اسعار واسواق

نتنياهو وترامب.. «خلاف» حول خطة غزة عشية لقاء البيت الأبيض


كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن خلافات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول خطة إنهاء الحرب على غزة.

جاء الكشف عن هذه الخلافات عشية اللقاء المرتقب يوم الإثنين في البيت الأبيض بين نتنياهو وترامب الذي قال بدوره إنه يأمل أن يسهم في الإعلان عن الاتفاق.

وبدا واضحا أن ترامب يضغط على نتنياهو من أجل القدوم إلى اجتماع الإثنين مع موافقة على الاتفاق، فقد قال الرئيس الأمريكي ترامب للقناة الـ13 الإسرائيلية إن «الأمور تسير على ما يرام»، فيما يتعلق بخطته لإنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن.

لكنّ مصدرًا في حاشية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال لهيئة البث الإسرائيلية: «لا تزال هناك خلافات في الرأي مع إدارة ترامب. ليس من المؤكد أننا سنكون قادرين على الإعلان عن اتفاقات غدا (الإثنين)».

ونقلت عن مصادر مقربة من نتنياهو قولها: «تفكيك حماس وإعادة الرهائن والتخلي عن فكرة الدولتين هي شروط لأي اتفاق. نتنياهو لم يستسلم لأوباما ولن يستسلم لأي شخص بهذه المطالب».

كما أشارت هذه المصادر إلى «فجوات كبيرة في الاتفاقية» بين الموقفين الإسرائيلي والأمريكي.

قلق إسرائيلي

أما القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية فقالت: «يشعر بنيامين نتنياهو بقلق بالغ إزاء خطة دونالد ترامب المكونة من 21 نقطة لإنهاء الحرب في غزة. على الأقل، هذا ما أبلغه نتنياهو لوزرائه».

وأضافت: «مع استعداد الرئيس ترامب لعرض الخطة على نتنياهو غدًا في البيت الأبيض، انشغل الوزراء الإسرائيليون بالسؤال التالي خلال السبت: هل فاجأ ترامب نتنياهو حقًا بهذا الاقتراح؟ أم أن بيبي (نتنياهو) يلعب لعبة واشنطن لا تمنحني خيارًا”، تمامًا كما يفعل مع السيادة (الضم) على يهودا والسامرة (الضفة الغربية)؟».

وتابعت: «في الحقيقة، من الصعب الجزم بموقف رئيس الوزراء، لكن لو كنت مكانك، لأخذت التقارير التي تُفيد بعدم قبول إسرائيل للاقتراح بحذر».

وأشارت إلى أنه «من الجدير أيضًا النظر إلى التقارير الفعلية حول محتوى الاقتراح بنظرة شك. خذ، على سبيل المثال، ادعاء صحيفة واشنطن بوست أنه، وفقًا لاقتراح البيت الأبيض، سيبدأ وقف إطلاق النار بإطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء العشرين ورفات أكثر من 20 شخصًا يُعتقد أنهم في عداد الموتى في غضون 48 ساعة». هل ستوافق حماس حقًا على إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين خلال 48 ساعة؟ هذا مستبعد، على أقل تقدير. وهل يعتقد مسؤولو ترامب حقًا أن هذا مطلب واقعي؟ إن لم يكن كذلك، فلماذا وُضع في المقترح؟”.

وقالت: “إذن، نعم، هناك الكثير من الأسئلة التي نأمل أن تُوضّح في الأيام القادمة. لكن في الوقت الحالي، دعونا نركز على الشاغلين الرئيسيين لإسرائيل: السلطة الفلسطينية ونزع سلاح حماس”.

وأضافت: “على مدار العامين الماضيين، كان نتنياهو ووزراؤه واضحين: لن تُكافئ إسرائيل السلطة الفلسطينية بعد 7 أكتوبر، ولن تلعب السلطة الفلسطينية دورًا في إدارة غزة ما بعد الحرب، مع ذلك، لا تزال مسألة مشاركة السلطة الفلسطينية، وإلى أي مدى، تساؤلات مفتوحة، وقد يكون لموقف ترامب من هذه القضية تأثير كبير على كيفية رد إسرائيل على المقترح”.

وتابعت: “ثم هناك مسألة نزع سلاح حماس. وفقًا لبعض التقارير – التي لا ينبغي قبولها ببساطة – ينص المقترح على أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من القطاع حتى تُلقي حماس سلاحها. مع ذلك، إذا كان هذا صحيحًا، فليس من الصعب تخيّل كيف يُمكن أن يُشكّل هذا عقبةً كأداءً أمام إنهاء الحرب”.

وأردفت: “من المثير للاهتمام أن القضايا المذكورة أعلاه تُمثّل أيضًا المطالب التي طرحها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على نتنياهو. لكن لديه مطلبًا آخر: السيادة الإسرائيلية على يهودا والسامرة، وعدم إقامة دولة فلسطينية.”.

وأشارت إلى أنه “في حين تبدو السيادة أهم مطلب لسموتريتش، يبقى السؤال الرئيسي لنتنياهو: هل سينفصل عن موقفه الراسخ القائل بأن السلطة الفلسطينية لن يكون لها دور في إعادة إعمار غزة؟ وبينما يُعدّ عدم منح السلطة الفلسطينية جائزةً بعد مذبحة 7 أكتوبر/تشرين الأول خطًا أحمر بالنسبة لبيبي (نتنياهو)، فقد يكون لدى الرجل (ترامب) في المكتب البيضاوي خططٌ أخرى”.

تغير المزاج في واشنطن

من جهتها، أكدت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية “تغير المزاج في واشنطن، وسيواجه نتنياهو ضغوطًا من ترامب لإنهاء حرب غزة”.

وقالت: “ستكون زيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض يوم الإثنين، حيث سيناقش خطة ترامب المكونة من 21 نقطة لغزة، رابع لقاء له هذا العام مع ترامب. لكن هذه المرة، على الأقل من الجانب الإسرائيلي، لم يُكتب السيناريو مُسبقًا”.

وأشارت إلى أنه “من المقرر أن يستمر الاجتماع حوالي ثلاث ساعات، وهو مُحدد التوقيت للسماح لرئيس الوزراء بالعودة إلى إسرائيل قبل يوم الغفران، الذي يبدأ مساء الأربعاء”.

وقالت: “سيُعقد الاجتماع على خلفية خطة سلام جديدة من 21 نقطة لإنهاء الحرب في غزة، وهي خطة تهدف أيضًا إلى بدء عملية سلام مع الفلسطينيين، كما صرّح دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى لصحيفة هآرتس. ووفقًا للتقارير، تشير الخطة أيضًا إلى إقامة دولة فلسطينية في المستقبل”.

واستدركت: “يتعارض كل ذلك مع تقييم نتنياهو للوضع ورؤيته للعالم، وهي رؤية يشاركه فيها وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر. ولكن إذا لم ينجح نتنياهو وديرمر في تبديد الضغوط العربية والإسلامية، فقد يُسهم الاجتماع في تحويل الجهود نحو إنهاء الحرب”.

عقبات

وعرضت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية ما قالت إنها الجوانب التي يعترض عليها نتنياهو في الخطة.

وقالت: “يقول نتنياهو، الذي اتهمه منتدى عائلات الرهائن والمفقودين بتخريب الصفقات مرارًا وتكرارًا، إنه لا يعتقد أن السلطة الفلسطينية قادرة على إجراء الإصلاحات اللازمة لإدارة غزة، وهي نقطة كررها في مقابلة مع قناة فوكس نيوز يوم الأحد. كما يزعم أن البند الذي يدعو إلى نزع سلاح حماس مبالغ فيه، وأن تعريف الأسلحة الهجومية غامض للغاية”.

وأضافت: “يعارض نتنياهو أيضًا السماح لأعضاء حماس بمسار للعودة إلى غزة، ويعارض بندًا يفتح فعليًا الطريق إلى دولة فلسطينية – وهو بند يعتبره بمثابة موافقة، عمليًا، على حل الدولتين. كما يُصرّ، بحسب التقارير، على تطبيق السيادة الإسرائيلية على أجزاء معينة من الضفة الغربية، وهي خطوة قال ترامب إنه لن يسمح بها بعد ضغوط دولية”.

وأردفت الصحيفة: “ليس من الواضح ما إذا كانت هذه القضايا ستُفشل الاتفاق. منذ وصوله إلى الولايات المتحدة، عقد نتنياهو ثلاثة اجتماعات مع المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف لمحاولة سد الفجوات المتبقية”.

ونقلت عن مصدر مطلع على المناقشات: “هناك خلافات حول الصياغة، وليس كل بند مقبولة لدينا، ونحاول إدخال تعديلات”.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى