الإخوان والشماتة في الموت.. وجه «قبيح» وأيديولوجيا «فاسدة»

منذ أن أسس بنيانه على «شفا جُرُف هاوٍ»، ظهر تنظيم الإخوان ككيان هش يتستر بالدين فيما يضمر قبح الشماتة والازدواجية.
فالتنظيم الذي نصب نفسه وصيًا على الدين، محتكرا مفاهيمه ومفاتيح جنته وناره، لم يكن في جوهره سوى جماعة سياسية «متعطشة للسلطة»، اتخذت من التكفير أداة ومن الشماتة في الموت سلاحًا لتصفية الخصوم.
سلوك لم يكن «انحرافًا عابرا»، بل انعكاسا لعقيدة فاسدة تتجاوز الأيديولوجيا إلى تأليه الذات، فعبر منصاتهم وخطاباتهم، تتجلى الازدواجية بأبشع صورها.
فحين يصيب الموت خصومهم، يتعاملون معه كـ«عقاب إلهي» يستحق الاحتفاء والشماتة، أما حين يطرق بابهم، يصبح مجرد «ابتلاء» أو «قدر مكتوب».
فماذا حدث؟
بعد إعلان وفاة رئيس مصلحة السجون المصرية الأسبق اللواء حسن السوهاجي، انطلقت أبواق التنظيم، «تتشفى» في الراحل، وتطلق العديد من الاتهامات ضده.
ولم يكتف التنظيم بإطلاق أذنابه الإلكترونية للشماتة في الراحل، بل أصدر بيانا عبر جبهة تيار التغيير، مروجًا العديد من الشائعات والادعاءات ضد الراحل.
جاء موقف «الإخوان» تجاه الراحل، رغم «ما قدمه من مساعدات لعناصر التنظيم داخل السجون، سواء بترتيب الزيارات لأسر المسجونين والتجاوب مع مطالبهم خاصة فترات التريض والاطلاع في المكتبة»، بحسب تغريدة للإعلامي المصري أحمد موسى.
وتابع موسى، ساردًا بعضًا من مواقف الراحل تجاه السوهاجي، قائلا: «كان يتعامل مع الجميع وفق لوائح السجن، ولبى طلبات الكثير من سجناء الجماعة الإرهابية لعلاجهم في مستشفيات خاصة قبل التطوير الذي حدث في السنوات الماضية في مستشفيات مراكز الإصلاح والتأهيل».
فماذا تعني «شماتة» الإخوان؟
يقول منير أديب الباحث في شؤون الإسلام السياسي، في تصريحات لـ«العين الإخبارية»، إن سلوك تنظيم الإخوان يتناغم مع غيره من التنظيمات المتطرفة التي تكفر خصومها، مشيرًا إلى أنها «تعتبر الموت عقابا إلهيا لهؤلاء الخصوم، بينما إذا مات أحدهم فإنهم يعتبرون أن هذا قدر الله وقضائه وأن هذه سنة إلهية وكونية».
ازدواجية فكرية، اعتبرها أديب «فسادا أيدولوجيا لدى التنظيم»، مضيفًا: «إنه أبعد من ذلك.. إنه فساد للعقيدة التي يؤمنون بها».
وأوضح أديب، أن «شماتتهم في الخصوم والعداء هذه ليست جديدة عليهم. هم يشمتون في كل عدو»، واصفًا السلوك الإخواني بـ«القبيح»، ويدل على أن «صاحبه لا علاقة له بالدين، الذي أخذ منه ظاهره بينما ترك حقيقته».
وتابع: في الحقيقة من أراد أن يحكم على شخص أو جماعة أو تنظيم أو فكر فلينظر لهذا الشخص كيف يتعامل مع عدوه، هل يتعامل معه بتسامح ورحمة؟ هل يدعو إلى الانتقام والثار ويشمت في هذا الشخص؟ إذا كان ذلك أو إذا كانت الأخيرة فهذا يدل على قبح أفكار هذا الشخص أو قبح هذا الشخص.
موقف الإسلام
وكانت دار الإفتاء المصرية ردت في وقت سابق على حملات شماتة مماثلة للإخوان، مؤكدة أن «الموت ليس مناسبةً للشماتة ولا لتصفية الحسابات، بل مناسبة للعظة والاعتبار»، وطالبت بألا «يعين البعض نفسه خازنًا على الجنة أو النار».
وقالت دار الإفتاء إن «تعليق بعض شباب السوشيال ميديا على مصائر العباد الذين انتقلوا إلى رحمة الله تعالى ليس من صفات المؤمنين، ولا من سمات ذوي الأخلاق الكريمة، بل يزيد الأمر بعدًا عن كل نبل وكل فضيلة أن تُشْتَمَّ في التعليق رائحة الشماتة وتمني العذاب لمن مات».
وأضافت: «هذا الخُلق المذموم يختلف عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان حريصًا على نجاة جميع الناس من النار».
ووجهت رسالتها إلى الشامتين، قائلة: «إذا لم تُسعفْكَ مكارم الأخلاق على بذل الدعاء للميت والاستغفار له فلتصمت ولتعتبر، ولتتفكر في ذنوبك وما اقترفته يداك وجناه لسانك(..) نحن جنازات مؤجلة فميت الغد يشيع ميت اليوم، ورحم الله من قضى نحبه، وأسبل ستره وعافيته على من بَقِي».
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز