اسعار واسواق

معركة أوكرانيا تكتب درس التكنولوجيا.. وأوروبا تقرأ خريطة الحروب القادمة


اعتبر محللون أن أوروبا تمتلك البنية الصناعية والمواهب التكنولوجية، لكنها ما زالت بحاجة إلى الإرادة السياسية والمرونة الاستراتيجية. فالأقمار الصناعية والطائرات المسيّرة والذكاء الاصطناعي لن تكسب الحروب وحدها، لكنها بلا شك مفاتيح النصر في ساحات المعارك الحد

التحليل الذي نشره موقع يوراكتيف كتبه ويل مارشال، وهو عالم سابق في وكالة ناسا، ومؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “بلانت” (Planet) الرائدة في مجال رصد الأرض ومقرها كاليفورنيا.

وأوضح مارشال أن ملامح ساحة المعركة الحديثة باتت واضحة رغم غموض فرص السلام في أوكرانيا: ساحة موزعة، رقمية، تقودها المعلومات. الحرب الروسية الأوكرانية، التي دخلت عامها الثالث، لم تكشف فقط تحديات الصراع التقليدي، بل أطلقت أيضًا ثورة في مفهوم القتال قادتها أوكرانيا بالضرورة والابتكار.

ورغم التفوق العددي الكبير للقوات الروسية – الذي يصل إلى سبعة أضعاف في بعض الجبهات – تمكنت أوكرانيا عبر استخدام متقدم للتقنيات الحديثة مثل الأقمار الصناعية والطائرات المسيّرة والذكاء الاصطناعي من تغيير قواعد اللعبة.

وفي سابقة هي الأولى من نوعها، استطاعت دولة بلا بحرية تقليدية تحقيق تفوق بحري، مستهدفة أسطول البحر الأسود الروسي وإجباره على الانسحاب من قاعدته التاريخية في سيفاستوبول.

وأشار مارشال إلى أن أوروبا تراقب وتتعلم. ففي يوليو/تموز الماضي، اقترحت المفوضية الأوروبية تخصيص 131 مليار يورو لبرامج الدفاع والفضاء ضمن ميزانيتها المقبلة، أي ما يعادل خمسة أضعاف المخصصات السابقة.

ويدعم قانون الفضاء الأوروبي هذا التوجه، إذ يهدف إلى تعزيز قدرات القارة في الفضاء، وحماية بنيتها التحتية السيبرانية، ودعم الابتكار المستدام.

من جانبها، أدرجت بريطانيا الفضاء كعنصر أساسي في مراجعتها الاستراتيجية الدفاعية، ما يعكس وعيًا متزايدًا لدى شركاء الناتو بأهمية هذا المجال. ومع امتلاك أوروبا لقاعدة صناعية قوية في مجالات الطيران والذكاء الاصطناعي والفضاء، فإنها مؤهلة لتبني هذه التحولات بفاعلية.

ويرى الكاتب أن مفتاح هذه النقلة النوعية يكمن في تسريع عمليات الشراء والتكيف السريع مع التكنولوجيا التجارية. فعلى سبيل المثال، اشترى حلف الناتو مؤخرًا بيانات أقمار صناعية وأدوات تحليل مدعومة بالذكاء الاصطناعي لمراقبة الأنشطة الروسية على امتداد حدود تتجاوز 2,400 كيلومتر.

وما يلفت النظر في هذه العملية هو السرعة: بدأت في مارس/آذار، وبحلول قمة الحلف في يونيو/حزيران، كانت البيانات جاهزة.

هذه الأدوات ليست بديلا كاملا للأنظمة التقليدية، لكنها تسمح بردود أسرع وتبنى في شهور بدلا من سنوات، وبتكلفة ملايين لا مليارات.

فأوروبا لا تحتاج إلى إعادة بناء ترسانة شبيهة بعصر الحرب الباردة، بل إلى فكر جديد يركز على النتائج: الوعي بالوضع، سرعة اتخاذ القرار، الدقة، والقدرة على البقاء.

ولتحقيق ذلك، يتعين على أوروبا تبني نموذج استثماري مرن في قطاع الدفاع، قائم على التعاون مع الشركات التجارية الناشئة في مجالات الذكاء الاصطناعي والطائرات دون طيار وتقنيات الفضاء. فالكثير من الأدوات التي استخدمتها أوكرانيا كانت تجارية بالأساس وتم تكييفها عسكريًا بسرعة.

كما يجب أن يتحول التخطيط الدفاعي من كونه قائمًا على المواصفات التقنية إلى كونه قائمًا على القدرات المطلوبة. فبدلًا من تحديد كيفية عمل الطائرة المسيّرة، يُحدد الهدف – مثل المراقبة المستمرة – وتُترك للشركات حرية تقديم الحلول الأمثل لتحقيقه.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى