اسعار واسواق

غزة بين الهدنة والانفجار.. وقف إطلاق النار يصمد أمام أول اختبار


يبدو أن وقف إطلاق النار في غزة قد نجا من أول اختبار رئيسي له، حيث أكدت إسرائيل وحماس التزامهما بالاتفاق.

بعد موجة من الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة إثر مقتل جنديين إسرائيليين في القطاع أمس الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه سيبدأ “تطبيقا متجددا” لوقف إطلاق النار بتوجيه من القيادة السياسية في حين أعلنت حماس وجناحها العسكري، كتائب القسام، التزامهما بوقف إطلاق النار ورفضهما المشاركة في الهجوم على القوات الإسرائيلية.

يأتي هذا في الوقت الذي وصل فيه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي واللذان يُنظر إليهما باعتبارهما مهندسي اتفاق السلام إلى إسرائيل اليوم الإثنين، في إطار التحركات لتنفيذ المرحلة التالية من الاتفاق التي تتضمن أيضا زيارة مرتقبة لنائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس على رأس وفد أمريكي إلى إسرائيل.

ونقلت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية عن مسؤول أمريكي قوله إن “لا تزال إدارة ترامب تركز على تنفيذ اتفاق السلام، ونحن نعمل بجد مع شركائنا لتحقيق ذلك” لكنه رفض الخوض في تفاصيل المحادثات الدبلوماسية الخاصة الجارية بهذا الخصوص.

كانت حماس قد تبادلت مع الجيش الإسرائيلي الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار بعدما شنت إسرائيل أمس سلسلة غارات على غزة ردا على اتهامها للحركة بتنفيذ هجوم أسفر عن مقتل جنديين هما الرائد يانيف كولا والرقيب أول إيتاي يافيتس ليصبحا أول جنديين إسرائيليين يتعرضا للقتل في غزة منذ وقف إطلاق النار.

وأسفرت الغارات الإسرائيلية أمس الأحد عن مقتل 44 فلسطينيا على الأقل في عدة مناطق وفقًا لبيانات من مستشفيات غزة في حين سادت حالة من الذعر في القطاع مع تجمع الحشود في مستشفى الأقصى أثناء نقل المصابين.

وقال صالح سلمان، شقيق أحد القتلى الفلسطينيين، لرويترز “كنا نجلس في كافتيريا نشرب الشاي والقهوة، وفجأة سمعنا الخبر.. تعرضوا للقصف، وقُتل الجميع.. هذا كل ما حدث”.

ومع تجدد الغارات، أعلنت كتائب عز الدين القسام أنها عثرت على جثة رهينة إسرائيلي آخر خلال عمليات البحث الجارية، “وستُسلمها اليوم إذا سمحت الظروف الميدانية” وحذرت من أن أي تصعيد إسرائيلي “سيعيق عمليات البحث والتنقيب وانتشال الجثث”.

من جهة أخرى، أعلن مسؤول إسرائيلي كبير لشبكة “سي إن إن” استمرار إيصال المساعدات إلى غزة اليوم الاثنين بعدما أعلنت إسرائيل توقفها أمس.

ويكشف هذا الإعلان السريع أن عمليات تسليم المساعدات الإنسانية ربما لم تتأثر كما يعد مؤشرًا على اهتمام إسرائيل بهدفها المتمثل في الحفاظ على العناصر الرئيسية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.

ومع ذلك، قال المسؤول الإسرائيلي إن معبر رفح سيظل مغلقًا، في حين تنتظر إسرائيل عودة جثث الأسرى المتبقين.

ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطًا من أحزاب اليمين المتطرف الداعمة لائتلافه ووصف وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، استئناف المساعدات بأنه “تراجع مخجل”.

ولا يزال الغموض يكتنف ما حدث في رفح أمس حيث ذكر مسؤول عسكري إسرائيلي أن حماس هاجمت القوات الإسرائيلية هناك بقذائف صاروخية ونيران قناصة وقال مسؤول آخر أن المنطقة شهدت 3 حوادث منفصلة أطلقت فيها حماس النار باتجاه القوات الإسرائيلية خلف الخط الأصفر الذي انسحبت خلفه القوات الإسرائيلية وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار.

في المقابل، نفت كتائب القسام علمها بـ”أي أحداث أو اشتباكات” في رفح، وأكدت التزامها بالهدنة “في جميع أنحاء قطاع غزة” وأعلنت حماس أن قوة الردع التابعة لها استهدفت “مخبأً” لميليشيا مدعومة من إسرائيل بقيادة ياسر أبو شباب والتي سبق وأكدت إسرائيل في يونيو/حزيران الماضي تسليحها لمواجهة حماس.

وقال محمد شحادة، الخبير في شؤون غزة بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن هذه الميليشيات تعمل الآن من داخل المناطق التي تحتلها إسرائيل في غزة، ومنها “تنزل إلى النصف الآخر من غزة، وتنفذ هجمات، ثم تعود مسرعةً إلى تلك المناطق المحمية”.

ومنذ بدء وقف إطلاق النار، نفذت حماس ما أسمته “حملة أمنية” تستهدف “المتعاونين والمرتزقة واللصوص وقطاع الطرق والمتعاونين مع العدو الصهيوني في جميع أنحاء قطاع غزة” مما أدى إلى حالة أمنية متقلبة في القطاع.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى