الكاريبي على «حافة الانفجار».. أمريكا في مواجهة كولومبيا وفنزويلا

تعيش أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي واحدة من أكثر مراحلها توتراً في العقود الأخيرة، مع تصاعد الخلافات بين واشنطن وكولومبيا وفنزويلا.
يأتي هذا في وقت تتوسع فيه العمليات العسكرية الأمريكية ضد قوارب يُشتبه في ارتباطها بشبكات تهريب المخدرات.
اشباك لفظي
التصعيد بلغ ذروته هذا الأسبوع بعد تصريحات «نارية» أطلقها وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، وصف فيها الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو بأنه «مجنون»، على خلفية اعتراض بوغوتا على ضربة أمريكية في المحيط الهادئ استهدفت قارباً قالت واشنطن إنه يستخدم في تهريب المخدرات.
ورغم أن التعاون الأمني بين البلدين ظل لعقود ركيزة أساسية في مكافحة شبكات الكوكايين العابرة للقارات، فإن تصريحات روبيو أعادت فتح جرح العلاقات التاريخية، التي كانت تتأرجح بين الشراكة والوصاية.
وفي خطوة غير مسبوقة، أعلن الرئيس الكولومبي أنه سيلجأ إلى القضاء الأمريكي لمقاضاة الرئيس دونالد ترامب بتهمة «القدح والذم»، بعدما وصفه الأخير بـ«البلطجي» وهدد باتخاذ «إجراءات خطيرة» ضد كولومبيا.
وقال بيترو إنه «سيدافع عن نفسه قانونياً داخل الولايات المتحدة»، في ما بدا محاولة للرد السياسي من داخل النظام الأمريكي نفسه.
السفارة الكولومبية في واشنطن نددت بدورها بـ«اللغة العدوانية» الصادرة عن الإدارة الأمريكية، معتبرة أنها تهدد «أساس العلاقة الممتدة منذ قرنين». واستدعت بوغوتا سفيرها في واشنطن للتشاور، في إشارة إلى أن الأزمة تجاوزت حدود التوتر العابر.
ضربات أمريكية
وفي السياق ذاته، أعلن وزير الحرب الأمريكي بيت هيغسيث أن الولايات المتحدة شنت ضربة جديدة في شرق المحيط الهادئ ضد قارب يحمل ثلاثة «إرهابيين متورطين في تهريب المخدرات»، ما أدى إلى مقتلهم، مؤكداً أن العملية جرت «في المياه الدولية».
هذه الصيغة تكررت في معظم بيانات البنتاغون خلال الأسابيع الماضية، في وقت تشهد فيه واشنطن حملة عسكرية بحرية واسعة ضد شبكات تهريب يُعتقد أن بعضها يتلقى دعماً من دول في أمريكا اللاتينية.
5 آلاف صاروخ
غير أن اللغة العسكرية لم تقتصر على واشنطن وحدها.
ففي كراكاس، أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن بلاده تمتلك «ما لا يقل عن خمسة آلاف صاروخ إيغلا-إس روسي الصنع» للدفاع عن أجوائها في مواجهة «التهديدات الأمريكية».
وأضاف أن «أي قوة في العالم تدرك أن هذه الصواريخ قادرة على ردع أي اعتداء».
تصريحات مادورو جاءت بعد أسابيع من ضربات أمريكية استهدفت قوارب قبالة السواحل الفنزويلية، ما أعاد إلى الأذهان مرحلة المواجهة المفتوحة بين البلدين في مطلع العقد الماضي، حين كانت كراكاس في مواجهة دائمة مع واشنطن بشأن التهريب والعقوبات النفطية.
وتبدو المنطقة اليوم وكأنها تعود تدريجياً إلى أجواء الحرب الباردة المصغرة بين واشنطن ومحور يساري متنامٍ في أمريكا اللاتينية، تتقدمه كولومبيا وفنزويلا، فيما تراقب دول أخرى مثل نيكاراغوا وكوبا التطورات بحذر.
وبينما تحاول واشنطن ضبط الإيقاع عبر عمليات بحرية وبيانات صارمة، يرد قادة القارة بلغة السيادة والكرامة الوطنية، لتتحول خطوط المواجهة إلى معركة كلامية لا تقل سخونة عن صواريخ مادورو ولا عن تصريحات روبيو.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز