موسكو تراهن على ماسك.. هل يشق «نفق السلام» بين الشرق والغرب؟

طرحت موسكو مشروعًا طموحًا لبناء نفق ضخم بطول 70 ميلًا تحت مضيق بيرينغ لربط روسيا بالولايات المتحدة، فيما قد يوصف بـ”نفق السلام”.
ووفقا لتقرير صحيفة “ديلي ميل”، فقد اقترحت موسكو أن تتولى شركة ذا بورينغ كومباني المملوكة لرجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك تنفيذ المشروع.
ويهدف هذا النفق، الذي سيحمل اسم “نفق بوتين–ترامب” في جمع بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، لأن يكون رمزًا للوحدة بين القوتين العالميتين بعد سنوات من التوتر المتصاعد، إلى جانب فتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات الطاقة والنقل والتجارة.
وقال مبعوث الكرملين للاستثمار، كيريل ديمترييف، وهو رئيس صندوق الثروة السيادية الروسي (RDIF)، إن المشروع يمكن إنجازه خلال أقل من ثماني سنوات، بتكلفة لا تتجاوز ثمانية مليارات دولار فقط، بفضل تقنيات الحفر المتقدمة التي طوّرها ماسك.
وأشار إلى أن كلفة المشروع في الظروف العادية كانت ستتجاوز 65 مليار دولار، لكن التكنولوجيا الحديثة التي تعتمدها شركة ماسك يمكن أن تخفضها بشكل كبير.
وأضاف ديمترييف، أن هذا الاقتراح يأتي في وقت تسعى فيه موسكو جاهدة لمنع الرئيس الأمريكي، من تزويد أوكرانيا بصواريخ “توماهوك”، في ظل محاولات دبلوماسية حثيثة لوقف الحرب الدائرة هناك.
وأوضح ديمترييف، أن فكرة الربط بين روسيا وألاسكا عبر مضيق بيرينغ ليست جديدة، إذ تعود جذورها إلى أكثر من 150 عاما حين ظهرت عدة مشروعات مماثلة، لكنها لم ترَ النور قط.
ويبلغ عرض المضيق عند أضيق نقطة نحو 51 ميلا، ويمثل واحدًا من أكثر المواقع الاستراتيجية في العالم.
وأكد ديمترييف، أن صندوقه السيادي درس بالفعل مقترحات سابقة لمشاريع سكك حديدية عابرة للقارات، تربط الولايات المتحدة بكندا وروسيا والصين، وأنه مستعد لدعم الخيار الأكثر واقعية وجدوى منها.
وأشار المبعوث الروسي إلى أنه يجري تنسيقًا وثيقًا مع ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس ترامب، بهدف استكشاف فرص التعاون المشترك، بما في ذلك إمكانية مشاركة شركات الطاقة الأمريكية الكبرى في مشاريع روسية داخل منطقة القطب الشمالي.
وكتب ديمترييف على منصة “إكس” مخاطبًا ماسك: “تخيلوا ربط الولايات المتحدة وروسيا، وربط الأمريكتين بالقارة الأوراسية عبر نفق بوتين–ترامب، نفق بطول 70 ميلًا يرمز إلى الوحدة والتواصل بين الشعوب”.
كما ذكّر ديمترييف بمحاولة سابقة خلال الحرب الباردة لإطلاق مشروع تحت اسم “جسر السلام بين كينيدي وخروتشوف”، ونشر رسمًا تخطيطيًا لمساره المفترض بين ألاسكا ومنطقة تشوكوتكا الروسية.
وأضاف أن روسيا سبق أن أنجزت بنجاح أول جسر سكة حديد يربطها بالصين، معتبرًا أن الوقت قد حان لتحقيق “حلم أكبر يتمثل في ربط القارات للمرة الأولى في تاريخ البشرية، وربط روسيا بالولايات المتحدة في مشروع يحمل رسالة سلام وتعاون عالمي”.
أما إيلون ماسك، الذي يُعد أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في مجالات التكنولوجيا والطاقة والنقل، فلم يُدلِ بأي تعليق حتى الآن على المقترح الروسي، في انتظار ما إذا كانت الفكرة ستبقى مجرد مبادرة رمزية أم بداية فعلية لحقبة جديدة من التعاون بين موسكو وواشنطن.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز