اسعار واسواق

رحلة في دولاب الفرعون.. كيف كان المصري القديم يلبس؟


لم يكن يوم أمس عاديًا على وسائل التواصل الاجتماعي، فالمصريون قرروا أن يحتفلوا على طريقتهم الخاصة بافتتاح المتحف المصري الكبير، أكبر متحف أثري في العالم.

وعلى مدار ساعات قليلة، غصّت المنصات بصورٍ لآلاف المصريين وهم يرتدون الأزياء المصرية القديمة، في مشهدٍ جمع بين الفخر والبهجة والروح الساخرة التي تميز المصريين دائمًا.

منذ صباح السبت، تسابق رواد “فيسبوك” و”إنستغرام” و”إكس” في نشر صورهم بالزي المصري القديم، مستخدمين فلاتر تحاكي ملامح الملوك والملكات، أو تطبيقات تحويل الصور إلى شخصيات من زمن الفراعنة. البعض اكتفى بإضافة التاج الذهبي أو عقد “الواسخ”، وآخرون التقطوا صورًا كاملة بملابس فرعونية مزركشة.

لكن خلف هذه الحفاوة الرقمية، استعاد المصريون ذاكرة أزياء حضارتهم العريقة، التي لم تكن مجرد ثياب، بل رمزًا للهوية والمكانة والروح.

إذا تخيلت نفسك ماشيًا في شوارع طيبة قبل ٣٠٠٠ عام، ستكتشف أن البساطة كانت عنوان الأناقة، وأن “الكتان” هو الخامة السحرية التي غزت كل بيت. الملابس الفرعونية لم تكن مجرد موضة، بل كانت لغة تُعبّر عن الطبقة الاجتماعية والمهنة وحتى الطقوس الدينية.

الشِنتي – المئزر الفرعوني

القطعة الأساسية في زي الرجال، من الفلاح حتى الملك. قطعة من الكتان الأبيض تُلف حول الوسط وتُربط بحزام بسيط. كان العامل في المعبد أو المزارع يكتفي بها في حياته اليومية، بينما يضيف النبلاء أقمشة مطوية بعناية وحليًا ذهبية في المناسبات.

يمكن اعتبارها “التيشيرت والجينز” لعصر الفراعنة، لكن بفخامة تليق بأبناء الشمس والنيل.

ملابس فرعونية قديمة

الكلاسيريس – فستان المرأة الفرعونية

هو الفستان الطويل الضيق الذي يبدأ من الكتف إلى الكعب، غالبًا من الكتان الأبيض أو الملون. النساء من الطبقة الراقية كنّ يضفن وشاحًا أو رداءً شفافًا مطرزًا بالخرز والذهب. تخيلي فستان كتان ناعم عليه طرحة شفافة تتلألأ في ضوء النيل… كأنك خارجة من لوحة جدارية في مقبرة نفرتاري.

الرداء – الوشاح الملكي

قطعة القماش الكبيرة التي تُلف حول الجسد، تُلبس فوق “الشنتي” أو “الكلاسيريس”، وتمنح صاحبها مهابة الملوك. الرداء لم يكن مجرد زينة، بل إعلان صامت عن المكانة والهيبة.

النِمس – تاج الفرعون

غطاء الرأس المخطط بالأزرق والذهبي الذي نراه في تمثال توت عنخ آمون. في مقدمته الكوبرا المقدسة “الأورايوس”، رمز الحماية والسلطة الإلهية.

ملابس فرعونية قديمة

الواسخ – طوق الملكات

طوق عريض يلتف حول الرقبة والكتفين، مصنوع من الفيروز واللازورد والأحجار الكريمة. لم يكن للزينة فقط، بل كان رمزًا للطهارة والقوة الروحية.

ملابس فرعونية قديمة

الصنادل – الجزمة الفرعونية

مصنوعة من البردي أو جلد النخل، خفيفة وبسيطة. ارتداها الملوك في المعابد، من الذهب أحيانا.

من المتحف إلى الشاشة الصغيرة

تزامن هذا الاحتفاء الشعبي مع العروض المبهرة التي شهدها حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي تخلله عرض استعراضي للفنانة شيريهان وموسيقى المايسترو ناير ناجي، إلى جانب ظهور نجوم عالميين وسفراء حضروا الحدث.

الاحتفال لم يكن مجرد مناسبة رسمية، بل تحوّل إلى مهرجان حب للحضارة المصرية، حيث عبّر ملايين المصريين عن فخرهم بانتمائهم لحضارة عمرها آلاف السنين، مستخدمين الفن والضحك والفلاتر الرقمية كلغة جديدة.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى