زلزال بريطاني بقوة 311 مقعدا.. «الإصلاح» يتأهب لسحق «العمال»

يستعد حزب “الإصلاح” البريطاني بقيادة نايغل فاراغ لإحداث زلزال سياسي غير مسبوق في بريطانيا.
وتشير التوقعات إلى استحواذه الحزب اليميني على مئات المقاعد على حساب حزب العمال، وفق استطلاع رأي حديث أجرته مؤسسة “يوغوف”.
الاستطلاع توقع أن يتراجع حزب العمال من 399 مقعداً حالياً إلى 144 فقط، في أسوأ نتيجة انتخابية له منذ انهياره التاريخي عام 1931، في ظل التوقعات بأن يحصد حزب الإصلاح 311 مقعداً – بفارق 15 مقعداً فقط عن الأغلبية المطلقة في مجلس العموم.
تأتي هذه التوقعات في وقت يواجه فيه رئيس الوزراء كير ستارمر واحدة من أصعب المراحل في مسيرته السياسية، وسط فضائح طالت وزراء بارزين وأضعفت ثقة الرأي العام بقيادته.
هذا المشهد فتح الباب أمام تكهنات بشأن خلافته المحتملة، إذ لمّح عمدة مانشستر الكبرى، آندي بورنهام، إلى إمكانية خوض سباق الزعامة، رغم عدم امتلاكه مقعداً برلمانياً حالياً.
صعود صاروخي للإصلاح
في المقابل، يواصل حزب الإصلاح تعزيز حضوره التنظيمي والجماهيري، معلناً تجاوز عدد أعضائه حاجز 250 ألفاً – أي أكثر من ضعف عضوية حزب المحافظين (123 ألفاً)، واقترابه من عضوية حزب العمال (309 آلاف).
فاراغ، الذي يراهن على موجة الغضب الشعبي من النخبة السياسية التقليدية، علّق قائلاً: “لقد تركنا المحافظين وراءنا، والآن نحن قادمون لهزيمة العمال”.
وفي حال تحققت هذه الأرقام، فسيكون ستارمر قد قاد الحزب إلى نتيجة أسوأ من كارثة جيريمي كوربين عام 2019، حين حصل العمال على 202 مقعد فقط. أما الآن، فيُتوقع أن يتراجعوا إلى 144 مقعداً – أي أقل من ثلث ما حققوه في انتصارهم الساحق بانتخابات يوليو/ تموز 2024 (411 مقعداً).
ومن بين أبرز الأسماء المهددة بفقدان مقاعدها: إد ميليباند، وزير أمن الطاقة، في دائرته “دونكاستر نورث”، وويس ستريتينغ، وزير الصحة، وإيفيت كوبر، وزيرة الخارجية، وليزا ناندي، وزيرة الثقافة، وبريدجيت فيليبسن، وزيرة التعليم، التي تخوض سباقاً داخلياً على منصب نائبة زعيم الحزب، وأنجيلا راينر، التي استقالت من منصب نائبة رئيس الوزراء على خلفية تحقيق ضريبي.
المحافظون في أدنى مستوياتهم
ورغم التوقعات بأن يواجه العمال خسارتهم الأكبر، إلا أن المحافظين ليسوا في حال أفضل. فيتوقع الاستطلاع أن يهبط رصيدهم إلى 45 مقعداً فقط، وهو أدنى مستوى في تاريخ الحزب، مقابل 121 مقعداً حصلوا عليها في عهد ريشي سوناك.
بهذا التراجع، يصبح المحافظون القوة الرابعة في البرلمان خلف الليبراليين الديمقراطيين الذين سيرتفع تمثيلهم إلى 78 مقعداً.
وتتجه الأنظار الآن إلى مؤتمري الحزبين الكبيرين خلال الأيام المقبلة: مؤتمر حزب العمال في ليفربول، ثم مؤتمر المحافظين في مانشستر.
ويُنتظر أن تكون هذه اللقاءات محطة حاسمة لكل من كير ستارمر وزعيمة المحافظين الجديدة، كيـمي بادنوتش، لاختبار قدرتهما على إعادة تعبئة القواعد الحزبية وكسب ثقة الناخبين قبل أن يُحسم المشهد الانتخابي.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز