من الكورسيه إلى مشدّات كيم كارداشيان.. عودة الهوس بالخصر النحيل

يبدو أن هوس النساء بـ”الخصر النحيل” لا يعرف زمانًا ولا مكانًا؛ فبعد أن كان رمزًا للأناقة والأنوثة في العصور الفيكتورية، يعود اليوم في ثوب حديث تغذّيه ثقافة المشاهير ومواقع التواصل الاجتماعي.
وأصبح هوس النساء بـ”الخصر النحيل” أو ما يُعرف بـ”Snatched Waist” أحد أبرز معايير الجمال السائدة في القرن الحادي والعشرين.
فمصطلح “Snatched” عاد إلى واجهة الثقافة الشعبية مؤخرًا عبر برنامج RuPaul’s Drag Race، حين أشارت إحدى المتسابقات إلى خصرها الطبيعي بعبارة مثيرة للجدل، ما أعاد النقاش حول المعايير الجمالية المفروضة في عالم الأزياء والعروض. واعتبر كثيرون أن الموقف يعكس استمرار هيمنة الصورة النمطية للخصر المنحوت بوصفه معيارًا للجاذبية، حتى داخل ثقافات يفترض أنها أكثر تحررًا من القوالب الجسدية التقليدية.
وبحسب مجلة “ناشونال جيوغرافيك”، فإن سوق الملابس الضاغطة والمعروفة بـ”Shapewear” يشهد ازدهارًا غير مسبوق، خاصة في أمريكا الشمالية، مدفوعًا بنجوم مثل كيم كارداشيان التي أطلقت عام 2019 علامتها الشهيرة SKIMS، والتي بلغت قيمتها السوقية أكثر من 4 مليارات دولار، مع توقعات بارتفاع حجم الصناعة إلى أكثر من 13 مليار دولار بحلول عام 2033. ولم تكتفِ العلامة بمشدات الخصر، بل توسعت لتشمل حتى مشدات الوجه، ما يعكس اتساع الهوس بفكرة “النحت الجسدي المثالي”.
ورغم تغير أنماط الموضة عبر القرون، من الكورسيهات الفيكتورية إلى فساتين الـ”بوديكون” الحديثة، إلا أن الهدف ظل واحدًا: إبراز الخصر النحيف كرمز للجمال والأنوثة. ففي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، كانت نساء أوروبا وأمريكا يرتدين الكورسيه الضيق كدليل على المكانة الاجتماعية والرقي، لكن المبالغة في ارتدائه — المعروفة بـ”الربط الشديد” — تسببت بمشاكل صحية خطيرة وأثارت جدلًا أخلاقيًا وطبيًا واسعًا، إذ اعتُبرت سعيًا مؤلمًا وغير طبيعي نحو الكمال الجسدي.
وكانت نجمات الاستعراض في فرنسا مثل بولاير يُعرفن بخصور لا تتجاوز 40 سنتيمترًا، ما جعلهن أيقونات جمال وإثارة للجدل في آن واحد. واليوم، تعيد كيم كارداشيان إنتاج هذا النمط من خلال ظهورها المتكرر بخصر فائق النحافة، كما حدث في حفل Met Gala، حين تطلب ارتداء مشدها ثلاثة مساعدين لمساعدتها على الحركة والتنفس، مما أثار مخاوف الجمهور من آثار تلك الممارسات على الصحة.
وتحذر الباحثة ريبيكا غيبسون من أن المجتمع لا يزال يستخدم مفهوم الجمال كأداة ضغط اجتماعي ضد النساء، مشيرة إلى أن “المرأة تُعاقب سواء التزمت بهذه المعايير أو تمردت عليها”، في إشارة إلى معضلة الجمال التي تتجدد مع كل عصر وإن اختلفت أدواتها.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز