النجاح على طريقة وول ستريت ووادي السيليكون.. العمل 60 ساعة أسبوعيا بلا توقف

النجاح لا يتحقق عبر جداول مريحة، بل من خلال الانخراط التام في العمل. هذه هي القناعة التي يتبناها أرباب العمل الأكثر نجاحًا حول العالم.
ففي الوقت الذي يطالب فيه جيل “زد” بتوازن واضح بين الحياة المهنية والشخصية، يرد قادة وادي السيليكون وكبار التنفيذيين في وول ستريت برسالة حاسمة: لا نجاح حقيقي دون التزام عميق وساعات عمل طويلة. فالعمل من التاسعة صباحًا حتى الخامسة مساءً لم يعد كافيًا في عالم يتسارع إيقاعه بشكل غير مسبوق.
ووفقًا لتقرير صادر عن مجلة فورتشن، فإن شركات التكنولوجيا العملاقة والبنوك الاستثمارية تتبنى الرؤية ذاتها: النجاح لا يتحقق عبر جداول مريحة، بل من خلال الانغماس الكامل في العمل. ويرى عدد من كبار الرؤساء التنفيذيين والمليارديرات أن العمل والحياة ليسا مجالين منفصلين، بل مسارين متداخلين يجب أن يتكاملا لتحقيق التميز والتفوق.
ورغم استمرار الجدل بين الأجيال حول مفهوم “التوازن”، فإن الواضح أن النجاح في بيئة الأعمال التنافسية يتطلب تركيزًا عاليًا وشغفًا والتزامًا يتجاوز الجداول التقليدية — وربما تكون 60 ساعة أسبوعيًا هي الحد الفاصل بين الطموح والنجاح.
وفي هذا السياق، يرى إريك يوان، الرئيس التنفيذي لشركة “زوم”، أن التوازن مجرد وهم، قائلًا: “العمل هو الحياة، والحياة هي العمل”. كما شدد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما على أهمية التركيز الكامل في مراحل محددة لتحقيق التفوق، فيما صرّح ريد هوفمان، مؤسس “لينكدإن”، بأن من يتحدث عن “الحياة المتوازنة” لا يسعى حقًا إلى النجاح، مؤكدًا أن المؤسسين العظام يضحّون بكل شيء لإنجاز المهمة، حتى الترفيه يجب أن يُستبدل بالتركيز الكامل على المشروع، بحسب تعبيره.
ورغم الانتقادات الواسعة لثقافة العمل المفرطة التي قد تصل إلى 100 ساعة أسبوعيًا، يتفق العديد من القادة على أن الجدول التقليدي لا يؤدي إلى نجاح سريع. وقال خوزيما شيبشاندلر، الرئيس التنفيذي لشركة “تويليو”، إنه لا يبتعد عن العمل سوى ثماني ساعات فقط يوم السبت، مؤكدًا أن هذا النمط هو السائد بين نظرائه من التنفيذيين.
وفي السياق ذاته، اعتبرت سيرينا ويليامز، بطلة التنس السابقة التي انتقلت إلى عالم الاستثمار، أن الالتزام التام ضرورة لا بد منها، قائلة إن على رواد الأعمال أن “يظهروا 28 ساعة من أصل 24 يوميًا”، في إشارة رمزية إلى التفاني الكامل. أما المستثمر الشهير كيفن أوليري، فنصح بنسيان فكرة التوازن تمامًا، لأن العمل – على حد قوله – سيكون حاضرًا على مدار الساعة.
من جهته، يرى سيرجي برين، أحد مؤسسي “غوغل”، أن 60 ساعة أسبوعيًا تمثل “النقطة المثالية للإنتاجية”. بينما يؤكد خبراء الإدارة أن المسألة لا تتعلق بعدد الساعات بقدر ما تتعلق بالذهاب إلى “المسافة الإضافية” في سبيل تحقيق الإنجاز. ويقول دان كابلان، من شركة “ZRG Partners”، إن التقدم المهني لا يُبنى على 40 ساعة عمل أسبوعيًا، بل عبر الجهد الإضافي المستمر حتى إنجاز المهام.
ومع ذلك، يرى بعض رواد الأعمال أن العامل الأهم ليس عدد الساعات، بل الشغف والدافع الداخلي. كما يوضح فيلدمان: “الأمر لا يتعلق بتسجيل الساعات، بل بانغماسك الحقيقي، بدافعك لتكون الأفضل، وبقدرتك على تحفيز فريقك لتحقيق أقصى أداء ممكن”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز