اسعار واسواق

تفاصيل بطاقة ترامب الذهبية.. تأشيرة فورية للعيش والعمل في أمريكا


أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأول الجمعة نسخة من “بطاقة ترامب الذهبية” التي وعدت بها إدارته منذ وقت طويل، وهي تأشيرة فورية بقيمة 1 مليون دولار للأجانب الأثرياء ليعيشوا ويعملوا في الولايات المتحدة.

وبهذا، تدخل الولايات المتحدة رسميًا عصر “الإقامة مقابل الاستثمار”.

وقال وزير التجارة هوارد لوتنيك، في اتصال لاحق مع الصحفيين، إن البطاقة الذهبية ستحل محل برامج التأشيرات الحالية EB 1 وEB 2 للأشخاص ذوي “القيمة الاستثنائية” للولايات المتحدة.

ويعني هذا أن المتقدمون المعتمدون لبطاقة “غولد كارد” سيحصلون على صفة مقيم دائم قانوني عبر فئات التأشيرات EB-1 أو EB-2، والمعروفة بتأشيرات “آينشتاين”، والمخصصة للأفراد ذوي “القدرات الاستثنائية” أو الحاصلين على درجات مهنية متقدمة.

ويُقال إن فكرة “البطاقة الذهبية” وُلدت من محادثة بين الممول جون بولسون والرئيس دونالد ترامب. وقد أثارت الفكرة جدلاً واسعًا سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، خصوصًا من ناحية العدالة.

ورافق وزير التجارة الأمريكي لوتنيك، ترامب، في المكتب البيضاوي يوم الجمعة، وقدم برنامج التأشيرة كوسيلة لزيادة الاستثمار وجلب الإيرادات للولايات المتحدة.

80 ألف بطاقة ذهبية

وأضاف أن الإدارة تتوقّع في البداية إصدار80000 بطاقة ذهبية، لكنها ستستمر في تقييم النموذج وقد تزيح تدريجيًا تأشيرات أخرى.

وأمضت الإدارة شهورًا في الإعلان التمهيدي عن البطاقة الذهبية، وأطلقت قائمة انتظار في يونيو/ حزيران للمتقدمين المهتمين.

كيف تحصل على البطاقة الذهبية للإقامة في أمريكا؟

العملية بسيطة ومباشرة: الراغبون في التقديم يمكنهم زيارة الموقع TrumpCard.Gov، والانضمام إلى قائمة الانتظار بملء استمارة قصيرة.

بمجرد استكمال التسجيل، ستتواصل إدارة خدمات الهجرة والجنسية الأمريكية (USCIS) مع المتقدّم لإجراء فحص خلفية، وسيتم إعلامه بالموافقة.

يمكن للأفراد شراء “البطاقة الذهبية” مقابل مليون دولار، والتي تمنح حاملها “الإقامة الأمريكية بسرعة قياسية”.

بطاقة ترامب الذهبية

أما الشركات التي ترعى موظفًا، فتكلفتها ستكون 2 مليون دولار، مع إمكانية نقل الرعاية لاحقًا إلى موظف آخر دون الحاجة لدفع رسوم جديدة.

ويأتي ذلك بالإضافة إلى رسوم فحص قدرها 15000 دولار.

بطاقة “ترامب البلاتينية”

بطاقة “ترامب البلاتينية”، والتي لم تُطرح رسميًا بعد، ستُكلّف 5 ملايين دولار، وتمنح حاملها حق الإقامة في الولايات المتحدة دون أن يخضع لأي ضرائب على الدخل العالمي.

هذه الفئة مصمّمة لجذب الأثرياء العالميين الذين يسعون للاستفادة من الإقامة دون الالتزام الضريبي الكامل، مما يحوّل البرنامج من مجرد إقامة إلى أداة استراتيجية ضريبية للأثرياء.

هذه البطاقة، حسب موقع الحكومة، ستكون تكلفتها 5 ملايين دولار وتتيح لحامليها البقاء حتى 270 يومًا في الولايات المتحدة دون أن تُفرض عليهم ضرائب على الدخل غير الأمريكي.

ولم يشر ترامب إليها يوم الجمعة، وقال لوتنيك للصحفيين إن هذا سيتطلب موافقة الكونغرس.

هل تمنحك البطاقة الذهبية الجنسية الأمريكية؟

رغم أن حاملي البطاقة الذهبية سيكون لديهم الحق في التقدم للحصول على الجنسية، إلا أن تصميم البرنامج يوحي بأنه يستهدف أفرادًا قد لا يندمجون بشكل كامل في المجتمع الأمريكي.

وقد أقر لوتنيك بأن حاملي البطاقة البلاتينية يمكنهم تجنّب الضرائب على الدخل الأمريكي، مما يخلق سيناريو يستفيد فيه الأثرياء من الإقامة دون المشاركة الفعلية في مسؤوليات المواطنة.

طرق غير تقليدية لجمع المال

يمثل البرنامج محاولة مبتكرة لجمع الأموال للخزانة الأمريكية، والتي تواجه دينًا وطنيًا يتجاوز 36.22 تريليون دولار، ويزداد بمعدل 4.87 مليار دولار يوميًا.

وقال لوتنيك إن البرنامج سيجمع 100 مليار دولار، وهو ما اقترح ترامب أنه يمكن استخدامه لخفض الضرائب وتسديد الدين الفيدرالي.

وقال لوتنيك: “كنا نقبل الفئة الأدنى. سنوقف ذلك. سنأخذ فقط الأشخاص الاستثنائيين في الأعلى، بدلًا من الأشخاص الذين يحاولون أخذ وظائف من الأمريكيين.”

ويمثل هذا الإعلان أحدث خطوة من خطوات حكومة ترامب لرفع الإيرادات بطرق جديدة وغالبًا غير مسبوقة.

فمنذ توليه المنصب، جمع ترامب مليارات من خلال تعريفات جديدة، واستحوذ على حصة في شركة إنتل، وطالب بـ 15٪ من عائدات إنفيديا من بيع بعض الشرائح إلى الصين، وألمح إلى أنه ينبغي أن يتقاضى جزءًا من إيرادات براءات الاختراع الجامعية.

وقال لوتنيك إن البطاقة الذهبية مشابهة لنموذج البطاقة الخضراء (الإقامة الدائمة)، وإن حاملها سيدفع الضرائب العالمية تمامًا كما لو أنه مواطن أمريكي أو مقيم دائم.

تقييد الهجرة

وتأتي البطاقة الذهبية في وقت تشدد فيه إدارة ترامب على أشكال أخرى من الهجرة — القانونية وغير القانونية.

بالإضافة إلى استهداف المهاجرين غير الموثقين، قلّصت الإدارة المسارات القانونية مثل برنامج الحالة المحمية مؤقتًا (Temporary Protected Status) واللجوء الإنساني.

كما شددت يوم الجمعة القيود على برنامج H 1B — الخاص بالعمالة ذات المهارات أو التخصص — بإضافة رسم جديد قدره 100,000 دولار لتقليل الإفراط في استخدامه.

ومثلما أن جدول ترامب الهجومي في ملف الهجرة يواجه معوقات قانونية محتملة، فالبطاقة الذهبية أيضًا قد تواجه دعاوى قضائية، حيث يُحذّر الخبراء من أن السماح للأشخاص بتجاوز طوابير الانتظار قد يُثير قضايا أمام المحاكم.

فعلى الرغم من أن القانون الأمريكي لا يصرّح صراحة ببيع التأشيرات، فإن فئتي EB-1 وEB-2 حاليًا مخصصتان فقط لأصحاب المواهب أو الدرجات العلمية المتميزة. لذا فإن إعادة تعريفها كتأشيرات “ادفع وادخل” قد تواجه تحديات قضائية فورية.

هل بيع الإقامة دون الجنسية فكرة جيدة؟

يُنظر إلى البرنامج على أنه تغيير جذري في فلسفة الإقامة الأمريكية، محوّلًا إياها من امتياز يُكتسب عبر الاستحقاق، إلى سلعة تُشترى.

وتاريخيًا، كانت الهجرة الأمريكية تستند إلى مبادئ الفرص والتنوع والجدارة.

لكن اعتماد نموذج “ادفع لتحصل على الإقامة” قد يقوّض هذه المبادئ، ويزعزع الثقة العامة في عدالة النظام، ويرسل رسالة خاطئة للعالم.

الأثر الاقتصادي المحتمل

قد يؤدي تدفّق الأثرياء إلى رفع أسعار العقارات في المناطق المرغوبة، مما يزيد من صعوبة الوصول إليها للطبقات المتوسطة والفقيرة، ويعمّق الفوارق الاقتصادية، ويزيد التوتّر الاجتماعي المتعلق بالهجرة.

ورغم وجود إجراءات للتدقيق الأمني، يخشى البعض من أن يستغل البرنامج جهات سيئة النية تسعى للتحايل أو تنفيذ أنشطة احتيالية.

لكن نجاح البرنامج سيعتمد على من تتم الموافقة عليه، وكيف يتم تقديمهم للجمهور.

وحتى الآن، لم يتم الكشف عن أسماء حاملي التأشيرات.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى