اسعار واسواق

طوابع تشارلز وديانا.. قصة استثمار كوريا الشمالية في قصة حب ملكية


كشف أرشيف الخارجية البريطانية عن حادثة طريفة ومثيرة في آن واحد، حين حاول النظام الشيوعي في كوريا الشمالية عام 1981 تحقيق مكاسب مالية عبر إصدار طوابع تذكارية تحمل صور زفاف الأمير تشارلز وليدي ديانا.

ففي محاولة مستمرة لإنعاش اقتصادها المتدهور، لم تتردد بيونغ يانغ في خوض أنشطة تجارية مثيرة للجدل، من تهريب المخدرات إلى تزوير العملات، وفقا لصحيفة التايمز.

وتكشف الوثائق الجديدة مسعى أكثر غرابة يتنوع بين استغلال الزفاف الملكي البريطاني من أجل جني أرباح من سوق الطوابع العالمية.

وقد أظهرت ملفات وزارة الخارجية البريطانية، التي نشرتها منصة إن كيه نيوز، أن كوريا الشمالية أصدرت أربع طوابع في سبتمبر/أيلول 1981، أي بعد شهرين فقط من الزفاف الأسطوري في كاتدرائية سانت بول بلندن.

تضمنت الطوابع صوراً للأمير تشارلز وديانا داخل قصر باكنغهام وعلى شرفته، وأخرى من داخل الكاتدرائية، إحداها التقطها المصور الرسمي للزفاف اللورد ليتشفيلد، لكنها استُخدمت دون إذنه.

ويبدو أن الطوابع لم تكن مخصصة للاستخدام المحلي داخل كوريا الشمالية، بل أُنتجت خصيصاً للبيع لهواة جمع الطوابع حول العالم بأسعار مرتفعة.

وقد رصد دبلوماسي بريطاني في سفارة بلاده ببكين هذه الطوابع عندما نشرتها صحيفة ناطقة بالإنجليزية تصدرها الحكومة الكورية الشمالية، مطالبا مكتب البريد البريطاني “بالرد بإصدار مجموعة طوابع تذكارية بعنوان ديكتاتوريات العالم المسنّة تتضمن كيم إيل سونغ”.

طوابع زفاف تشارلز وديانا

وتُظهر الأرشيفات أن الدبلوماسيين البريطانيين حاولوا لاحقاً الحصول على نسخ من هذه الطوابع لإضافتها إلى المجموعة البريدية الملكية البريطانية، بوصفها تذكاراً فريداً يمكن تقديمه إلى القصر الملكي.

لكنهم اكتشفوا أن الطوابع تُباع فقط ضمن مجموعة خاصة بزفاف تشارلز وديانا لدى شركة ستانلي غيبونز البريطانية بسعر وصل إلى نحو 600 جنيه إسترليني.

وتشير تقارير إن كيه نيوز إلى أن كوريا الشمالية لم تكتف بتلك الخطوة، بل واصلت استغلال الرمزية الملكية بإصدار طوابع جديدة في الذكرى الأولى للزفاف عام 1982، وأخرى احتفاءً بميلاد الأمير ويليام وبعيد ميلاد الأميرة ديانا الحادي والعشرين في العام نفسه.

وعلى الرغم من توجيه الإعلام الرسمي في بيونغ يانغ سهام نقده عادة إلى “الإمبرياليين الأمريكيين واليابانيين”، لكنه نادراً ما يهاجم بريطانيا مباشرة، بل كانت هناك بين العائلتين محاولات متقطعة لتبادل المجاملات الدبلوماسية.

وقد دأبت كوريا الشمالية، وإن كان بشكل غير منتظم، على إرسال تهانيها في مناسبات عيد ميلاد الملكة إليزابيث الثانية، وردت الملكة عام 2021 ببرقية تهنئة بمناسبة العيد الوطني لكوريا الشمالية في ذكرى تأسيسها.

طوابع زفاف تشارلز وديانا

وبعد عامين، كرر الملك تشارلز الثالث البادرة قائلاً: “بينما يحتفل شعب جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بيومهم الوطني، أبعث بأطيب تمنياتي لمستقبلهم”.

لكن المفارقة الأبرز تكمن في أوجه الشبه غير المتوقعة بين العائلتين، بما في ذلك الصراعات الداخلية. فكما واجهت العائلة البريطانية أزمات علنية مع بعض أفرادها، عاش الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون صراعات دموية داخل عائلته.

فقد أعدم عمه تشانغ سونغ تيك رمياً بالرصاص عام 2013 بعد اتهامه بالخيانة، بينما قُتل شقيقه غير الشقيق كيم جونغ نام عام 2017 في مطار كوالالمبور بغاز أعصاب يُعتقد أن عملاء أرسلهم النظام نفذوا العملية.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى