توسع ضخم.. «ASML» تستعد لثورة الذكاء الاصطناعي

قبل أكثر من 130 عاماً، بدأت مدينة آيندهوفن الهولندية رحلتها مع الابتكار من خلال إنتاج المصابيح الكهربائية.
واليوم، تستعد المدينة لتكون في قلب ثورة الذكاء الاصطناعي عبر مشروع توسعة ضخم لشركة ASML، الرائدة في تصنيع معدات الرقائق الإلكترونية.
ووفقا لتقرير نشرته وكالة “بلومبيرغ”، تخطط ASML لتوسعة بمساحة 100 هكتار في آيندهوفن لتلبية الطلب المتزايد على معداتها، التي تُعد عنصراً محورياً في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل السيارات ذاتية القيادة والروبوتات الطبية. فشركات التكنولوجيا الكبرى تعتمد على آلات ASML المتقدمة، خاصة في “سباق التسلح” لبناء بنى تحتية متطورة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي.
تحديات
لكن المشروع يواجه تحديات كبيرة، أبرزها نقص الإسكان بأسعار معقولة، وضعف البنية التحتية للنقل، واحتياجات الكهرباء المتزايدة، بالإضافة إلى نقص العمالة الماهرة. ومن المقرر أن تبدأ أعمال المشروع خلال ستة أشهر، على أن تكتمل المرحلة الأولى بحلول 2028، لكنها لا تزال بانتظار الحصول على تصاريح البناء والانبعاثات البيئية.
وقال يورين ديسيلبلوم، وزير المالية الهولندي الأسبق وعمدة آيندهوفن الحالي:”من دون آلات ASML، سيتباطأ تطوير الذكاء الاصطناعي عالمياً.”
ورغم اعتبار المشروع أولوية وطنية، لم تُمنح الشركة بعد الموافقات التخطيطية النهائية، مما يضع ضغوطاً كبيرة على السلطات المحلية، في ظل اضطراب سياسي يعيق اتخاذ قرارات استراتيجية، خاصة بعد انهيار الحكومة في يونيو/حزيران الماضي.
وASML هي أكبر شركة أوروبية من حيث القيمة السوقية، والوحيدة في العالم التي تنتج معدات الطباعة الضوئية المتقدمة (EUV) اللازمة لصناعة الرقائق الحديثة. وتعتمد تقنياتها على أشعة ضوئية قصيرة الموجة لإنشاء أنماط دقيقة على رقائق السيليكون، مما يعزز أداء الشرائح وكفاءة الطاقة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وتركز التوسعة الجديدة على إنتاج أنظمة High NA EUV المتطورة، ورغم توسع ASML في دول مثل تايوان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، تبقى هولندا مركز عملياتها الأساسي بفضل شبكة الموردين المحلية.
وتخطط الشركة لخلق 20 ألف وظيفة جديدة في آيندهوفن، لكنها تواجه اعتراضات من السكان المحليين بسبب بطء تطوير البنية التحتية والمخاوف البيئية. وتحتاج المنطقة إلى نحو 40 ألف عامل ماهر خلال العقد القادم، وهو ما يدفع ASML لتوظيف عمالة أجنبية وسط تصاعد الجدل السياسي حول الهجرة، خصوصاً مع احتمالات فوز اليمين المتطرف في الانتخابات المقبلة بقيادة خيرت فيلدرز.
وفي سياق موازٍ، استثمرت ASML في سبتمبر/أيلول 1.3 مليار يورو في شركة الذكاء الاصطناعي الأوروبية “ميسترال”، ضمن جهودها لتعزيز موقعها العالمي في هذا المجال سريع النمو. ومن ثم تقف آيندهوفن على أعتاب تحول تاريخي جديد، قد يجعلها في صدارة الثورة التكنولوجية القادمة، كما فعلت في بداياتها مع الكهرباء، شرط تجاوز التحديات التنظيمية واللوجستية في الوقت المناسب.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز