اللحوم والأسلحة والمعادن.. وصفة زعيمة اليابان الناجحة لاستمالة ترامب
شكّلت زيارة الرئيس الأمريكي اختبارًا دبلوماسيًا كبيرًا لرئيسة الوزراء اليابانية تاكايتشي، التي لم يمضِ على توليها المنصب سوى أسبوع.
ومن تعهدات طوكيو بزيادة إنفاقها الدفاعي إلى دعم ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام، يستعرض هذا التقرير لوكالة “فرانس 24″، كيف سعت تاكايتشي لكسب ود الزعيم الأمريكي المتقلب المزاج.
“العصر الذهبي” وجائزة نوبل للسلام
وقالت تاكايتشي لترامب خلال لقائهما: “لقد أُعجبتُ بكَ وألهمتني كثيرًا”، داعيةً إلى “عصر ذهبي جديد للتحالف الياباني الأمريكي”.
كما أعلنت تاكايتشي خلال الزيارة أنها سترشحه لجائزة نوبل للسلام.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني لولايته الثانية، أصرّ ترامب مرارًا وتكرارًا على استحقاقه الجائزة لدوره في حل العديد من النزاعات.
ويقول المراقبون إن مزاعم ترامب بالمساهمة في تحقيق السلام العالمي مبالغ فيها إلى حد كبير.
لكن طوكيو حرصت على تعزيز مساعي الرئيس الأمريكي للانضمام إلى باراك أوباما وماريا ريسا، مشيدةً بجهود ترامب الرامية إلى وقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا و”إنجازه التاريخي غير المسبوق” المتمثل في اتفاق غزة.
لحوم الأبقار الأمريكية على قائمة الضيافة
وغالبًا ما تُختار قوائم غداء القمة بعناية مع مراعاة اللباقة الدبلوماسية.
ولم يكن اختيار طوكيو استثناءً، حيث مزجت ببراعة المنتجات الأمريكية مع المكونات اليابانية.
وفي البداية، قُدِّم للضيوف “ريزوتو الأرز والجبن الأمريكي مع الدجاج”، بينما كانت الأطباق الرئيسية عبارة عن شريحة لحم نيويورك مع المرق والخضراوات الدافئة من مدينة نارا جنوب اليابان، مسقط رأس تاكايتشي.
ولم تكن هذه الأطباق تقليدية أو دون هدف، ولكنها مُصممة خصيصًا لتلبية مساعي ترامب لبيع المزيد من المنتجات الزراعية الأمريكية ودعم المزارعين الأمريكيين، الذين يُمثلون قاعدة دعم رئيسية.
الإنفاق الدفاعي
زلطالما تذمر ترامب من أن حلفاء الولايات المتحدة في آسيا، بما في ذلك اليابان، لا ينفقون ما يكفي على دفاعهم، وحثهم على دفع المزيد مقابل الوجود العسكري الأمريكي على أراضيهم.
وقبل أيام من وصول ترامب، أبلغت تاكايتشي البرلمان الياباني أن هدف طوكيو المتمثل في إنفاق 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع سيتحقق خلال السنة المالية الحالية، أي قبل عامين من الموعد المقرر.
كما التزمت اليابان بشراء قدرات هجومية مضادة، بما في ذلك صواريخ توماهوك كروز، من الولايات المتحدة، كجزء من عقد وُقع في يناير/كانون الثاني 2024.
المعادن النادرة وبناء السفن
ووقّعت طوكيو أيضًا اتفاقيةً رئيسيةً مع واشنطن لتأمين إمدادات المعادن الأساسية والمعادن النادرة.
وبموجب الاتفاقية، ستُحدّد الولايات المتحدة واليابان “معًا” مشاريعَ ذات أهمية لسدّ الثغرات في سلاسل توريد المعادن الأساسية والمعادن النادرة.
ويأتي هذا في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى تعزيز الوصول إلى المعادن الأساسية، في ظلّ تشديد الصين لضوابطها على المعادن النادرة.
ويمارس ثاني أكبر اقتصاد في العالم احتكارًا شبه كامل لما يُسمّى “معادن الأرض النادرة”، وهي ضرورية لكل شيء، من الأجهزة المنزلية إلى السيارات، والطاقة، وحتى الأسلحة.
ومن المتوقع توقيع اتفاقية تعاون أخرى يوم الثلاثاء بين طوكيو وواشنطن في مجال بناء السفن، وهو قطاع تسعى فيه اليابان وجارتها كوريا الجنوبية إلى تحدي الهيمنة الصينية.
كرات الجولف… وذكريات آبي
وتخفي تاكايتشي ورقةً رابحةً أخرى في جعبتها – علاقاتها الوثيقة بمرشدها رئيس الوزراء الياباني الراحل شينزو آبي، الذي اغتيل عام 2022، والذي تقرّب منه دونالد ترامب خلال ولايته الأولى.
وخلال لقائها بترامب، شكرته على “صداقته الدائمة” مع آبي، وأهدته يوم الثلاثاء مضرب غولف كان يستخدمه رئيس الوزراء الراحل.
وكانت هذه الرياضة شغفًا مشتركًا لترامب وآبي، وقد التقيا عدة مرات في ملعب الغولف.
وأفادت وسائل إعلام يابانية أن الرئيس الأمريكي من المقرر أيضًا أن يلتقي بأرملة آبي يوم الخميس.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن طوكيو تخطط أيضًا لتقديم هدية أخرى لترامب، وهي كرات غولف مطلية بالذهب.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز
