اجتماع مجلس الأمن بشأن ليبيا.. دعوات لـ«كسر الجمود» السياسي وتفادي أي «تعطيل»

جلسة خاصة داخل مجلس الأمن لمناقشة آخر تطورات الأزمة الليبية، وسط تأكيد أممي على ضرورة كسر الجمود السياسي وتسريع تنفيذ خارطة الطريق المؤدية إلى الانتخابات.
وشددت الإحاطات الأممية والدولية خلال الجلسة على أن أي تأخير جديد في المسار السياسي سيعمّق الانقسام الداخلي ويهدد استقرار البلاد، فيما دعت الأطراف الليبية إلى التوافق وتوحيد المؤسسات لضمان انتقال سلمي ومستدام للسلطة.
لا مزيد من التأخير
وأكدت المبعوثة الأممية هانا تيتيه أن البعثة الأممية تعمل على تنظيم حوار وطني مهيكل خلال نوفمبر المقبل، يشمل أربع مجموعات رئيسية هي الحكومة، والاقتصاد، والأمن، والمصالحة الوطنية، بهدف دفع العملية السياسية إلى الأمام وتهيئة الظروف للانتخابات.
وقالت تيتيه إن البعثة ستطلب خلال هذا الشهر ترشيحات موسعة من مختلف المؤسسات الليبية لتحقيق أكبر قدر ممكن من الشمولية، مضيفة أنه حتى الآن لم يناقش مجلسا النواب والدولة الإطار القانوني والدستوري للانتخابات، وأحث القادة الليبيين على الإسراع في استكمال المرحلتين الأوليين من خارطة الطريق، فليبيا لا تتحمل أي تعطيل جديد.
وشددت على أن استقرار البيئة الأمنية يمثل شرطاً أساسياً لإنجاح المسار السياسي، مشيدةً بـ الجهود التي خفّضت التوترات بين الوحدة الوطنية منتهية الولاية ومليشيا الردع في العاصمة طرابلس.
وفي سياق آخر، أعربت تيتيه عن قلقها من إعلان مصرف ليبيا المركزي عن وجود مليارات الدينارات دون علمه، ووصفت ذلك بأنه “أمر مثير للقلق يؤثر على قيمة الدينار الليبي واستقرار الاقتصاد”.
كما أكدت أن “الفساد المستشري في المؤسسات العامة يعرقل التنمية في قطاعات الصحة والتعليم والعمل”، مشيدة بإطلاق “الخطة الوطنية لمكافحة الفساد من قبل ديوان المحاسبة وهيئة مكافحة الفساد”، لكنها شددت على أن نجاحها مرهون بـ “الإرادة السياسية وتعزيز الشفافية والمساءلة”.
وأشارت إلى أن المجلس الرئاسي والاتحاد الأفريقي عقدا اجتماعين تحضيريين للمصالحة الوطنية في طرابلس والزنتان، مؤكدة أن البعثة كثفت جهودها في الكشف عن المقابر الجماعية والمفقودين في ترهونة ومصراتة وتاورغاء، وأن مشروع قانون المفقودين يخضع حالياً لمراجعة الخبراء الليبيين لضمان توافقه مع المعايير الدولية.
توحيد المؤسسات
بدورها، دعت دوروثي شيا، القائمة بأعمال الممثلة الدائمة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، جميع الأطراف الليبية إلى التفاعل بإيجابية مع خارطة الطريق الأممية، مؤكدة أن توحيد المؤسسات السياسية والعسكرية والاقتصادية هو السبيل لضمان ازدهار ليبيا والحفاظ على سيادتها.
وأعربت شيا عن ترحيب واشنطن بخفض التوترات في العاصمة طرابلس، داعية إلى تحقيق التكامل الأمني بين الشرق والغرب، لما لذلك من دور أساسي في استقرار ليبيا والمنطقة.
وأكدت ضرورة تعزيز استقلال المؤسسات الليبية، مثل المؤسسة الوطنية للنفط والمصرف المركزي وديوان المحاسبة، معبرة عن ترحيبها بتعيين مسعود سليمان رئيساً للمؤسسة الوطنية للنفط، معتبرة ذلك خطوة مهمة نحو جذب الاستثمارات الدولية.
وضع غير مستدام
من جانبه، قال جيمس كاريوكي، نائب المندوب الدائم للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، إن الوضع السياسي الراهن في ليبيا غير مستدام، داعياً الأطراف الليبية إلى الانخراط الكامل في خارطة الطريق.
وأضاف كاريوكي أن المأزق السياسي يحرم الليبيين من الخيار الديمقراطي والفرص الاقتصادية والأمنية التي يستحقونها، ومن المؤسف أن معالم خارطة الطريق الأولى لم تُنفذ بعد.
كما رحب بالاتفاق المبرم بين حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية ومليشيات الردع الذي خفف من حدة التوترات في طرابلس، مؤكدًا أن بلاده تدعم جهود البعثة الأممية للنهوض بالعملية السياسية.
وشدد المندوب البريطاني على ضرورة أن ينجز مجلسا النواب والدولة المراحل الأولى من خارطة الطريق بسرعة، داعياً أيضًا إلى إجراء الانتخابات البلدية واستكمال الحوار الوطني الشامل الذي نصت عليه خارطة الطريق الأممية.
إخراج المرتزقة
من جانبه، عبّر مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، عن تقديره للتقدم المحرز في العلاقة بين المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية ، لكنه أبدى قلق بلاده من سوء إدارة الأصول الليبية المجمدة بالخارج.
وأضاف أنه ما زال تدفق الأسلحة إلى ليبيا مستمراً في انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن، داعيا إلى تفكيك المليشيات المسلحة وإخراج جميع المقاتلين والمرتزقة الأجانب من البلاد.
كما أعرب عن دعم الجزائر للجهود الأممية الرامية إلى تحقيق المصالحة الوطنية وتنظيم انتخابات بلدية تعزز المسار الديمقراطي.
توازن البعثة
وفي السياق ذاته، أكد ديمتري بوليانسكي، النائب الأول للممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، أن الوقت ليس في صالح ليبيا، داعياً إلى رؤية أممية أكثر وضوحاً بشأن خارطة الطريق السياسية.
وقال بوليانسكي إن على البعثة الأممية الحفاظ على توازنها في تعاملها مع جميع مناطق ليبيا، لأن الاجتماعات المنفصلة تزرع بذور الفتنة والانقسام بين الأطراف الليبية.
وشدد على ضرورة أن تكون الجهود الأممية شاملة ومتوازنة لضمان نجاح المسار السياسي وتهيئة الظروف لإنهاء المرحلة الانتقالية.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز