اسعار واسواق

مؤتمر «العمال» البريطاني.. اختبار مصيري لزعامة ستارمر في وجه «اليمين»


بدأ حزب العمال البريطاني، الأحد، مؤتمره السنوي في مدينة ليفربول، وسط أجواء سياسية مشحونة تهدد مكانة رئيس الوزراء كير ستارمر على رأس الحكومة والحزب معاً.

ويأتي المؤتمر في لحظة مفصلية بالنسبة لستارمر، إذ يسعى إلى طمأنة قواعد حزبه المنقسمة، وإقناع البريطانيين بقدرته على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، والتصدي لصعود حزب «الإصلاح» بزعامة نايجل فاراج، الذي يمثل اليوم رأس الحربة في تحركات «أقصى اليمين» البريطاني.

  • استطلاع صادم في بريطانيا.. ستارمر عند أدنى شعبية وفاراغ يتصدر السباق
  • أبرزهم «توني بلير جيله».. 5 أسماء محتملة لقيادة «العمال» بعد ستارمر

وبعد 15 شهراً فقط من توليه منصبه، يجد ستارمر نفسه في مواجهة تدهور اقتصادي حاد ببطالة عند أعلى مستوياتها منذ 4 سنوات، وتضخم قياسي يُعدّ الأعلى أوروبياً، فضلاً عن تصاعد أرقام الهجرة غير النظامية.

هذه الملفات تُضعف ثقة الشارع البريطاني، وتمنح حزب «الإصلاح» أرضية خصبة لتصعيد خطابه الشعبوي، وفق «فرانس برس».

معركة وتحديات

وفي مقابلة مع «بي بي سي»، شدد رئيس الوزراء على ضرورة ربح المعركة ضد حزب فاراج، قائلاً: «علينا أن نهزمهم.. إنهم يريدون تمزيق هذا البلد».

وانتقد خطط «الإصلاح» الهادفة لإعادة تقييم ملفات المهاجرين النظاميين بشروط أكثر صرامة، واصفاً إياها بـ«العنصرية» و«غير الأخلاقية».

لكن التحديات لا تقتصر على الخارج، إذ يواجه ستارمر أزمة ثقة داخلية بسبب سلسلة من الفضائح والاستقالات:

  • استقالة نائبته أنجيلا راينر إثر خطأ ضريبي.
  • مغادرة عدد من مستشاريه المقربين في داونينغ ستريت.
  • إقالة السفير البريطاني لدى أمريكا بيتر ماندلسون بسبب ارتباطه برجل الأعمال الأمريكي جيفري إبستين المتهم بالاعتداء الجنسي.

هذه التطورات غذّت الانقسام داخل حزب العمال، وأعطت الذخيرة لمعارضي ستارمر الذين يتهمونه بسوء الإدارة وعدم القدرة على فرض الانضباط السياسي داخل صفوفه.

نجاحات خارجية و«إخفاق» داخلي

على الساحة الدولية، حقق ستارمر تقدماً ملموساً عبر علاقته المتينة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتنسيقه مع الاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا، إضافة إلى انفتاحه على اتفاقيات جديدة مع بروكسل، بينها مشروع يسمح بحرية تنقل العمال الشباب بعد «بريكست».

لكن هذه النجاحات لم تُترجم داخلياً، حيث فشلت إصلاحاته الاجتماعية، مثل محاولة تعديل نظام الرعاية الاجتماعية وتعليق دعم التدفئة للمتقاعدين، ما أثار غضب الشارع وأعاد إحياء الخلافات الأيديولوجية داخل الحزب.

منافسة متزايدة 

وتلوح في الأفق منافسة متزايدة على خلافة ستارمر داخل «العمال»، أبرزهم رئيس بلدية مانشستر آندي بيرنهام يبرز كأحد أبرز الطامحين، إذ دعا إلى تبني نهج أكثر يسارية وألمح إلى تلقيه دعوات من أعضاء البرلمان للترشح ضد ستارمر.

كما يُرتقب أن تُشكل انتخابات نائب رئيس الحزب في أكتوبر/تشرين الأول اختباراً جدياً لشعبيته، خصوصاً أن فوز لوسي باول سيُعتبر بمثابة «تصويت بحجب الثقة» عن رئيس الوزراء.

ومع اقتراب الانتخابات المحلية في مايو/أيار 2026، ومع تراجع نسبة التأييد الشعبي له إلى 27% بحسب استطلاعات «يوغوف»، يجد ستارمر نفسه أمام معركة بقاء حقيقية.

فبينما يسعى لعرض رؤيته لـ«التجديد الوطني»، يترسخ في أذهان كثيرين أن حزبه منقسم، وأن البدائل لقيادته باتت جاهزة داخل الصفوف.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى