50 حالة اختناق.. تسرب غازات من المصنع الكيميائي بقابس (خاص)

شهدت مدينة قابس جنوب شرق تونس موجة اختناقات جماعية دفعت السلطات إلى نقل 50 شخصا إلى المستشفى المحلي إثر تسرب غازات سامة من مصانع المجمع الكيميائي بالمنطقة الصناعية.
أكد مصدر طبي من قسم الاستعجالي بالمستشفى الجامعي في قابس تسجيل خمسين حالة اختناق بين مواطنين وتلاميذ المدرسة الإعدادية في منطقة شط السلام بمحافظة قابس جنوب شرقي تونس. وأوضح أن السبب يعود إلى تسرب غازي من إحدى وحدات الإنتاج التابعة للمجمع الكيميائي التونسي.
سلسلة متكررة من الحوادث
حادثة الاختناق الأخيرة لم تكن الأولى من نوعها هذا الشهر. فقد شهدت المحافظة ثلاث وقائع مماثلة يومي 9 و10 ثم 16 سبتمبر/أيلول الجاري في منطقة غنوش، ما يعكس استمرار أزمة التلوث الهوائي المنبعث من الوحدات الصناعية، وخاصة المجمع الكيميائي الذي يواصل إطلاق غازات خانقة تثير المخاوف.
حملة “أوقفوا التلوث” تدق ناقوس الخطر
ندد خير الدين دبية، الناشط في حملة “أوقفوا التلوث بولاية قابس”، بتردي الوضع البيئي في الجهة بسبب الوحدات الملوثة والانبعاثات الغازية. وأكد لـ”العين الإخبارية” أن الانبعاثات الغازية حولت حياة الأهالي إلى صراع يومي مع الهواء الملوث، مشيرا إلى أن نحو خمسين تلميذا أصيبوا بالاختناق في شط السلام، فيما لا يزال عشرة منهم تحت الرعاية الطبية وبعضهم يعاني من مضاعفات حركية.
إرث ثقيل منذ 1972
المجمع الكيميائي في قابس يشكل منذ تأسيسه عام 1972 مصدر تلوث واسع النطاق. فالتسربات الغازية ألحقت أضرارا بالبيئة البحرية والبرية على حد سواء، كما ارتفعت معها معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية في المنطقة. ويضخ المصنع يوميا ما يقارب 13 ألف طن من مادة “الفوسفوجبس” الناتجة عن معالجة الفوسفات القادم من قفصة، مباشرة في مياه البحر المتوسط، ما أدى إلى تدمير النظم البيئية وهجرة أنواع نادرة من الأسماك ونفوق الدلافين والسلاحف والطيور المهاجرة في خليج قابس.
محاولات لم تثمر وحقيقة مقلقة
رغم جهود السلطات التونسية في السنوات الأخيرة لإيجاد حلول تحد من مخاطر التلوث في شط السلام، إلا أن هذه المساعي لم تحقق النتيجة المرجوة. ومع استمرار الانبعاثات والضخ البحري للمخلفات الكيميائية، يبقى سكان قابس تحت وطأة تلوث طويل الأمد يهدد صحتهم ويقوض جودة حياتهم اليومية.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز