البيت الأبيض صامت.. ومجلس الشيوخ الأمريكي عاجز أمام أزمة الإغلاق

فشل مجلس الشيوخ الأمريكي، يوم الجمعة، في تمرير خطط متنافسة لتمديد التمويل الفيدرالي وإنهاء الإغلاق الحكومي، ما يرجّح أن تمتد الأزمة حتى الأسبوع المقبل على الأقل.
وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز” أخفقت الخطة الجمهورية، التي كان مجلس النواب قد أقرها سابقًا، في الوصول إلى الحد الأدنى المطلوب وهو 60 صوتًا للمرة الرابعة، حيث انضم ثلاثة ديمقراطيين إلى الجمهوريين للتصويت بالموافقة على المضي قدمًا. في المقابل، لم ينجح أيضًا الاقتراح الديمقراطي البديل في حصد الأصوات الكافية.
ومع دخول الإغلاق الحكومي يومه الثالث، لم تظهر أي مؤشرات على قرب التوصل إلى حل داخل مجلس الشيوخ. وقال زعيم الأغلبية الجمهورية، جون ثون، قبيل التصويت، إن المجلس لن يعقد على الأرجح أي جلسات خلال عطلة نهاية الأسبوع إذا لم يتم تمرير خطة الجمهوريين.
وتنص خطة الجمهوريين على تمويل الحكومة حتى 21 نوفمبر/تشرين الثاني، بينما يتضمن المشروع الديمقراطي تمديد التمويل حتى أكتوبر/تشرين الأول المقبل مع إضافة إعفاءات ضريبية للرعاية الصحية، وهو المطلب الرئيسي للحزب الديمقراطي. ودعا القادة الجمهوريون خصومهم للتصويت على إعادة فتح الحكومة أولًا قبل الدخول في مفاوضات بشأن الرعاية الصحية، لكن تمرير مشروعهم يظل مرهونًا بأصوات الديمقراطيين.
وقال جون ثون ثون، وهو جمهوري عن ولاية ساوث داكوتا، إنه أجرى محادثة مقتضبة مع زعيم الأقلية الديمقراطية تشاك شومر خلال جلسات التصويت، لكنه توقع أن تكون النقاشات مع الأعضاء من خارج القيادة أكثر جدوى. وأضاف: “أعتقد أن الطريق إلى الأمام سيأتي من أعضاء القاعدة الراغبين بالفعل في العودة إلى مسار التخصيصات والتمويل المنتظم”.
وبينما تمسك الديمقراطيون بموقفهم الرافض لمشروع القانون الجمهوري، بدا من شبه المؤكد أن الإغلاق الحكومي سيمتد إلى الأسبوع المقبل ما لم تحدث انفراجة في اللحظات الأخيرة.
وجاءت نتيجة التصويت على مشروع القانون الجمهوري بـ54 صوتًا مقابل 44، حيث كان السيناتور راند بول الجمهوري الوحيد الذي صوّت ضده. في المقابل، أيّد المشروع كل من الديمقراطي جون فيترمان من بنسلفانيا، وكاثرين كورتيز ماستو من نيفادا، إضافة إلى المستقل أنجوس كينغ من ولاية مين، بينما لم يصوت عضوان هما الديمقراطي كريس كونز من ديلاوير والجمهوري جيري موران من كانساس.
وأظهرت النتائج أن حملة الضغط التي شنها الجمهوريون لم تنجح في استقطاب المزيد من الديمقراطيين أو المستقلين.
وفي خضم الجمود السياسي، دخل عامل جديد على المشهد بعدما أثار زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب، حكيم جيفريز، جدلًا بتصريحاته. فقد قال صباح الجمعة في مقابلة مع قناة MSNBC إن “دونالد ترامب مشمول ببرنامج حماية الشهود الرئاسي”، في إشارة إلى اختفاء الرئيس عن الأنظار خلال الأزمة.
وعندما سُئل لاحقًا عن قصده، أوضح جيفريز أن ترامب “يواصل الاختباء خلف مقاطع فيديو مُفبركة تُنتج بالذكاء الاصطناعي منذ اجتماع المكتب البيضاوي يوم الإثنين”، مضيفًا: “من الطبيعي أن يتساءل الشعب الأمريكي: ما الذي يحدث؟ لماذا لا توجد قيادة رئاسية؟”.
وأضاف جيفريز أن نائب الرئيس، فانس، عرض الحضور إلى مبنى الكابيتول، “لكننا لم نسمع شيئًا طوال الأسبوع، صمت تام من البيت الأبيض، ومن الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ، لأنهم ببساطة غير جادين. لقد أرادوا الإغلاق الحكومي”.
بهذا الفشل المتكرر، تستمر واشنطن في دوامة الشلل السياسي، وسط غياب التوافق بين الحزبين حول أولويات الإنفاق، ما يزيد المخاوف من تداعيات اقتصادية أوسع إذا طال أمد الأزمة.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز