الذهب يلمع في الأسواق الناشئة.. مكاسب تاريخية وتعافٍ اقتصادي واسع
تشهد الأسواق الناشئة طفرة قوية مدفوعة بالارتفاع المتواصل في أسعار الذهب.
وهو ما يخلق تأثيرًا مضاعفًا يعزز من الثقة الاستثمارية في الدول التي تنتج وتستهلك المعدن النفيس. ومن جنوب أفريقيا إلى غانا وأوزبكستان، تتحول مكاسب الذهب إلى دفعة اقتصادية ملموسة، فيما يشير بعض المحللين إلى أن هذه الدول قد تدخل مرحلة جديدة من الانتعاش المالي.
ووفقا لتقرير نشرته وكالة “بلومبرغ” للأنباء، فإنه في جنوب أفريقيا، حيث موطن أعمق مناجم الذهب في العالم، تسجل البورصة أفضل أداء لها منذ عقدين. وارتفعت أسهم شركات التعدين الكبرى مثل Sibanye Stillwater وAngloGold Ashanti وGold Fields بما يصل إلى ثلاثة أضعاف، مدفوعة بالطلب المتزايد وأسعار الذهب المرتفعة. كما سجل مؤشر FTSE/JSE Africa All Shares مكاسب تجاوزت 30% منذ بداية 2025، فيما لامس الراند أعلى مستوياته خلال عام، وانخفض العائد على السندات الحكومية لأجل 10 سنوات إلى ما دون 9% لأول مرة منذ 2018.
ويشير محللون إلى أن تراجع التضخم سمح للبنك المركزي بخفض أسعار الفائدة، مما عزز مناخ الاستثمار. كل ذلك يمثل تحولًا كبيرًا في بلد واجه تحديات سياسية وانقطاعات كهربائية طويلة الأمد أثرت سابقًا على ثقة المستثمرين.
دفعة اقتصادية
وفي غانا، أكبر منتج للذهب في أفريقيا، انعكست الطفرة في الأسعار إيجابًا على الاقتصاد، بعد سنوات من الاضطراب المالي والانكماش. عززت هذه المكاسب تصنيفها الائتماني، في حين سجلت العملة المحلية “السيدي” ارتفاعًا بنسبة 38% هذا العام، وهي أعلى نسبة نمو لأي عملة عالمية في 2025 حتى الآن.
أما في أوزبكستان، الدولة المنتجة والمحتفظة بالذهب، فإن التوقعات إيجابية تجاه عملتها، بحسب مديري المحافظ المالية. ويرى خبراء أن الذهب يُضفي “تأثير ثروة” على الدول التي تحتفظ به، ما يعزز الثقة لدى المستثمرين في القطاعات الأخرى، بما في ذلك الأسهم والسندات.
وفي ظل ضعف الدولار العالمي وتيسير السياسات النقدية، يبدو أن التوقيت مثالي لأسواق ناشئة مثل بولندا وتركيا وكازاخستان، والتي كانت من بين أكبر المشترين للذهب في الربع الثاني من عام 2025. فقد أضافت بولندا 18.7 طنًا من الذهب إلى احتياطاتها، تلتها كازاخستان بـ15.7 طن، وتركيا بـ10.8 طن.
ورغم الحماسة، يحذر بعض المحللين من المبالغة في تفسير هذا الاتجاه، مؤكدين أن ارتفاع الذهب لا يعكس بالضرورة قوة ائتمانية مستدامة. ولكنهم يتفقون على أن الأسواق الناشئة تجني فوائد غير مسبوقة من طفرة الذهب، مستفيدة من موقعها كمُنتج ومستهلك ومُخزّن للمعدن.
وفي ظل هذه المعطيات، يبدو أن الذهب لا يلعب فقط دور الملاذ الآمن التقليدي، بل أصبح أيضًا محركًا فعليًا لتعافي ونمو اقتصادي واسع النطاق في عدد من أهم الاقتصادات الناشئة عالميًا.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز
