امرأة حامل قصيرة القامة.. كشف أثري مصري يروي لحظاتها الأخيرة (خاص)

كشفت دراسة أنثروبولوجية حديثة، شارك فيها باحثون مصريون وأمريكيون، عن واحدة من أندر القصص الإنسانية المدفونة في رمال مصر القديمة.
القصة التي نشرت تفاصيلها في دورية “أمريكان جورنال أوف ميديكال جينتكس”، تتعلق بهيكل عظمي لامرأة قصيرة القامة كانت حاملاً عند وفاتها، عُثر عليه في مقبرة قريبة من الأهرامات، ويرجح أنها فارقت الحياة أثناء الولادة قبل أكثر من 4000 عام.
وكشف باحثون في قسم الأنثروبولوجيا البيولوجية بالمركز القومي للبحوث خلال مؤتمر “من فك رموز حجر رشيد إلى عظام بناة الأهرام: رحلة في العلوم وكشف أسرار الحضارة المصرية”، الذي نظمه القسم، وحضرته “العين الإخبارية”، أن “فحص العظام أظهر ضيق الحوض الناتج عن حالة الأكوندروبلازيا (أكثر أشكال التقزم شيوعا)، وهو ما تسبب في عسر ولادة قاتل. وقد عُثر داخل الحوض على عظام جنين مكتمل النمو تبدو طبيعية، مما يشير إلى أن الأم توفيت في لحظة المخاض”.
وقال الباحثون إن “هذا الاكتشاف يُضاف إلى سجل طويل يوضح مكانة قصار القامة في الحضارة المصرية القديمة. فقد تم العثور من قبل على هياكل كاملة لعدد من قصار القامة البارزين، من بينهم المسؤول الرفيع بر-ني-عنخ-و الذي دُفن في مقبرة فاخرة قرب الهرم الأكبر، وتماثيله محفوظة في المتحف المصري. كما يظهر في المصادر الأثرية أسماء شخصيات أخرى مثل سنب وخنوم حتب وجيدِر، ممن شغلوا مناصب عليا وحظوا بمكانة اجتماعية مرموقة”.
وتشير الأدلة الأثرية والفنية، كما أوضح الباحثون، أن قصار القامة لم يُنظر إليهم كمعاقين، بل كانوا جزءا فاعلا من المجتمع؛ عملوا كحرفيين ومشرفين ورجال بلاط، بل ارتبط بعضهم بالقداسة، مثل المعبود بس، الذي اعتُبر حامي النساء أثناء الولادة. كما حملت النصوص المصرية القديمة دعوات لاحترامهم، ومنها حكمة أمنمؤبي في عهد أمنحتب الثالث، الذي أوصى: “لا تسخر من الأعمى ولا تستهزئ بالقزم”.
ويعكس هذا الكشف الأثري المزدوج، بين مسؤول رفيع من قصار القامة وامرأة عاملة قصيرة القامة توفيت أثناء الولادة، ثراء التراث الإنساني لمصر القديمة، ويضيف بعدا دراميا جديدا لفهم معاناة وأدوار هؤلاء الأشخاص في مجتمع عرف كيف يمنحهم الاحترام والمكانة.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز