«الأمن الجماعي عنوان المرحلة».. خبيران يؤكدان أهمية «رسالة» قمة الدوحة

“رسالة سياسية” مهمة أطلقتها القمة العربية الإسلامية في قطر بعد العدوان الإسرائيلي على الدوحة.
الرسالة مفادها أن “الأمن الجماعي بات عنوان المرحلة” في ظل إدراك للمخاطر التي باتت تحدق بالمنطقة جراء الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية، وفقا لخبيرين استطلعت “العين الإخبارية” آراءهما.
وعقدت في الدوحة اليوم الإثنين قمة طارئة في أعقاب العدوان الإسرائيلي، توحدت خلالها أصوات القادة والزعماء العرب والمسلمين وممثليهم، حول رفض الانتهاكات الإسرائيلية، والتأكيد على أن السيادة الوطنية والأمن الإقليمي خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
واختتمت القمة بإعلان الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري اعتماد بيان ختامي، أدان العدوان الإسرائيلي، وأكد الرفض القاطع لمحاولات تبريره تحت أي ذريعة كانت.
ورحب البيان بصدور قرار مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بشأن “الرؤية المشتركة للأمن والتعاون في المنطقة”، والتأكيد في هذا السياق على مفهوم الأمن الجماعي والمصير المشترك للدول العربية والإسلامية، وضرورة الاصطفاف لمواجهة التحديات والتهديدات المشتركة، وأهمية البدء في وضع الآليات التنفيذية اللازمة لذلك.
وقال الخبير السياسي الأردني الدكتور منذر الحوارات في حديث لـ”العين الإخبارية” إن القمة أطلقت رسالة سياسية مهمة مفادها أن “المنطقة ما زالت حاضرة ولم تمت”.
وأكد أهمية التضامن الجماعي مع قطر ورفض الاعتداءات الإسرائيلية على الدول العربية، مشددا على أن دول المنطقة أدركت أن “أمنها الجماعي في خطر لذلك بات هذا الأمر عنوان المرحلة في ظل التطورات الحالية”.
وشدد على أهمية إعلان موقف سياسي من الانتهاكات الإسرائيلية، لافتا بشكل خاص إلى الرسالة التي أطلقها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عندما حذر الشعب الإسرائيلي من أن ممارسات حكومته تمثل خطرا على منظومة السلام بالمنطقة “ما يعني أنه يعلن بوضوح أنه لا يريد أن يتعامل مع هذه الحكومة”.
وأضاف “الحديث عن الامن الجماعي طغى على كلمات الزعماء والمسؤولين انطلاقا من الإدراك العميق بالخطر، حتى إن لم تكن هناك آليات تنفيذية لحماية الأمن الجماعي الآن، إلا أن الإجماع على إدارك هذا الخطر مهم ويؤدي في مرحلة لاحقة إلى الوصول لآليات تنفيذية”، وهو أمر ورد في البيان الختامي للقمة.
وتابع “القمة بعثت رسالة سياسية لأمريكا بأن المنطقة لم تمت وما زالت حاضرة وتدرك بشكل واضح المخاطر التي تحيق بها”.
من جهته، أكد الدكتور إسماعيل ترك، أستاذ العلوم السياسية المصري، أن البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية الطارئة جاء معبرًا بوضوح عن مواقف القادة والزعماء في كلماتهم.
وأشار ترك في حديث لـ”العين الإخبارية” إلى أن القمة لم تقتصر على البيانات السياسية فحسب، بل تضمنت أيضًا تأكيدًا على أهمية “تطوير منظومة الأمن الجماعي، بما يسمح باتخاذ إجراءات منسقة لردع أي عدوان مستقبلي وحماية أمن وسيادة الدول العربية”.
وأضاف أن “أبرز رسائل الردع تمثلت في حجم الحضور العربي والإسلامي السريع، الذي عكس وحدة الموقف وخطورة اللحظة التاريخية”، لافتا إلى أن كلمة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني كانت من أبرز كلمات القمة، حيث كشف بشكل صريح عن حقيقة السياسات الإسرائيلية.
ولفت أيضا إلى أن كلمة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي التي حملت رسائل مهمة، أبرزها التحذير من تهديد اتفاقية السلام القائمة وتقويض مسار التطبيع الذي كانت تسعى إليه إسرائيل.
وأوضح أن كلمات القادة الآخرين حملت أيضا رسائل واضحة بضرورة اتخاذ إجراءات عملية على الأرض لمواجهة العدوان والغطرسة الإسرائيلية.
وخلص إلى أن “القمة شكلت موقفاً موحداً لإدانة العدوان، ودعوة لاستمرار الجهود الدولية لوقف التهجير القسري في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، وتمهيد الطريق أمام الدولة الفلسطينية المستقلة”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز