من نيفادا إلى سيبيريا.. مسار التجارب النووية بين «الثلاثة الكبار»

                            في تحول يضع ملف الردع النووي مجدّدًا في صلب النقاش الدولي، وجه الرئيس دونالد ترامب البنتاغون لبدء «اختبارات» نووية على «أساس متكافئ» مع روسيا والصين.
التصريح الذي أثار تساؤلات حول ماهية هذه التجارب وإمكانية عودتها بعد عقود من التجميد، يأتي في ظل نشاط روسي ملحوظ في اختبار منظومات نووية أو نووية القدرات مثل طوربيد «بوسيدون» وصواريخ كروز المعلن عنها مؤخرًا، بينما تواصل بكين توسّعها السريع في مخزوناتها الاستراتيجية دون العودة إلى تفجيرات علنية منذ 1996.
تأتي تعليقات ترامب عقب استعراض روسيا للأسلحة النووية قبل أيام، حيث قالت في إعلانات منفصلة إنها اختبرت سلاحين يعملان بالطاقة النووية وقادرين على حمل رؤوس نووية، رغم امتناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن اختبار تفجير نووي أو القيام بتفجير نووي.
صمت نووي
ولم تُجرِ الولايات المتحدة أو روسيا أو الصين تجارب أسلحة نووية حية منذ تسعينيات القرن الماضي.
ومنذ عام 1945، تم إجراء أكثر من 2000 تفجير تجريبي نووي حول العالم، وفقًا لتتبع رابطة الحد من الأسلحة، لكن معظم الدول باستثناء كوريا الشمالية أوقفت تجاربها منذ التسعينيات.
والولايات المتحدة وروسيا والصين من الدول الموقعة على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية لعام 1996 والتي تحظر “أي تفجير تجريبي لسلاح نووي أو أي تفجير نووي آخر”.
ومع ذلك، لم تدخل المعاهدة حيز التنفيذ لأن العديد من الدول الرئيسية، بما في ذلك الولايات المتحدة، لم تُصادق عليها وفي عام 2023 ألغت روسيا تصديقها على المعاهدة وأشارت آنذاك إلى عدم تصديق واشنطن.
وفي تقريرها، قدمت “واشنطن بوست” نظرة على ما يجب معرفته عن تاريخ تجارب الأسلحة النووية في روسيا والصين والولايات المتحدة.
روسيا
كانت آخر مرة أجرت فيها روسيا اختبارًا رسميًا لسلاح نووي في عام 1990 حيث كان الاتحاد السوفياتي لا يزال قائما.
ومع ذلك، كانت هناك مزاعم بحدوث انتهاكات كبيرة، حيث صرّح مسؤول أمريكي كبير في إدارة ترامب الأولى بأن روسيا “على الأرجح” أجرت اختبارات سرية لأسلحة نووية منخفضة القوة.
وقال الفريق روبرت ب. آشلي الابن في عام 2019، أثناء عمله مديرًا لوكالة استخبارات الدفاع “تعتقد الولايات المتحدة أن روسيا ربما لا تلتزم بوقف التجارب النووية بما يتوافق مع معيار العائد الصفري”.
وقبل إعلان ترامب الأخير، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن القوات الروسية اختبرت بنجاح طوربيدًا يعمل بالطاقة النووية يُسمى “بوسيدون”، موضحًا أنه لا يشبه أي طوربيد آخر من حيث “السرعة وعمق التشغيل” وأنه “لا توجد طريقة لاعتراضه”.
جاء ذلك بعدما أشاد بوتين يوم الأحد الماضي بالاختبار الناجح لصاروخ كروز يعمل بالطاقة النووية وقادر على حمل رؤوس نووية، مما أثار انتقادات من جانب ترامب، الذي قال إنه يجب على روسيا التركيز على العمل لإنهاء حربها في أوكرانيا.
الصين
في حين أن آخر اختبار معروف أجرته الصين لسلاح نووي كان عام 1996؛ فقد اتخذت بكين خطوات لزيادة مخزوناتها من الأسلحة النووية بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة.
وأشار محللون مستقلون إلى أن تحركات الصين كانت من بين “أكبر وأسرع حملات التحديث” بين الدول التسع المعروفة بامتلاكها للأسلحة النووية.
وقدرت وزارة الحرب الأمريكية (البنتاغون) العام الماضي أن الصين ستتجاوز 1000 رأس حربي بحلول 2030، بينما يقدر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن لديها حوالي 600 رأس. ولا تزال هذه الأرقام أقل بكثير من كل من الولايات المتحدة وروسيا، اللتين يقدر المعهد أن لديهما حوالي 3700 و4300 رأس على التوالي.
ومع ذلك، أكدت الصين دائما دعمها لوقف التجارب النووية في معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية. وقبل أيام قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، قوه جياكون، إن الصين “احترمت وقفها للتجارب النووية بإخلاص”، وإنها ستعمل مع جميع الأطراف لدعم المعاهدة.
الولايات المتحدة
أجرت الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 1000 تجربة تفجير نووي بين عامي 1945 و1992 معظمها تحت الأرض.
في عام 1945، خلال الحرب العالمية الثانية، أجرت الولايات المتحدة أول اختبار لقنبلة ذرية في ألاموغوردو، نيو مكسيكو.
ولا تزال الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي استخدمت القنابل الذرية كعمل حربي، بعدما ألقتها على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين في 1945 مما أدى إلى وفيات ودمار واسع النطاق.
وكانت آخر تجربة نووية شاملة أجرتها الولايات المتحدة في نيفادا عام 1992، حيث أعلن الرئيس جورج بوش الأب في وقت لاحق من ذلك العام الوقف الاختياري لتجارب الأسلحة النووية.
وفي عام 1996، وقع الرئيس بيل كلينتون على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، التي تحظر “أي تفجير تجريبي لأسلحة نووية أو أي تفجير نووي آخر”.
وفي تصريحات لـ”واشنطن بوست” يوم الأربعاء، قال أحد الخبراء إن الولايات المتحدة ستحتاج إلى 36 شهرًا على الأقل من التحضير قبل استئناف أي تجارب نووية محصورة تحت الأرض في موقع تجاربها السابق في نيفادا.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز
 
				



