اسعار واسواق

الأسواق تترقب قرار الفيدرالي.. بين ضغوط التضخم وآمال التحفيز


يتجه أنظار المستثمرين حول العالم إلى قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي المرتقب بعد غد في 17 سبتمبر/أيلول الجاري.

وذلك وسط توقعات واسعة بأن يُقدم البنك المركزي على خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية. وبينما قد يثير هذا القرار تقلبات قصيرة الأجل في الأسواق، إلا أنه يُنظر إليه كخطوة قد تعزز من أداء الأصول عالية المخاطر على المدى الطويل.

وتأتي هذه التوقعات في ظل بيانات اقتصادية مختلطة. حيث أظهرت أحدث تقارير التضخم الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل الأمريكي ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) بنسبة 0.4% في أغسطس/آب، ما رفع معدل التضخم السنوي إلى 2.9%، مقارنة بـ2.7% في يوليو/تموز. وارتفع التضخم الأساسي (Core CPI) بنسبة 0.3%، في استمرار لنمطه التصاعدي خلال الأشهر الأخيرة.

في المقابل، أظهر مؤشر أسعار المنتجين (PPI) تباطؤًا طفيفًا، حيث تراجع بنسبة 0.1% في أغسطس/آب، لكنه ظل أعلى بـ2.6% مقارنة بالعام الماضي، في حين ارتفع المعدل الأساسي بنسبة 2.8%، وهو أعلى مستوى له منذ مارس/أذار.

سوق العمل يظهر بوادر التراجع

وأظهر سوق العمل الأمريكي أيضًا إشارات تباطؤ إضافي، حيث لم يزد عدد الوظائف غير الزراعية سوى بـ22 ألف وظيفة في أغسطس/آب. وفقدت الحكومة الفيدرالية وقطاع الطاقة وظائف، فيما كانت الزيادات مقتصرة على الرعاية الصحية. كما ثبت معدل البطالة عند 4.3%، ولم يتغير معدل المشاركة في القوى العاملة عند 62.3%.

وتعززت إشارات التباطؤ بعد مراجعة بيانات يونيو/حزيران ويوليو/تموز والتي أظهرت أن نمو الوظائف كان أضعف من التقديرات السابقة. رغم ذلك، لا تزال الأجور تنمو بنسبة 3.7% سنويًا، مما يعكس استمرار الضغوط التضخمية.

الأسواق تترقب والسيولة تتحرك

وتُظهر بيانات أسواق السندات الأمريكية أن منحنى العائد لا يزال مقلوبًا بشكل طفيف، حيث بلغ عائد سندات الخزانة لأجل عامين 3.56%، مقابل 4.07% لعشر سنوات. ووفقًا لأداة FedWatch التابعة لمجموعة CME، فإن المتداولين يرون احتمالاً بنسبة 93% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.

وفي أسواق الأسهم، سجل مؤشر S&P 500 أفضل أداء أسبوعي منذ أغسطس/آب، مغلقًا عند 6,584 نقطة، بينما حقق مؤشر ناسداك المركب خمسة إغلاقات قياسية متتالية، مدعومًا بأسهم التكنولوجيا الكبرى. في المقابل، تراجع مؤشر داو جونز قليلاً لكنه أنهى الأسبوع على مكاسب إجمالية.

من جهة أخرى، واصل الذهب والبيتكوين ارتفاعهما وسط توقعات بتراجع العوائد الحقيقية. حيث بلغ سعر الذهب 3,643 دولارًا للأونصة، مقتربًا من أعلى مستوياته التاريخية، في حين استقر سعر البيتكوين عند 115,234 دولارًا، مرتفعًا بقوة منذ بداية العام رغم ابتعاده عن ذروته المسجلة في أغسطس/آب عند 124,000 دولار.

تفاؤل طويل الأمد؟

وأشار تحليل صادر عن “Kobeissi Letter” إلى أنه في 20 حالة سابقة منذ 1980، حيث خفض الفيدرالي الفائدة عندما كان مؤشر S&P 500 قريبًا من أعلى مستوياته، ارتفع المؤشر في جميع الحالات بعد عام، بمتوسط مكاسب بلغ 14%.

ورغم احتمالية التقلبات قصيرة الأجل بعد القرار، فإن المستثمرين يراهنون على أن سياسة الفيدرالي ستعزز شهية المخاطرة، وتدعم أسعار الأصول في الأشهر المقبلة، خاصة إن تبعت الخطوة برسائل مطمئنة حول النمو والتضخم.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى