هل يمكن أن يغنيك التنفس عن الطعام؟ علماء يكتشفون سر «المغذيات الهوائية»

نستنشق يوميا نحو 10 آلاف لتر من الهواء، المكون من النيتروجين والأكسجين وبخار الماء، لكن هل يمكن أن يحتوي أيضا على عناصر غذائية أساسية؟
هذا ما يطرحه باحثون من جامعة نيوكاسل في أستراليا، مؤكدين أن ما يسمونه “المغذيات الهوائية” قد يشكل مصدرًا إضافيًا لتغطية النقص الغذائي، خصوصًا في الفيتامينات والمعادن التي يعاني كثيرون من عجز فيها.
المشي على الشاطئ… جرعة فيتامين؟
وتقول الدراسة إن العيش قرب البحر أو في مناطق ريفية، أو حتى القيام بنزهات منتظمة في الهواء الطلق، قد يحسن مستويات بعض العناصر الغذائية في الجسم.
وتستشهد الأبحاث بتجربة في إيرلندا عام 2011، حيث وُجد أن الأطفال الذين يعيشون قرب شواطئ تحتوي على أعشاب بحرية ، والتي تطلق غاز اليود في الهواء، كانت مستويات اليود لديهم أعلى بكثير، ما يشير إلى أنهم يحصلون على جزء من حاجتهم عبر التنفس.
كيف يحدث ذلك؟
بعض المغذيات – مثل فيتامين D وB12 – متوفرة بالفعل في صورة بخاخات تُمتص سريعًا عبر الأوعية الدموية في الفم والأنف. ويعتقد العلماء أن استنشاق جزيئات دقيقة من الهواء قد يعمل بالطريقة نفسها.
والمصادر المحتملة لهذه “المغذيات الهوائية” قد تشمل رذاذ البحر الغني باليود، تحلل النباتات والتربة، الجزيئات المتطايرة من الطهي، بل وحتى البكتيريا النافعة في الهواء التي قد تدعم توازن ميكروبات الأمعاء.
جدل بين الخبراء
لكن الفكرة لم تلقَ ترحيبا من الجميع، إذ يقول البروفيسور توم ساندرز من جامعة كينغز كوليدج لندن: “الفكرة غير منطقية. المغذيات تأتي أساسا من الطعام، والهواء يحتوي على كميات ضئيلة جدا لا تكفي لتلبية احتياجات الجسم.”
بينما يعترف آخرون بأن امتصاص المغذيات عبر الأنف والرئتين ممكن، لكنهم يشككون في أن الهواء يحتوي على كميات مؤثرة تمنع حدوث نقص غذائي.
وعليه، فإن التنفس قد لا يحل محل الغذاء، لكنه ربما يقدم دعامة إضافية غير متوقعة للصحة، وبينما يواصل العلماء البحث في “المغذيات الهوائية”، يبقى الجدل قائما: هل الهواء النقي قد يكون أكثر من مجرد أوكسجين؟
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز