلي لعملية برية وشيكة قد تفتح فصلا أشد قسوة في المدينة التي يقطنها أكثر من مليون فلسطيني.
وأمس الأحد، قصف الجيش الإسرائيلي عددا من الأبراج الشاهقة في مدينة غزة، بعد تحذير السكان بمغادرة عدة أحياء، في أحدث جولة من التدمير منذ أن أمرت تل أبيب بإخلاء المدينة بالكامل.
بدا أن هجوم إسرائيل على مدينة غزة يتسارع، حيث أصدر الجيش أوامر إخلاء لعدة أبراج في المدينة خلال ساعات قليلة من صباح الأحد.
وتأتي هذه الضربات قبيل اجتماع دعا إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمناقشة الجهود المبذولة لتجنب إيذاء الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة عند قيام الجيش بعملية برية مخطط لها للسيطرة على مدينة غزة، بحسب ما طالعته “العين الإخبارية” في “سي إن إن” الأمريكية.
ونقلت الشبكة الأمريكية عن مصدر مطلع- لم تسمه- أن اجتماع يوم الخميس سيحضره وزيرا الخارجية والدفاع الإسرائيليان، بالإضافة إلى قيادة الجيش والأجهزة الأمنية.
ويُعتقد أن حوالي 20 رهينة ما زالوا على قيد الحياة في القطاع، ويُعتقد أن بعضهم موجود في مدينة غزة.
العملية البرية “تقترب جدا”
وصرح مسؤولان إسرائيليان لشبكة “سي إن إن”، أن العملية العسكرية البرية الإسرائيلية في مدينة غزة من المقرر أن تبدأ في الأيام المقبلة.
وقال أحد المسؤولين: “إنها تقترب جدا”، بينما لفت الثاني إلى أنها قد تبدأ يوم الإثنين.
والدمار يلحق بمباني الأمم المتحدة أيضا
وأعلن المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في بيان، أن ما لا يقل عن 10 مبان تابعة للأمم المتحدة قد تضررت في مدينة غزة خلال الأيام الأربعة الماضية.
وأشار المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني إلى أنه “لا مكان آمن في غزة” و”لا أحد آمن” في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية “المكثفة” على المدينة وشمال غزة.
وأضاف لازاريني أن المباني العشرة تضم سبع مدارس وعيادتين “تُستخدم كملاجئ لآلاف النازحين”.
أبراج تحت القصف
واستُهدف برج الكوثر، وهو مبنى من 11 طابقا يقع بالقرب من ميناء غزة، يوم الأحد، وهو واحد من عدة أبراج سكنية دُمرت أو لحقت بها أضرار جسيمة جراء الغارات الإسرائيلية منذ أن وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته في مدينة غزة في وقت سابق من هذا الشهر، وأمر ما يقرب من مليون شخص في المنطقة بالتوجه جنوبا.
وبرر الجيش استهدافه للبرج، بأن أن “حماس استخدمته لمراقبة تحركات القوات الإسرائيلية في المنطقة”.
بعد ساعات، وبعد نشر الجيش الإسرائيلي تحذيرا آخر على منصة “إكس”قُصف مبنى متعدد الطوابق في مدينة غزة، لكن لم يُهدم.
ويقع هذا المبنى الشاهق، المعروف باسم برج مهنا، في حي تل الهوى.
وتعرض مبنى آخر في الجامعة الإسلامية بغزة لقصف وتدمير بعدة صواريخ، وفقا لصور وفيديوهات من موقع الحادث.
ونشر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، فيديو للضربات التي استهدفت المبنى المكون من ستة طوابق على حسابه في “إكس”، قائلا: “الجامعة الإسلامية في غزة تشتعل. نقضي على مصادر التحريض والإرهاب”.
والفاتورة ثقيلة في النزوح والأرواح
وقبل أيام، أعلن الدفاع المدني في غزة، أن أكثر من 50 ألف فلسطيني أصبحوا بلا مأوى بعد أن كثف الجيش الإسرائيلي عملياته في المدينة خلال الأسبوع الماضي.
ودمرت القوات الإسرائيلية أكثر من 130 مبنى سكنيا في أكبر مدن القطاع خلال الفترة نفسها، وفقا للدفاع المدني.
فيما سجلت شبكة “سي إن إن” تدمير ما لا يقل عن اثني عشر مبنى شاهقا في وسط غزة منذ 5 سبتمبر/أيلول الجاري.
في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أن 64,871 شخصا قتلوا في القطاع منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأن 164,610 آخرين أصيبوا.
جاء تصعيد إسرائيل لهجومها على مدينة غزة بالتزامن مع وصول وزير الخارجية الأمريكي إلى البلاد لإجراء مناقشات حول الحرب والرهائن.
ويوم الأحد، زار روبيو الحائط الغربي في البلدة القديمة بالقدس برفقة نتنياهو والسفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي.
ومن المقرر أن يلتقي روبيو رسميا بنتنياهو، اليوم الإثنين. ومن المتوقع أن يطرح الأخير مع وزير الخارجية الأمريكي خطط حكومته المحتملة لضم الضفة الغربية، بحسب ثلاثة مصادر إسرائيلية.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز