اسعار واسواق

ما قدمته الإمارات لغزة سيظل محفورا بالذاكرة


«سيظل محفوراً بذاكرتنا».. عبارة وصف بها وزير العدل الفلسطيني تقدير بلاده لدور دولة الإمارات العربية المتحدة الكبير في دعم الفلسطينيين ووقف الحرب.

شرحبيل الزعيم، وفي حديث خاص لـ«العين الإخبارية»، أكد أن المواقف الإماراتية «كانت حاسمة في تغيير مسار الحرب وفي إقناع الإدارة الأمريكية بضرورة إنهاء المأساة»، مشيراً إلى أن الدعم الإنساني والسياسي الذي قدّمته أبوظبي «لم يكن آنياً، بل امتداداً لنهج ثابت في نصرة القضية الفلسطينية».

وتأتي تصريحات الوزير الفلسطيني غداة قمة شرم الشيخ للسلام وبدء تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، والذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية وإسهام عربي وإسلامي ودولي واسع، وبخاصة من الإمارات ومصر وقطر وتركيا.

رسالة شكر وامتنان

وأكد وزير العدل الفلسطيني شرحبيل الزعيم، أن دولة الإمارات العربية المتحدة «لعبت دوراً مهماً في تغيير وجهة نظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الحرب على غزة»، معرباً عن بالغ شكره لهذا الدور المؤثر والفاعل.

وقال الوزير الفلسطيني إنه: «لا يستطيع أحد إنكار ما قدّمته وتقدمه دولة الإمارات الشقيقة في دعم أبناء الشعب الفلسطيني خلال العامين الماضيين، سواء عبر إدخال مساعدات طبية وإغاثية، أو تدشين مستشفيات ميدانية، إضافة إلى مبادراتها الإنسانية المتعددة».

وفي هذا الصدد، أكد الزعيم أن «ما قدمته الإمارات من مبادرات ومساعدات سيظل محفوراً في الذاكرة الفلسطينية»، معرباً عن أمله في استمرار الأخوة والمحبة والصداقة بين الشعبين الإماراتي والفلسطيني.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وجّه، إبان إعلانه الخطة نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، شكره للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، لدوره في تحقيق السلام في الشرق الأوسط.

دعم لم ينقطع

ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، قادت دولة الإمارات جهوداً دبلوماسية مكثفة بالتعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين لمنع تصاعد حدة العنف وتوسع دائرته، مع التأكيد الدائم على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى الشعب الفلسطيني في القطاع بشكل عاجل وآمن ودون أي عوائق.

وقدم وزير العدل الفلسطيني شكره الجزيل أيضاً إلى مصر لدورها الحاسم في منع التهجير القسري، قائلاً: «لولا هذه الجهود لكان الوضع مختلفاً تماماً»، مشيراً إلى أن دولاً أخرى ساهمت كذلك في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وقطر وتركيا.

وهنأ شرحبيل الزعيم الشعب الفلسطيني بوقف المذبحة والإبادة الجماعية التي ارتُكبت بحقه، معرباً عن أمله في الإسراع بتنفيذ كافة بنود اتفاق وقف إطلاق النار، والانتقال إلى سلطة فلسطينية قادرة على إعادة إعمار قطاع غزة ومساعدة أبنائه على التعافي.

وحول تقييمه للاتفاق، أوضح الوزير الفلسطيني أن «بعض تفاصيل البنود لا تزال غير واضحة حتى اللحظة»، مضيفاً: «ليس معروفاً متى وكيف سيتم الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع»، لافتاً إلى أن «هناك اتفاقاً مبدئياً على الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين، إلا أن إسرائيل رفضت بعض الأسماء».

ورغم ذلك، شدد الزعيم على أن «أهم ما في الاتفاق هو وقف الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني وإفشال محاولات التهجير القسري».

آمال السلام ومستقبل غزة

وفي السياق ذاته، أعرب الوزير الفلسطيني عن أمله في أن تسهم خطة الرئيس الأمريكي في إحلال السلام بالمنطقة بما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن أحد أهم الضمانات لعدم عودة الحرب هو «تعهد الرئيس الأمريكي أمام دول كبرى مثل الإمارات والسعودية ومصر وقطر بإنهاء الحرب وضمان تنفيذ الاتفاق».

وفي ما يتعلق بمستقبل غزة، دعا الزعيم الرئيس الأمريكي إلى «إعادة النظر في أي مقترحات تتعلق بفرض إدارة خارجية على القطاع»، قائلاً: «لا نود تكرار ما حدث في العراق بعد 2003».

وشدد وزير العدل الفلسطيني على ضرورة أن يكون حكم القطاع «فلسطينياً خالصاً»، مع ترحيب السلطة الفلسطينية بأي هيئة دولية رقابية للإشراف على عملية إعادة الإعمار.

وأضاف: «نأمل من الجميع الضغط بألا تكون هناك جهات خارجية غير فلسطينية لإدارة غزة في الوقت الحالي، فالسلطة على أتم الجاهزية والاستعداد لإدارة شؤون القطاع بما يخدم الشعب الفلسطيني والمصالح الوطنية، فأهل مكة أدرى بشعابها».

ونصّت خطة الرئيس الأمريكي لإنهاء الحرب في قطاع غزة، على أن يترأس ترامب لجنة تشرف على المرحلة الانتقالية في غزة من دون إجبار أي من السكان على مغادرة القطاع.

وبحسب الخطة المكوّنة من 20 بنداً، من المقرر أن يكون رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير عضواً في «مجلس إدارة السلام» الذي سيشرف على المرحلة الانتقالية في غزة برئاسة ترامب، على أن تتولى لجنة فلسطينية «غير سياسية ومن التكنوقراط» إدارة شؤون القطاع، مع استبعاد حركة حماس من المجلس.

وكانت حركتا حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قد أعلنوا رفضهم لأي «وصاية أجنبية» على قطاع غزة، وأكدوا أن إدارة القطاع شأن فلسطيني داخلي بحت.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى