نهاية هيمنة أوروبا سياحيًا.. المسافرون يبحثون عن وجهات جديدة في 2026

                            مع اقتراب عام 2026، يشهد قطاع السياحة العالمي تحوّلات متسارعة تكاد تعيد رسم خريطة السفر حول العالم.
فبعد أعوام طويلة احتلّت فيها أوروبا موقع الصدارة في خيارات المسافرين، تشير البيانات الحديثة إلى تغيّر واضح في التوجّهات السياحية، حيث لم تعد القارة العجوز تحتكر مخيّلة عشّاق السفر كما كان الحال سابقًا.
ووفقًا لبيانات جديدة كشفت عنها مجموعة إكسبيديا، يبدو أن الجمهور العالمي بات يُولي اهتمامه نحو وجهات أكثر بُعدًا، وأكثر هدوءًا وطبيعية.
تراجع في البحث عن الوجهات الأوروبية
وعلى الرغم من أن أوروبا ما زالت تحافظ على مكانتها كواحدة من أهم مناطق الجذب السياحي، فإن طلبات البحث على الوجهات الأوروبية سجّلت تراجعًا لصالح وجهات سياحية غير تقليدية ذات طابع مختلف وجذّاب، وأكثر قدرة على تقديم تجارب فريدة لا يطغى عليها الزحام، بحسب موقع “أوديسا” للسفر والوجهات السياحية.
والدراسة، التي شملت بيانات لأكثر من 24 ألف مسافر حول العالم، أظهرت ارتفاعًا ملحوظًا في الاهتمام بوجهات تقع في أمريكا الشمالية وآسيا وأوقيانوسيا، على حساب مدن أوروبية تقليدية مثل باريس وروما وبرشلونة.
ويبدو أن السياح باتوا يبحثون عن أماكن أقلّ اكتظاظًا وأكثر ارتباطًا بالطبيعة والثقافة المحلية، إلى جانب رغبتهم في تجارب سفر شخصية وتفاعلية، بعيدًا عن طوابير المتاحف وشوارع المدن المزدحمة.
وجهات جديدة على الخريطة: أين يذهب المسافرون؟
في قائمة الوجهات الأكثر نموًا، تبرز مناطق مثل بيغ سكاي في ولاية مونتانا الأمريكية وأوكيناوا اليابانية، التي أصبحت من أبرز الخيارات لدى الباحثين عن الجمال الطبيعي والثقافات الأصيلة.
وتجمع هذه المناطق بين الهدوء والتكلفة المعقولة وفرص الانغماس في التجربة المحلية، وهو ما يجعلها منافسًا قويًا للمدن الأوروبية المكتظّة.
وتؤكد بيانات إكسبيديا أن المسافرين لم يعودوا يبحثون فقط عن زيارة الأماكن الشهيرة، بل عن الانخراط في تجارب ثقافية وبيئية مستدامة، تدعم المجتمعات المحلية، وتمنح الرحلة بُعدًا إنسانيًا حقيقيًا.
لماذا يتراجع الإقبال على أوروبا؟
وما زالت أوروبا تحتفظ ببريقها الثقافي والحضاري، غير أن التحديات المتزايدة لـ”السياحة المفرطة” والازدحام وارتفاع الأسعار دفعت كثيرين إلى البحث عن بدائل.
فمدن مثل البندقية وبرشلونة تعاني منذ سنوات من تكدّس الزوّار وضغط السياحة على السكان والبيئة، ما جعل المسافرين الجدد يتجهون نحو خيارات أكثر هدوءًا وتنظيمًا واستدامة.
في المقابل، تعتمد وجهات مثل أوكيناوا وبيغ سكاي على خطط سياحية أكثر توازنًا، تحافظ على الموارد الطبيعية، وتقدّم تجربة محلية متوازنة بين السياحة وحياة السكان، وهو ما ينسجم مع التوجّه الجديد للسفر المسؤول بيئيًا وثقافيًا.
أوروبا أمام اختبار جديد
هذا التراجع النسبي لا يعني أن أوروبا خرجت من خارطة السفر، لكنه مؤشّر واضح على ضرورة إعادة التفكير في النموذج السياحي الحالي.
فالمدن الأوروبية التي كانت تعتمد تاريخيًا على كثافة الزوّار باتت أمام تحدٍّ لتطوير نماذج أكثر استدامة، توازن بين استقبال السياح والحفاظ على جودة الحياة للسكان.
ولعل مستقبل السياحة في أوروبا بات معتمدًا على قدرتها على تقديم تجارب أكثر عمقًا وإنسانية، شبيهة بما تقدّمه وجهات ناشئة مثل مدينة سان ميغيل دي أييندي في المكسيك، التي نجحت في دمج الثقافة المحلية مع السياحة المستدامة دون فقدان هويتها.
 aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=   جزيرة ام اند امز                              
 
				



