من النوم إلى الأداء العالي.. أسرار نجاح خاتم «أورا» الذكي

في السنوات الأخيرة، برزت شركة Oura Health الفنلندية كأحد أبرز اللاعبين في سوق الأجهزة القابلة للارتداء.
وتحقق ذلك بفضل منتجها المميز، خاتم ذكي يُستخدم لتعقب النوم والصحة واللياقة البدنية. ومع تزايد وعي الأفراد بأهمية النوم وجودته، أصبح الخاتم خياراً مفضلاً لدى شريحة واسعة من التنفيذيين والمشاهير وحتى الساسة، الذين يرون فيه وسيلة فعالة لتحسين أدائهم اليومي واتخاذ قرارات أكثر توازناً.
ووفقا لتقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”، فإن الشركة، التي تأسست عام 2013، أعلنت قبل أيام أنها باعت نحو 2.5 مليون جهاز خلال عام 2024 وحده، وهو رقم يمثل ما يقرب من نصف إجمالي مبيعاتها منذ انطلاقتها. وتتوقع أن تصل إيراداتها هذا العام إلى نحو مليار دولار، فيما تسعى للحصول على تقييم يقارب 11 مليار دولار في جولة التمويل الأخيرة، وفقاً لتقارير بلومبيرغ.
وتبدأ أسعار الخواتم من 350 دولاراً، بينما تبلغ رسوم الاشتراك في تطبيقها 70 دولاراً سنوياً، وهو ما يجعلها أقرب إلى خدمة متكاملة تجمع بين الأجهزة والبرمجيات والذكاء الاصطناعي.
الخاتم
والخاتم، الذي اتسم بتصميم ضخم نسبياً، أصبح علامة فارقة في أصابع شخصيات بارزة مثل مارك زوكربيرغ ومايكل ديل والممثلة غوينيث بالترو والسيناتور كوري بوكر. كما يستخدمه ديفيد ريشير، الرئيس التنفيذي لشركة “ليفت”، الذي أكد أن بيانات الخاتم دفعته لتغيير بعض عاداته مثل تقليل استهلاك الكحول والنوم لفترات أطول.
لكن رحلة أورا لم تكن خالية من التحديات. فقد أثار إعلانها عن شراكة مع وزارة الدفاع الأمريكية وشركة بالانتير المتخصصة في تحليل البيانات موجة من الانتقادات بشأن خصوصية بيانات المستخدمين. كما واجهت الشركة تساؤلات إضافية حين كشفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تعاونها مع شركات تقنية بينها أبل وغوغل وأورا في برنامج لتبادل المعلومات الصحية. وفي مواجهة ذلك، شدد المدير التنفيذي توم هيل على أن خصوصية بيانات العملاء “غير قابلة للتفاوض”، مؤكداً أن للمستخدمين الحق الكامل في حذف بياناتهم نهائياً من النظام.
هيل
وهيل، البالغ من العمر 57 عاماً، لم يكن غريباً عن المنتج قبل انضمامه إلى أورا عام 2022، إذ كان مستخدماً مقتنعاً بقدرات الخاتم. ففي مقابلاته، يشدد دوما على أن نموذج عمل الشركة يقوم على جعل الأفراد “المديرين التنفيذيين أحرص على صحتهم الشخصية”، عبر تقديم جهاز يترجم إشارات الجسم إلى بيانات دقيقة تساعدهم على اتخاذ قرارات أفضل بشأن صحتهم. ويرى أن قياس المؤشرات الحيوية من الإصبع يمنح دقة أعلى مقارنة بالأجهزة التي تُرتدى على المعصم.
ومع ذلك، تبقى المنافسة قائمة. فقد أطلقت سامسونغ خاتماً مشابهاً العام الماضي وسط ضجة إعلامية، لكن هيل يرى أن تفوق أورا يكمن في قاعدة بياناتها الهائلة التي تضم أكثر من 15 مليار ساعة من بيانات النوم، وهو ما يمنحها أفضلية يصعب تقليدها.
هل يتحول إلى هوس؟
وعلى الرغم من الإشادة، يثار سؤال آخر حول ما إذا كان تتبع الصحة قد يتحول إلى هوس غير صحي. ويؤكد هيل على أن الشركة تحرص على تجنب دفع المستخدمين إلى الإفراط في التركيز على الأرقام، إذ تتجنب إرسال إشعارات متكررة بلا معنى، وتقدم معلومات تساعد على الوعي من دون فرض سلوكيات.
وباتت ثقافة النوم أيضاً جزءاً من خطاب أورا. ووفقا ل هيل فإن المجتمع أصبح أكثر إدراكاً لأهمية النوم كعنصر أساسي للأداء الجيد. ويشير إلى أن تحسين النوم لا ينعكس فقط على الصحة بل أيضاً على جودة القرارات والعلاقات الإنسانية.
ومع التوسع الكبير للشركة، التي تضاعف عدد موظفيها تقريباً في أقل من عامين ليقترب من الألف، يعترف هيل بأن التحدي الأكبر اليوم هو الحفاظ على التواصل الفعّال داخل المؤسسة. لكنه يلمّح أيضاً إلى إمكانية إدراج الشركة في البورصة مستقبلاً، مؤكداً أنها وصلت بالفعل إلى معايير الحجم والنمو التي تؤهلها لذلك.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز