«شباك» المسيرات.. تكتيك جديد في سماء الحرب الأوكرانية
لأن الحاجة أم الاختراع، فقد فرضت التطورات المتسارعة على خط الجبهة أوكرانيا لابتكار وسائل دفاعية غير تقليدية.
على مدار أكثر من 3 سنوات من حرب أوكرانيا، أصبحت المسيرات السلاح الأكثر فتكًا مما دفع الأوكرانيين إلى ابتكار وسائل دفاعية غير تقليدية لحماية طرق الإمداد والقوات المتحركة.
ومن بين أبرز هذه الوسائل “الشباك المضادة للمسيرات” التي تغطي الطرق الحيوية قرب الجبهة لتحويلها إلى ما يشبه الأنفاق المفتوحة، لمنع المسيرات الروسية من استهداف المركبات الأوكرانية وذلك وفقا لما ذكره موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي.
وتقوم هذه الحيلة الدفاعية التي يتم تثبيتها بواسطة أعمدة مرتفعة على جانبي الطرق، باصطياد المسيرات التي تتشابك مراوحها الصغيرة في خيوط الشباك، مثلما يحدث للأسماك في شباك الصيد.
وخلال الأشهر الأخيرة، انتشرت هذه الطريقة بسرعة على الطرق الأساسية بين القرى وفي داخل بعضها، حتى عمق 10 كيلومترات خلف خطوط القتال.
وعرضت وسائل الإعلام الأوكرانية مقطع فيديو أظهر بوضوح كيف حوّل الأوكرانيون طريقًا غير محمي إلى ممر آمن نسبيًا بفضل الشباك الممتدة فوقه والذي بدونه تصبح المركبات عرضة مباشرة للهجمات الدقيقة من المسيرات الروسية.
وأوضح القائد الأوكراني أليكس إينه أن هذه الشباك فعالة بشكل عام، خاصة ضد المسيرات الروسية المزودة بكابلات ألياف ضوئية، والتي لا يمكن تعطيلها عبر وسائل الحرب الإلكترونية التقليدية حيث تكون هذه الشباك في بعض الحالات الوسيلة الوحيدة لإنقاذ حياة الجنود أثناء التنقل.
كما أن المسيرات اللاسلكية تواجه صعوبات إضافية عند محاولة الطيران عبر هذه الفجوات بسبب التضاريس الوعرة وانحدارات الأرض التي قد تعيق الاتصال.
لكن فعالية الشباك ليست مطلقة فهناك ثغرات بينها يمكن لمشغلى المسيرات المهرة استغلالها لاختراق الدفاعات.
وفي الوقت نفسه وجد الروس طرقًا للالتفاف على هذه الشباك حيث يعمل بعض مشغلي المسيرات على جعل المسيرة تهبط على جانب الطريق انتظارا لمرور المركبات الأوكرانية قبل أن تشن هجومًا مفاجئًا مما أسفر بالفعل عن تدمير بعض المركبات وفقا لاينه.
ويبرز استخدام الشباك المضادة للمسيرات والتكتيكات الروسية للتغلب عليها السباق المستمر بين كييف وموسكو لتطوير استخدام المسيرات الصغيرة والرخيصة التي باتت السلاح الأكثر تأثيرًا في الميدان.
ولم تقتصر الابتكارات على تغطية الطرق؛ فكلا الجانبين عزز مركباته المدرعة بدروع شبكية أو إضافات معدنية والتي كانت مشهدا غريبا في بداية الحرب قبل أن تصبح مألوفة الآن.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز
